نشرت صحيفة (جارديان) البريطانية تقريراً أعده مركز بيو الأمريكي للأبحاث، والذي يؤكد أن التعصب الديني في تزايد في جميع أنحاء العالم، وأن أمريكا وبريطانيا من بين الدول التي أظهرت ارتفاعًا مقلقًا في التمييز الديني. وأشار التقرير إلى أن حوالي ثلاثة أرباع سكان العالم يعيش في ظل قيود مختلفة تفرضها الحكومات على الدين، أو وسط أعمال عدائية اجتماعية خطيرة أغلبها ينطوي على مسائل الإيمان والدين. ووجد التقرير، الذي نشر في منتدى الدين والحياة العامة يوم الخميس، وشملت أبحاثه 197 دولة وإقليمًا، ارتفاعًا حادًا في الحدود الدينية عالميًا وزيادة بنسبة 6٪ في القيود عن السنوات الأربع حتى عام 2010. ورسم التقرير صورة كاملة لزيادة التعصب، والقيود التي تفرضها الحكومة بشأن المسائل الدينية، ويستشهد في ذلك بالجرائم وأعمال العنف بدافع من الكراهية الدينية أو التحيز، وكذلك زيادة تدخل الحكومة في العبادات أو الممارسات الدينية الأخرى". وأكد وجود تسارع ملحوظ في التعصب، حيث أكدت التقارير ارتفاع 63٪ في الفترة من منتصف 2009 إلى منتصف 2010 في أعداد الدول التي زادت القيود الحكومية، حيث ارتفعت من 147 إلى 160 دولة خلال الفترة المذكورة". وفي الاستطلاعات الأخيرة، جاءت بريطانيا في المرتبة الثانية بين الدول التي تعاني من "العداء الاجتماعي"، وتأتي في المرتبة التالية كينيا، ثم من بعدها بورما، وفي أوروبا كانت روسيا الأسوأ أداءً. وتعليقًا على مرتبة بريطانيا في العداء الاجتماعي، قال "بريان جريم"، الباحث الرئيسي: إن وصول بريطانيا لهذا المستوى نتيجة القلق بشأن قدرة المسيحيين على الحديث عن دينهم، وارتفاع في الحوادث المعادية للسامية، وكذلك المشاعر المعادية للمسلمين، كما تضمنت الاهتمام بقضايا داخل المجتمع الإسلامي نفسه وجرائم الشرف". ومن بين الدول الأخرى التي أظهرت زيادات ملحوظة في التعصب الديني لأول مرة، هي أمريكا التي سجلت أيضا ارتفاعًا للمرة الأولى على كل المستويات، والانتقال من فئة الدول قليلة الحدود الدينية إلى معتدلة القيود. فمن منتصف عام 2009 إلى منتصف عام 2010، زادت عدد الحوادث على مستوى الولايات والحكومات المحلية من قبل أعضاء بعض الجماعات الدينية التي تواجه قيوداً على ممارسة شعائرهم الدينية، حيث صعوبة الحصول على تصاريح لبناء أو تقسيم المناطق لتوسيع دور العبادة والمدارس الدينية أو المؤسسات الدينية الأخرى". وأشار التقرير أيضًا إلى زيادة التشريعات في بعض الدول لحظر الشريعة، أو منع بناء المساجد. بينما لاحظت الدراسة تزايد القيود الدينية في أماكن كان متوقع لها ذلك، مثل نيجيريا التي شهدت سلسلة من الهجمات ضد المسيحيين، وكذلك في اندونيسيا، حيث أن الضغط الممارس من قبل الإسلاميين، جعل العشرات من الكنائس تضطر لإغلاق أبوابها، كما أنه يحدد المشاكل المتزايدة في بعض الديمقراطيات الغربية بما فيها سويسرا، والتي في عام 2009، حظرت بناء المآذن، والولاياتالمتحدة. وأكد التقرير أن "المسيحيين" تعرضوا لمضايقات من قبل المسئولين الحكوميين أو المنظمات في 95 دولة في السنة المنتهية في منتصف عام 2010 ومن قبل الفئات الاجتماعية أو الأفراد في 77 دولة. أما "المسلمين" فكانوا أيضا أكثر عرضة للمضايقات من قبل الحكومات في 74 دولة ومن قبل الفئات الاجتماعية أو الأفراد في 64 دولة.