وفشل العنصريون فى أمريكا فى إثارة الفتنة بين جسد الأمة الواحد فى مصر المسلمين والمسيحيين.. مثيرو الفتنة موريس صادق وشركاه الآثمون عندما أنتجوا الفيلم المسىء إلى محمد رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، لم يكن هدفهم الإساءة إلى النبى فقط وإثارة المسلمين فى أنحاء العالم، ولكنهم هدفوا فى المقام الأول الوقيعة بين المصريين فهم لا يريدون لنا خيراً ولا أمناً ولا استقراراً يريدون إثارة الفتنة وإعطاء ذريعة لأشرار العالم فى أمريكا وأوروبا للتدخل فى شئوننا الداخلية بحجة حماية الأقليات من اضطهاد المسلمين، ولكن الله رد سهامهم إلى نحورهم ولم تنجح خطتهم الخبيثة فى إثارة الفتنة فقد سابق إخوتنا فى الوطن المسيحيون على المستوى الرسمى من الكنيسة ومن الأشخاص فى رفض العدوان على نبى الإسلام والمساس بالدين الإسلامى.. وأثبت إخوتنا فى الوطن أنهم مهمومون بنا وبما يمسنا، فمن يسىء إلى سيدنا محمد يسىء إلى سيدنا عيسى ولتذهب الفتنة ومثيروها إلى الجحيم. الإساءة إلى الإسلام وإلى الرسول الكريم لم ولن تكون المرة الأولى أو الأخيرة لأن هؤلاء المجرمين الآثمين فى حق الوطن لن يتوقفوا لأن هناك «ميوعة» فى الإدارة الأمريكية بحجة حماية الحريات، رغم أن ما حدث ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحريات لأنه عملية إجرامية مقصودة مع سبق الإصرار للإساءة إلى الإسلام وإلى نبى الإسلام.. وهدفهم هو تفجير الوطن من الداخل بالوقيعة بين المسلمين والمسيحيين.. الفيلم المشين والمسىء إلى الرسول الكريم استفز مشاعر المسلمين فى كل أرجاء العالم.. وكانت هناك ردود أفعال فى غاية العنف، كما حدث فى ليبيا، حيث قام المتظاهرون بقتل السفير الأمريكى وثلاثة من الدبلوماسيين وإحراق القنصلية الأمريكية فى بنغازى.. وتم اقتحام السفارة الأمريكية فى الخرطوم وبيروت والاعتداء على بعض القنصليات الأمريكية فى بعض الدول العربية والإسلامية. وفى القاهرة حاصر المتظاهرون المحتجون مقر السفارة الأمريكية وحاول البعض اقتحام السفارة، مما أدى إلى حدوث اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وظلت عمليات «الكر والفر» عدة أيام حتى صدرت الأوامر بإنهاء المظاهرات من حيز السفارة الأمريكية بعد أن تحولت الشوارع فى محيط السفارة لحرب شوارع وإحراق عدد من سيارات الشرطة. لقد أدت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة إلى سقوط عشرات المصابين من الطرفين، وكانت الشرطة مستهدفة وبشكل متعمد من بعض المتظاهرين الذين اندس بينهم مسجلون خطر وخارجون عن القانون وكأن اقتحام السفارة الأمريكية يمكن أن يمر على خير وخاصة أن داخل أسوار السفارة عناصر من قوات البحرية الأمريكية «المارينز» لتأمينها من الداخل وفى الأعراف والقوانين الدولية أراضى السفارات أراض ملك لها وكل اعتداء عليها يمثل اعتداء على الدولة صاحبة السفارة، وكان يمكن أن يحدث ما لا يحمد عقباه لو اقتحم المتظاهرون السفارة وتصدت لهم عناصر الأمن الموجودة بداخلها.. فميثاق الأممالمتحدة يضمن الحماية للسفارات ومصر لها سفارات وقنصليات فى أكثر من مائة وستين دولة، وإذا سمح الأمن باقتحام السفارة الأمريكية أو البريطانية داخل مصر فهذا يعنى تصريحاً لهذه الدول لاقتحام سفاراتنا لديها، وساعتها يتحول العالم إلى غابة ويتحول إلى الهمجية والبربرية وساعتها أيضاً يأكل الكبير الصغير. من حقنا أن نغضب وأن نتظاهر سلمياً نصرة لرسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» ونحتج سلمياً أمام السفارات والبعثات الدبلوماسية لنكسب تعاطف وتضامن الشعوب.. ندعوهم لاحترام حقوق الإنسان والأديان والرسل من إدانة المسيئين للإسلام ونبى الإسلام.. من حقنا التظاهر السلمى لإظهار الوجه الحضارى للمسلمين بدلاً من الصورة العنيفة التى ظهرت بها المواجهات أمام السفارات والقنصليات الأجنبية. إننا نسىء إلى رسولنا الكريم وديننا الحنيف وإلى وطننا وكل القيم الإسلامية والعربية، حين نحطم ونحرق وندمر فهذا لا يمت إلى الإسلام بصلة.. ولابد من المحاسبة والأخذ بيد من حديد على من يخرب ويدمر ويحرق الممتلكات العامة، لأن النتيجة هى المزيد من الخسائر والضغوط على الاقتصاد الوطنى المنهار، وبدلاً من كسب تعاطف العالم نخسر ديننا ورسولنا وأنفسنا ونقدم أنفسنا على أننا إرهابيون.. الإسلام دين السلام والرسول الكريم أمن السفراء وعفا عمن أساء إليه وأهانه وصفح عنه.. لقد أساء كفار قريش إليه وخرج مهاجراً من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة.. وعندما عاد إليها فاتحاً قال لأهل مكة: «ماذا تظنون أنى فاعل بكم.. قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، قال فاذهبوا فأنتم الطلقاء».. هل هناك رحمة وخلق وعفو وتسامح كما فعل الرسول الكريم مع من أساء إليه حين صفح وسامح أليس هو الرحمة المهداة؟ لا تسيئوا إلى الرسول بالخروج عن القانون وعن الدين، فالإسلام نهانا عن التخريب والتدمير والحرق والاعتداء على أرواح وممتلكات الآخرين.. لنعطى الآخر درساً فى سماحة وخلق الإسلام والمسلمين.. لننصر رسولنا محمد «صلى الله عليه وسلم» بمقاطعة القنوات والمواقع التى تسىء إلى الأنبياء والمقدسات الدينية.. لابد من الضغط على الولاياتالمتحدة من خلال القنوات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية ضد من يسىء إلى الإسلام من أفراد وشركات ساعتها سترضخ الإدارة الأمريكية وتمنع أى إساءة للإسلام لأنها لا تعرف إلا لغة المصالح.. لابد من الضغط من أجل محاسبة مثيرى الفتنة منتجى الفيلم المسىء ومحاكمتهم.. وكذلك السعى لدى الأممالمتحدة من أجل إصدار ميثاق «أممى» يمنع ازدراء الأديان وحمايتها من العابثين بالقيم والأخلاق، قاطعوا البضائع والمنتجات الأمريكية إذا أردتم الضغط على الإدارة الأمريكية فأمريكا لا تعرف إلا المصلحة وحين تمس مصالحها فهناك قرارات ستصدر حماية للأديان الإسلام والمسيحية واليهودية.. لننصر رسولنا ونرفض الإساءة إلى ديننا الحنيف بالطرق السلمية حتى نحقق الهدف ونسمو فى نظر العالم.