التقي الرئيس محمد مرسى وزير الخارجية التركى أحمد داود اوغلو عصر اليوم الإثنين بقصر الاتحادية بمصر الجديدة. وقال أوغلو عقب لقائه الرئيس مرسى فى تصريحات صحفية بقصر الاتحادية "إن زيارته للقاهرة لها هدفان، الأول يتعلق بالمشاركة فى اجتماع اللجنة الرباعية المعنية بحل الأزمة السورية والتى اقترح تشكيلها الرئيس مرسى". وأوضح أوغلوا أنه أجري مشاورات مع الرئيس مرسى حول عمل هذه اللجنة وكان هناك تطابق فى وجهات النظر بين مصر وتركيا حول سبل حل الأزمة وضرورة وقف نزيف الدماء فى سوريا والتوصل لحل سلمى. وأعرب أوغلو عن اعتقاده بضرورة حل الأزمة السورية بعيدا عن التدخل الأجنبى،كما أعرب عن تفاؤله ببدء أعمال اللجنة الرباعية أمس والتى انضم اليها الأخضر الإبراهيمى المبعوث العربى الأممى المشترك. وأضاف "إن الهدف الثانى من زيارته هو دعم العلاقات المصرية – التركية فى جميع المجالات" ، قائلا "الآن لدينا خطة عمل مشتركة حيث سيزور الرئيس مرسى تركيا فى أوائل أكتوبر المقبل، وستشهد المرحلة المقبلة عدة لقاءات على المستوى الوزارى". وتابع إنه من المقرر أن يزور رئيس الوزراء التركى رجب الطيب أردوغان برفقة وفد وزارى يضم أكثر من 10 وزراء القاهرة قريبا، لعقد لقاءات مع نظرائهم المصريين بهدف توسيع التعاون المشترك بين البلدين، مشيرا الى أن ذلك يأتى فى إطار سياسة تركيا لدعم التحول الديمقراطى فى مصر. وأشار أوغلو إلى أن نجاح التجربة الديمقراطية والحكومة الجديدة يعد نجاحا لتركيا وللمنطقة بأكملها، وقال "أثناء المقابلة تم استعراض تداعيات الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، واتفقنا على أن هذا الفيلم يعد استفزازا لمشاعر المسلمين فى العالم أجمع" ، وأضاف "إننا نعارض هذا النوع من الإهانة كما أننا نرفض كافة اشكال التهكم على الاديان السماوية، ولكن فى نفس الوقت البلدين لديهما رؤية مشتركة حول أن رد الفعل يجب أن يكون بهدوء وتعقل، لأن هذه التجاوزات فى التظاهر تعكس صورة سلبية عن الإسلام للعالم". وشدد على ضرورة حماية البعثات الدبلوماسية التى لا تعد مسئولة عن أفعال الآخرين، وردا على سؤال حول مشاركة وزير خارجية السعودية فى اجتماع اللجنة الرباعية بالقاهرة أمس، قال أوغلو إن سعود الفيصل الوزير السعودى لن يشارك وأبلغهم بعدم قدرته على المشاركة. وتابع أوغلو "سنجرى مشاورات مع السعودية وإيران فى هذا الشأن، وربما يُعقد لقاء جديد سوف يحدد لاحقا"، معربا عن ترحيبه بمشاركة اى دولة من دول المنطقة فى جهود حل الازمة السورية، مضيفا ان الموقف التركى كان واضحا منذ البداية ويتمثل فى ان يكون الحل نابعا من المنطقة مع ضرورة دعم مهمة الاخضر الابراهيمى، وأعلن مساعدة بلاده لجهود الجامعة العربية. وردا على سؤال حول فشل الجهود الدولية فى حل الأزمة السورية بينما نجحت فى ليبيا، قال الوزير التركى إن أحد أسباب هذا الفشل يرجع إلى ان الرئيس الاسد رفض كافة المساعى الدبلوماسية للحل، كما أن هناك خلافات داخل مجلس الأمن من قبل الدول الكبرى. وقال إن مهمة الاخضر الإبراهيمى هى الإسراع بالتوصل الى حل حتى لا يستهلك النظام السورى المزيد من الوقت لقتل شعبه . وحول مشاركة إيران فى حل الازمة رغم أنها طرف فى الأزمة، قال أوغلو "نعلم أن العلاقات بين سوريا وايران قوية ولذلك نريد استثمار عمق العلاقات بين البلدين فى حل الازمة، ولذلك يجب الاتفاق على حلول مشتركة"، معربا عن اعتقاده بإمكانية ان تلعب إيران دورا فى حل هذه الأزمة، كما أعرب عن اعتقاده بامكانية التوصل الى منهج مشترك حول الازمة السورية، مؤكدا أن الشعب السورى يستحق ان يعيش فى حرية وكرامة مثلما فعل المصريون بعد الثورة .