رأت صحيفة "ذي ناشيونال" الإماراتية أن الرئيس المصري الجديد "محمد مرسي"، الذي يلاقي ضغوطات شديدة من طوائف الشعب المصري وتضعه المعارضة تحت المجهر طيلة الوقت، يواجه حاليًا اختبارات أمنية بشأن الجماعات المسلحة في سيناء والاحتجاجات المندلعة في القاهرة بسبب مشاهد الفديو المسيء للرسول، مؤكدة أنه يسير بخطى ثابتة ليحافظ على استقرار البلاد ويتجنب الوقوع في فوضى أمنية عارمة في البلاد. وقالت الصحيفة إن واحدة من السمات التي امتاز بها نظام الرئيس السابق "حسني مبارك" هو الحفاظ على الأمن وإن كان من خلال القمع الوحشي، مشيرة إلى أن هناك سؤالا يطرح نفسه على الساحة السياسية: "ما هي التكتيكات التي سيستخدمها "مرسي" للحفاظ على الهدوء في البلاد ... ولكن مع عدم انتهاك حقوق الإنسان للمتظاهرين السلميين والجماعات السياسية والتيارات الحزبية المتناحرة ؟". وأوضحت الصحيفة أن مهمة "مرسي" تزداد صعوبة عندما يعلم الجميع أنه رئيس إسلامي عانى كثيرًا في ظل النظام السابق الذي اتهم جماعته بأنها محظورة ومخالفة للقانون وهو ما يدفعه في الوقت الحالي إلى الرد بطريقة حساسة وحاسمة في الوقت ذاته، لنرى ذلك في ردود أفعاله الحكيمة إزاء الاحتجاجات التي اندلعت في أكثر من 20 دولة لتندد بالفيلم المعادي للنبي "محمد"، حيث نادى بالاحتجاجات السلمية واصفًا الهجمات الوحشية على سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية في العالم الإسلامي بأنها ضد تعاليم الإسلام وضد أوامر القرآن الكريم الذي نبذ قتل الأبرياء، منددًا بما حدث للسفير الأمريكي ببنغازي والذي لقى حتفه على أعقاب الهجمات العسكرية الضارية على القنصلية الأمريكية بليبيا. ومن جانبه، قال "عمر عاشور" مدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة إكستر بإنجلترا: "إن الرئيس مرسي يحاول ابتكار أفكار جديدة وسياسات غير مُنتهَجة من قبل لأنه ليس لديه نفس سمعة سالفه "مبارك" الذي دائمًا ما استخدم قوات أمن الدولة للحفاظ على الأمن، ولكن جزءا من منهج الرئيس الجديد هو السماح لبعض رجال الدين للتحدث إلى جموع الشعب لتهدئة الأوضاع المضطربة في البلاد". واستطردت الصحيفة فيما يخص سيناء، قائلة: إن الرئيس "مرسي" أنتج سياسات جديدة في شبه جزيرة سيناء، حيث ندد واستنكر بكل قوة الأعمال الإرهابية التي قام بها المتطرفون المتشددون في سيناء والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 16 جنديا من حرس الحدود المصري، داعيًا إلى ضرورة التعاون مع كل الأطراف الموجودة في شبه جزيرة سيناء بما فيهم بدو سيناء والفلسطينيون والجنود الإسرائيليون عبر حدودهم نافيًا فكرة شن هجمات على إسرائيل أو انتهاك معاهدة السلام بين الجانبين.