زعمت الصحيفة الإسرائيلية "إسرائيل اليوم" أن موجة الغضب العارمة التي اجتاحت العالمين العربي والإسلامي رداً على الفيلم المسيء للرسول قد تدق ناقوس الخطر لأوباما وتجعله يفيق من خيال وفنتازيا الربيع العربي والديمقراطية بالمنطقة العربية. وقال البروفسور "آيال زيسر" في مقاله بالصحيفة إنه في لحظة واحدة شبت النيران في أنحاء المنطقة العربية والدول الإسلامية، نيران الكراهية الدينية وكراهية الغرب والولاياتالمتحدة من بنغازي الليبية إلى القاهرة المصرية وصنعاء العمانية. وأضاف زيسر أنه منذ قرابة عامين بعد اندلاع أحداث الربيع العربي وجدت الجماهير العربية الغفيرة هدفاً جديداً- قديماً للتنفيث عن الغضب والإحباط اللذين لم يختفيا بعد سقوط النظم الديكتاتورية إنما تزايدا فحسب، ألا وهو كراهية الغرب والولاياتالمتحدة. وتابع زيسر أن السبب الجديد لتجدد موجة الغضب كان فيلماً مسيئاً يهاجم الإسلام والنبي محمد، لكن مثل المرات السابقة الحديث يدور حول حجة استغلها الرعاع للخروج إلى الشارع، مشيراً إلى أن هذا هو السبب نفسه الذي اتخذه المسلمون ذريعة في المرة السابقة عند نشر الرسوم الكاريكاترية المسيئة للنبي محمد في صحيفة دانماركية. وأضاف المتطرف زيسر أن شدة العنف والأعراض المرضية المعادية للأمريكان، والتي تجلت هذه المرة في مظاهرات عنيفة في أنحاء العالم العربي وصلت إلى ذروتها في مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا، أدهشت الولاياتالمتحدة بعد كل ما بذلته لمساعدة الثورات العربية في مصر واليمن وليبيا لإسقاط النظم الديكتاتورية. وتابع زيسر بأن الأمريكان تمنوا أن يؤدي الربيع العربي إلى تشجيع الديمقراطية والانفتاح والتسامح وتحسين صورة واشنطن لدى الرأي العام العربي، وتحديداً في دول مثل مصر وليبيا إلا أن هذا كله لم يحدث. وواصل الكاتب الإسرائيلي محاولات الوقيعة بين الولاياتالمتحدة والدول العربية قائلاً: يجب أن نعقد الآمال على أن يكون تصريح الرئيس أوباما، والذي بموجبه لا يرى مصر الآن حليفاً ولا عدواً، لا يستهدف فقط الاستهلاك الشعبوي لدى الرأي العام الأمريكي قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة وإنما يكون إيذاناً بأن الإدارة الأمريكية قد أفاقت من فنتازيا الربيع العربي واستوعبت خطورة الوضع الجديد الناشيء بالمنطقة وأدركت مدى هشاشة أجواء الحرية والديمقراطية التي تعيشها المنطقة منذ سقوط النظم الديكتاتورية التي حكمت الدول العربية بيد من حديد.