أعلنت وزارة الصحة والسكان، مساء اليوم الخميس، أنها ستدفع ب 42 سيارة إسعاف لتأمين تظاهرة مليونية مرتقبة غداً، الجمعة، فيما ذكرت أن حصيلة الاشتباكات بين الأمن والمحتجين على فيلم اعتُبر مسيئاً للرسول محمد ارتفعت إلى 224 مصاباً. وأوضح نائب رئيس هيئة إسعاف مصر الدكتور أحمد الأنصاري، في تصريح صحفي مساء اليوم أن وزارة الصحة والسكان وضعت خطة لتأمين تظاهرات مليونية غداً تحمل عنوان "مليونية رفض الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام" من خلال تمركز 42 سيارة إسعاف بميداني "عبد المنعم رياض" و"سيمون بوليفار" وأمام الجامعة العربية والمناطق المحيطة بميدان التحرير. وأضاف أن خطة التأمين تشمل كذلك رفع درجة الاستعداد القصوى بعدد من المستشفيات القريبة والمحيطة بميدان التحرير وتوفير كافة المستلزمات الطبية والأدوية والمحاليل والمواد الإسعافية لسيارات الإسعاف وأقسام الاستقبال والطوارئ بالمستشفيات. وفي سياق متصل أعلن الأنصاري عن ارتفاع عدد المصابين في اشتباكات السفارة الأميركية وميدان التحرير إلى 224 شخصاً تم إسعاف 216 منهم بمواقع الاشتباكات من خلال فرق المسعفين العاملة على سيارات الإسعاف، مشيراً إلى أن حالتهم جميعاً مستقرة وإصابتهم ما بين إغماء وهبوط عام وجروح وسحجات. وأضاف أن 8 حالات بينهم شرطيان نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج من حالات كسر بالقدم اليمنى وغيبوبة وجروح متهتكة باليد اليمنى وأسفل العين وكدمات وسحجات متفرقة بالجسم. في غضون ذلك خفت حدة الاشتباكات بين المحتجين وبين عناصر الأمن، بعد أن دارت بشكل متقطع في المسافة الفاصلة بينهما والتي تتجاوز الخمسمائة متر بالشارع الرابط بين ميدان "التحرير" وميدان "سيمون بوليفار" المجاور للسفارة الأميركية. ويقوم المحتجون برشق بالحجارة عناصر الأمن التي ترد بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وكان محتجون مصريون على فيلم سينمائي أمريكي اعتُبر مسيئاً للإسلام والنبي محمد انتقدوا، عصر اليوم، غياب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عن التظاهر ضد السفارة الأمريكية إحتجاجاً على الفيلم. وتوعَّد المحتجون، جماعة الإخوان المسلمين بالنيل من أعضائها في حال قام أحد منهم بالمشاركة في تظاهرة مرتقبة غداً، الجمعة، بمحيط السفارة الأميركية، متسائلين "ماذا فعل الإخوان لنصرة الرسول في مواجهة الصهاينة وجميع أعداء الإسلام؟". واستنكر عدد من أعضاء تيار الإسلام السياسي، في نقاشات مع عشرات المحتجين بميدان التحرير المجاور للسفارة الأميركية، غياب الرئيس المصري محمد مرسي، القيادي في الإخوان المسلمين، عن الأحداث الجارية بمصر وقيامه بجولة أوروبية برغم الأحداث التي تمر بها البلاد. وأكد أولئك الأعضاء "أن أقل ما كان على مرسي فعله نصرة لله ولرسوله؛ أن يستدعي السفيرة الأمريكية لدى القاهرة آن باترسون ويبلغها رسالة شديدة اللهجة لسماح السلطات الأميركية بعرض الفيلم المسيئ لرسول الله". وكانت مجموعة من الشباب المحتجين في وسط القاهرة حطموا، بوقت سابق، سيارة تابعة للشرطة وطافوا بها ميدان التحرير قبل أن يضرموا النار فيها بساحة سيمون بوليفار على بعد أمتار من السفارة الأميركية. وأجبرت مجموعة الشباب جندياً يقود إحدى سيارات الشرطة المارة بشارع "القصر العيني" على النزول منها وقاموا بتحطيمها إنتقاماً لقيام عناصر الأمن المركزي بإطلاق الغاز المسيل للدموع على آلاف المحتجين على الفيلم السينمائي الأمريكي . وقام الشباب بسحب سيارة الشرطة المحطمة وطافوا بها ميدان التحرير حتى اقتربوا من سياج أمني أقامه الأمن المركزي بمحيط السفارة الأميركية، وأضرموا فيها النار ما استفز عناصر الشرطة التي أطلقت وابلاً من قتابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين بدأوا برشق العناصر الأمنية بالحجارة. وتعد سيارة الشرطة المحترقة الثالثة التي يحرقها المتظاهرون اليوم. وكان الأمن المصري أغلق بشكل كامل بعد ظهر اليوم، جميع الشوارع والطرق المؤدية إلى مبنى السفارة الأميركية بالقاهرة، تحسباً لأية محاولة لاقتحامها من جانب المحتجين ع. وفرضت عناصر الشرطة المصرية عدة أطواق أمنية تتقدمها عناصر الأمن المركزي بمحيط مبنى السفارة الأمريكية بحي "جاردن سيتي" وسط القاهرة، كإجراء احترازي خشية اقتحام المبنى من جانب آلاف المحتجين على الفيلم . وقامت الشرطة بمنع مرور المشاة والسيارات والدراجات بجميع الشوارع والطرق المؤدية إلى مبنى السفارة الأمريكية وتقوم عناصر الأمن المركزي بإطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل متواصل، فيما تجمع ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف من المحتجين بميدان التحرير المجاور وبالشوارع المحيطة به. ويتجاهل آلاف المتظاهرين مناشدات مختلف المؤسسات الرسمية في مصر بضرورة الحفاظ على سلامة البعثات الدبلوماسية والممتلكات العامة والخاصة في البلاد. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت أمس واستمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، في محيط السفارة الأمريكيةبالقاهرة . ورشق عشرات من المتظاهرين بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة، عناصر الأمن الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع وطاردوا المتظاهرين بالشوارع المحيطة بمبنى السفارة وألقت القبض على عدد منهم. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان أصدرته فجر اليوم، أنه تم القبض على 12 شخصاً "بعد أن أُصيب 3 ضباط و11 جندياً واحتراق سيارتي شرطة نتيجة رشقهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة". وقالت الوزارة "إنه في الساعات الأولى من صباح اليوم، الخميس، قام عدد من المتظاهرين المتواجدين بمحيط مبنى السفارة الأمريكية بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة على القوات المكلفة بتأمين مبنى السفارة، والتي أقامت سياجاً من السلك الشائك حول المبنى لمنع وصول المتظاهرين إلى مقر السفارة". ودعت الوزارة "الرموز الوطنية إلى التدخل لتهدئة المتظاهرين حفاظاً على الأمن والاستقرار وعلى مصالح الوطنية للبلاد". وكانت الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة بدأت عصر الثلاثاء الفائت بتظاهر آلاف المصريين أمام السفارة الأمريكية وتمكُّن عدد من المتظاهرين من اقتحام مبنى السفارة وأنزلوا العلم الأمريكي احتجاجاً على الفيلم. يُشار إلى أن الفيلم وهو بعنوان "براءة المسلمين" أخرجه وأنتجه في الولاياتالمتحدة سام باسيل (54 عاماً) وهو مخرج هاو إسرائيلي أمريكي من جنوب كاليفورنيا ويدير شركات عقارية وهو من أشد المناهضين للدين الإسلامي ويعتبره دين الكراهية وتردد أن عدداً من المسيحيين المصريين المقيمين بأمريكا ساهموا في إنتاجه. يذكر أن هجوماً بالصواريخ استهدف الثلاثاء الماضي القنصلية الأمريكية في بنغازي خلال احتجاجات على الفيلم الأمريكي، أدى إلى مقتل السفير وثلاثة دبلوماسيين آخرين وحراس أمنيين ليبيين.