ثلاثية تبادل المصالح المتمثلة فى الطالب والمدرس الخصوصي والأسرة كما تبدو فى صورتها القريبة ليست كذلك، فالحقيقة أن وهم المصالح يتم تبادله مع المتاعب أيضا وكثير من الخسائر النفسية والمادية والتعليمية بشكل عام، ليبقي الطالب هو الخاسر الأكبر بامتياز. ففى حين تنفق الاسرة المصرية مبالغ طائلة علي اولادها في المراحل التعليمية المختلفة, وهو ما يمثل عبئًا ماديًا كبيرًا عليها, فالاسرة التي لديها طفلان في المرحلة الابتدائية تنفق عليهما في المتوسط 600 جنيه شهريًا, ويتضاعف الإنفاق في المراحل التالية حيث يكلف طالب الثانوية العامة أسرته ما يزيد على الف جنيه شهريًا, يتحول الطالب من جهة أخرى بالمقابل لكائن يتم تلقينه المعلومات، غير مستعد لبذل أي جهد للبحث والمعرفة. تحذيرات، ونصائح من عدد من المختصين، والتربويين، وبدائل عصرية مقترحة، يقدمها هؤلاء جميعاً عبر بوابة الوفد الإلكترونية عبر السطور التالية. التفاعلى بديلاً للخصوصى "المدرس الخصوصي يلغى اعتماد الطالب على نفسه وتفاعله إيجابيًا مع المادة العلمية، ويحوله إلى اتكالى، كسول"، هذا ما أكدته الدكتورة مني البصيلي إخصائية الطب النفسي والتربوي, مشيرة إلى أن شيوع ذلك يعرقل السعي لرفع مستوى التعليم فى مصر، ويخلق مشكلة مستقبلية لدي الطلاب أنفسهم، تتمثل فى عدم قدرتهم علي تثقيف أنفسهم، حيث الطالب "المدمن" لإدخال المعلومة عن طريق المدرس، فلا يستطيع أن يكون قادرًا علي قراءة الكتب التثقفية والمجلات والجرائد وغيرها، داعية إلى أن يسود التعليم التفاعلي كحل أمثل، وهنا سيبذل الطالب مجهودًا للحصول علي المعلومة, مما يرفع لديه القدرة علي المشاركة والتفكير, ولا يظل طيلة وقته متلقيًا وفقط. وتعدد اخصائية الطب النفسي والتربوى ميزات التعليم التفاعلى كطريقة تحول دون ملل الطالب حيث يتم عرض المعلومات بطرق شيقة, تشجع الطالب علي الاستمرار والبحث عن معلومات جديدة, فلا يتوقف عند الحفظ فقط, وهو ما يساعده علي تثقيف نفسه بنفسه, مشيرة إلي أن هذا النوع من التعليم سيلاقي نجاحا كبيرا في مصر نتيجة انتشار التكنولوجيا وقدرة الاطفال علي التعامل معها, مؤكدة دور الاسرة في مساعدة الطالب علي التعامل مع التكنولوجيا، أضافت:" الاسرة المصرية تنفق ثلاثة أضعاف مصاريف الدولة علي العملية التعليمية، وبدلا من ذلك يمكن أن تزيد مصاريف المدرسة لنستطيع إدخال التكنولوجيا المدارس بشكل فعال من ناحية, أو أن تقوم بشراء اجهزة لأبنائهم ليقوموا بالاعتماد عليها بدلا من المدرس". وفى السياق نفسه، يؤكد أحمد طولان مسئول بوزارة التربية والتعليم، على أن أحد الأساليب المتبعة حديثا لمقاومة الدروس الخصوصية تتمثل في التعليم التفاعلي، وتقوم وزارة التربية والتعليم من خلال المواقع الالكترونية ومنها موقع www.skoool.com بتطبيق نظام التعليم التفاعلي والذي لاقي إعجاب الطلاب, ويقدم الموقع عرضا لبعض المناهج الدراسية مثل "شرحها لدرس الجهاز التنفسي في مادة العلوم حيث يقوم الطالب بتجميع أجزاء الجهاز التنفسي التي توجد علي الموقع وفي حالة تجميعها بشكل سليم يقوم الجسم بالتنفس". 4 متاعب وراء الدروس وعن المتاعب والضغوط التى تخلفها ظاهرة الدروس الخصوصية، تشير الدكتورة البصيلى إلى انها تتلخص فى التالى: 1-الضغط النفسي علي الطالب, حيث يظل متلقيا طوال اليوم لمدة 7 ساعات في المتوسط, ويعود إلي المنزل ليظل متلقيا أيضا من المدرس الخصوصي, وهو ما يمحي الابتكار لديه ويحرمه من التفاعل مع اسرته. 2-الضغط المادي علي الاسرة, فالاسر المصرية تنفق على الدروس الخصوصية حوالي ثلاثة أضعاف مصاريف الدولة علي العملية التعليمية. 3- الضغط النفسي علي الاسرة, فهى تظل مشغولة طوال اليوم بتعليم الاولاد, واستقبال المدرسين في المنزل, ولا يبقي اي وقت للتفاعل الأسري. 4- الضغط النفسي والجسدي علي المدرس نفسه, من ذهابه لبيت الطالب واعتماده عليه ماديا, وعمله لساعات طويلة. وتختتم البصيلى حديثها بالتأكيد على أن المحصلة النهائية للعملية التعليمية تكون متدنية، حيث يتأثر كل أطراف العملية التعليمية سلبيا. أجهزة رقمية ونظم إلكترونية حل بديل آخر يتحدث عنه الدكتور حسن القلا رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية لنظم التعليم، يتمثل فى النظم الإلكترونية والأجهزة الرقمية التى أصبحت متوفرة وأقل تعقيداً، وتجعل الطالب ينخرط في العملية التعليمية بشكل فعال وممتع، مشيراً إلي جهاز (class mate bc), وهو جهاز تكنولوجي جديد صمم خصيصا للطلبة، ويستطيع التحمل ويمكن استخدامه في كافة المراحل التعليمية، وهو يساعد الطالب علي استيعاب المنهج التعليمي بسهولة، ويمكنه تكرار الدرس أكثر من مرة في حالة عدم الاستيعاب، مشيراً إلى أنه توجد مدارس مصرية أدخلت هذا الجهاز لتدعيم الطالب بالفعل, ومؤكدا أن الحكومة لا يمكن أن تقوم بمفردها بتدعيم التعليم ولابد من مساهمة المنظمات ورجال الاعمال.