تحت عنوان " لماذا لا يستطيع "ميت رومنى" الحديث عن العراق ؟" نشرت مجلة "فورين بوليسى" الامريكية مقالا للكاتب "يورى فريدمان" . وقال الكاتب ان التوترات الطائفية تأججت بشكل خطير في العراق من جديد، بعد أن أصدرت محكمة في بغداد حكما بالإعدام غيابيا على نائب الرئيس السني "طارق الهاشمي"، في نفس اليوم الذي شن مسلحون موجة من الهجمات في أنحاء البلاد، قتل فيها نحو 100 شخص. ورغم ان السياسة الخارجية احد محاور التنافس فى الحملات الانتخابية الرئاسية الامريكية بين كل من الرئيس الديمقراطى "باراك اوباما" والمرشح الجمهورى "ميت رومنى"، والهجوم الذى يشنه "رومنى" على "اوباما" فى العديد من الملفات الخارجية للسياسات الامريكية، الا ان "رومنى"، لن يوجه اى انتقاد ل "باراك أوباما" على الوضع غير المستقر في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية. ووفقا لأرشيف خطب الحملة الرسمية من قبل كل من المرشحين، المسجل بمعرفة جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، فإن "رومنى" استخدم كلمة "العراق" سبع مرات فى خطاباته، وغالبا ما كان يتم ذلك في سياق حديثه عن الأوضاع العسكرية، في حين اشار "أوباما" الى كلمة " العراق " 76 مرة، معظمها كان مرتبطا بالحديث عن الانسحاب العسكرى من العراق. واكدت المجلة أن "رومنى " يراوغ عندما يُسأل عن الوضع فى العراق أو افغانستان، ورغم انه انتقد "اوباما" عندما أعلن في أكتوبر 2011 أن كل القوات الامريكية ستغادر العراق بحلول نهاية العام، قائلا إنه لم يعلن عن تأمين انتقال منظم في العراق، الا أن برنامج الحزب الجمهورى لانتخابات 2012 خلا من أى اشارة للوضع فى العراق ولا حتى تلك الانتقادات التى وجهها "رومنى" لادارة "اوباما" . وفي مقابلة مع محطة "فوكس نيوز"، بدا موقف "رومني" من العراق أكثر قتامة. ورغم انه أشار إلى أن انسحاب القوات الامريكية، لم يتم بالشكل الصحيح، الا انه رفض الافصاح عما اذا كان يؤيد ارسال قوات اميركية الى العراق مجددا". وتساءلت المجلة "لماذا هذا القدر من التردد لدى "رومني" عند الحديث عن العراق؟ .. خلاصة القول أن هذه الحرب لا تحظى بشعبية، وهى احد الاعمال التى تسبب فيها الجمهوريون، وبالتالى فإن "رومنى" يعلم جيدا ان هذا الملف هو إحدى النقاط السوداء للحزب الجمهوري. فقد كشف استطلاع للرأي قامت به صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "إيه بى سى" في نوفمبر 2011 أن ما يقرب من ثمانية من كل عشرة أميركيين يوافقون على قرار "أوباما" بسحب القوات القتالية من العراق، بما في ذلك 58% من الجمهوريين و 81 % من الناخبين المستقلين، كما كشف استطلاع قامت به شبكة " CNN" وشبكة " ORC" قبل شهر أن أكثر من نصف الأمريكيين شعروا أن إرسال قوات الى العراق في الأساس كان خطأ، وأن 57% يعتقدون أن إدارة الرئيس الامريكى الجمهورى السابق "جورج بوش" ضللت الرأي العام الأمريكي عن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، من جانب آخر، رأى 54% من المشاركين في استطلاع شبكة أخبار NBC ومجلة " وول تيلموندو" هذا الصيف أن الحروب في العراق وأفغانستان قد ساهمت أكثر من غيرها في عجز الميزانية الفيدرالية، وهي نقطة خلاف وصراع جوهرية في الحملة الانتخابية. وفي كل مرة يذكر "رومني" العراق، يعرض نفسه للتهم كونه ينتمى لنفس الخط الذى ينتمى اليه الرئيس الامريكي السابق "جورج بوش" وتيار المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري، وتستغل ادارة الرئيس "اوباما" التهور فى السياسة الخارجية لدى الجمهوريين فى الهجوم على "رومني"، واذا كان اوباما هو صاحب قرار سحب القوات الامريكية من العراق ، فإن الجمهوريين بزعامة "بوش" هم الذين ورطوا أمريكا فى العراق.