المنطق هنا ، هو أنه مادام لايجوز لنا أن نجبر شخصاًعلى اطلاق لحيته، فلا يجوز لنا أيضاً أن نجبره على حلقها ..هذا هو العدل ، هذه هى الحرية والحرية لاتتجزأ..وما الضرر من اطلاق رجل الشرطة للحيته ؟ الذى يرى أن اللحية مظهر ديني وأن الحياد مطلوب.. أقول له فلماذا يسمح للموظفات فى المكاتب الحكومية بارتداء الحجاب وهو أيضاً مظهر دينى وهى تتعامل مع المسلم والمسيحى ؟ وماالرأى كذلك فى ضابط شرطة له علامة صلاة على جبهته وهى أيضاً مظهر دينى هل يجب اجباره على اجراء جراحة تجميل لازالة علامة الصلاة..وماالرأى فى ضابط شرطة يؤدى الصلاة هل يجب أيضاً منعه من أدائها لأنها دليل على كونه مسلماً ؟ هل التدين عار يجب ستره ..أم أن حرية العقيدة وممارسة الشعائر حق تكفله الدساتير وحقوق الانسان؟ لاتقل ان اللحية تتعارض مع لوائح وقوانين الشرطة بل قل ان هذه اللوائح والقوانين يجب ألا تتعارض مع حرية العقيدة ومع حقوق الانسان لأنها بذلك ستكون غير دستورية وغير عادلة وهل وضعت القوانين الا من أجل تحقيق العدالة؟ وهل كبت الحريات من العدالة؟ يقول البعض ان المنع متعلق بالنظافة الشخصية على اعتبار أن اللحية تتعارض مع النظافة – وهو ليس بصحيح – وأقول لهم فلماذا اذاً يسمح لرجل الشرطة باطلاق شاربه؟ وهل احالة الضباط الملتحين للتأديب تعنى أن مطلق اللحية غير مؤدب ؟ تذكروا أيها السادة أن نبى الاسلام صلى الله عليه وسلم كان كث اللحية وهو الذى أمر باطلاقها وهو الذى قال من رغب عن سنتى فليس منى..فهى بالتالى حرية عقيدة ولايليق بأى مطالب بالحرية مؤمناً كان أو ملحداً أن ينكرها ..وماذا سنحصد من اجبار هؤلاء الضباط على حلق لحاهم ؟ العقيدة مسألة عميقة لايمكن الغاؤها بقرار..أنا على العكس أرى أن اطلاق اللحية سيحمل الضابط مسئولية مضاعفة لأنه ليس من المحتمل على سبيل المثال أن ينهال ضابطا ذو لحية بالضرب على مواطن ويسبه بأقذع الألفاظ على الأقل لأنه سيستحى ان يفعل ذلك وهو ملتح ..واذا كانت اللحية دليلاً على تدين فمرحباً بها لأن الدين مصدر كل رحمة وعدل وفضيلة..ثم أن اطلاق اللحية ومهما أثير حوله من جدل هو حرية ويجب دعم الحرية بالذات بعد ثورة كان شعارها "عيش حرية عدالة اجتماعية" خصوصاً وأن هذه الثورة نجحت وأنتجت نظاماً ديمقراطياً ..لهذا أدعو الرئيس مرسى الى دعم حرية رجال الشرطة بل والجيش والنيابة فى اطلاق اللحية دعماً للمبادئ التى قامت عليها الثورة..تلك الثورة التى لم نساندها أساساً الا من أجل الحرية فلا يصح ولايليق أن نرى حرية تكبت فى مصر بعد اليوم.. لقد ظللنا لعقود تحت قمع الشرطة حتى أن الكثيرين كانوا يتركون حقوقهم تجنباً لدخول قسم الشرطة خشية التعرض للاهانة ..واليوم يعجبنى أن أرى داخل القسم ضابطاً ملتحياً فهذا يعطى اطمئناناً أكثر ويدعو الى الثقة ، ومادمت اللحية مسألة عقيدة فليس من العدل أن أخيّر انساناً بين عقيدته والاحتفاظ بوظيفته بل انها قمة الظلم والقهر..ان عدم السماح لرجل الشرطة باطلاق اللحى هو ابقاء على زمن مطاردة المتدينين والاصرار على مبدأ أن الملتحى ارهابى حتى يتبت براءته. ..