" تكلموا تعرفوا "، فإن المرء مخبوء تحت لسانه ، كلمات بسيطة وصف بها على بن أبى طالب لغة البشر ليكشف ان المرء يخفي الكثير خلف سكوته، فاللسان أقوى عضلة في جسم الإنسان، فالمشاعر الخاصة بالانسان تستطيع أن تنقلها الكلمات دائما عن طريق التحدث. وتعتبر فصاحة اللسان ومرونته دليل كبير على الثقة بالنفس، ولكن هذه الميزة لايمتلكها الكثير فهناك الكثير أيضا منا لا يستطيع التعبير عما بداخله، والبعض الأخر تتشابك أفكاره وتتصارع فتخرج على هيئة تأتأة فى الكلام. ويحتفل العالم في 22 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي ل"التأتأة"، وذلك للتعريف بالمرض بهدف الى رفع مستوى الوعي عن حالة ملايين من البشر الذي يعانون من التلعثم أو إضطرابات الكلام والنطق، وكيفية التعامل معهم. وقد بدأ الإحتفال باليوم العالمي للتأتأة منذ عام 1998، للتضامن مع مرضى إضطرابات الكلام، وفي عام 2009 تم إستخدام الوشاح ذو اللون الأخضر المزرق في الإحتفالية، حيث تم المزج بين اللونين لإظهار العلاقة بين "السلام" و "الحرية" من أجل دعم المجتمع للمصابين بالتأتأة في سبيل حصولهم على أناس يفهمون ويتبادلون تجاربهم. وفى اليوم العالمى للتأتأة نعرض لكم أبرز أسبابه وطرق علاجة. تعد التأتأة إضطراب في الكلام والنطق، حيث أن الشخص الذى يعانى منها لا يمكنه نظق الحروف بشكل سلسل وسليم، مما يتسبب في تكرار أو إطالة الأحرف والمقاطع الصوتية، أو التردد الطويل قبل إخراج الكلام، أو إضافة بعض المقاطع بين الكلمة والأخرى من قبل "آآم، اااه، ممم" وغيرها. ويلاحظ على الشخص الذي يعاني من "التأتأة" كثرة التنهد وصعوبة التنفس وشدته أثناء التحدث، كما تلاحظ تكرار عض اللزمات عند النطق.يؤثر هذا الإضطراب في نفسية المريض، مما يجعله يفقد الثقة بنفسه، ويميل للإنطواء والعزلة. وتتسبب التأتأة فى التوقفٍ أثناء الكلام بشكل لافت للانتباه، فيظهرعلى المرء وكأنه بقي عالقًا عند ذلك المقطع، كأن يكرر حرف معين، ويتوقف عنده طويلا قبل إكمال الكلمة، ويصاحب التأتأة إمتعاض وتشنجات لاإرادية في عضلات الوجه. أسباب الإصابة بالتأتأه. تعتبر العوامل الوراثية أحد أهم مسببات التأتأه حيث أثبتت الدراسات أن هناك 60%من الأطفال الذين يعانون من التأتأه هناك شخص داخل الأسرة يعاني منها. وتلعب البيئة التى يعيش فيها الإنسان دور هام فى تكوين مخارج الألفاظ لدى الأطفال فأن الأفراد المحيطين بالطفل يؤثرون بشكل كبير على طريقتة فى النطق فعادة إذا كان هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من التأتأة مقربين من الطفل فأنه يصاب بها أيضاً. فيما تكون التأتأه فى بعض الأحيان ظرف مؤقت حيث أن الأطفال أثناء الصغر يعانون منها وذلك لعدم قدرتهم على النطق ويتوقفون عنها بمجرد التقدم فى العمر. وأثبتت الأبحاث أن التركيب العصبى والدماغى للأشخاص الذين يعانون من التأتأه يختلف عن غيرهم حيث يعانى المصاب بالتأتأه من الإفراط فى نشاط الأعصاب الحركية فى كل من المخ والمخيخ اضافة الى وجود خلل نسبى فى النصف الأيسر من المناطق السمعية، أو تعطيل في أجزاء من الفص الصدعي للدماغ والتي تساهم في إنتاج الكلام. وهناك أسباب نفسية، حيث أن التعرض للضغط الشديد، الإجهاد النفسي، القلق، وغيرها من العوامل النفسية هي عوامل تعزز التأتأة لكنها ليست مصدرها الأساسي. طرق علاج التأتأه عند البدء فى علاج التأتاة لابد من التركيز على محاولة تعلم نطق الكلمات البسيطة والسهلة، وتكوين الجمل القصيرة جدًا، ثم التدريب على نطقها ببطء حتى يتمكن الشخص من نطقها بسرعة فينتقل للجمل الأطول والأصعب. لابد من العلاج المبكر لحل مشكلة التأتأة عند الطفل منذ الصغر، وذلك عن طريق قيامهم حيثُ بتدريب أبنائهم على نطق الكلمات ببطء وتقليل الضغوط عن أطفالهم، وهذا هو أفضل علاج للمشكلة كما يراه المعالِجون. استخدام الطلاقة اللغوية وذلك عن طريق تنظيم عملية التنفس عند الطفل، والتحدث ببطء ، وتغيير أثر التأتأة، والهدف من هذا العلاج هو تعديل اثر التأتأة بحيث تتطلب جهد ووقت اقل أثناء الكلام وليس إزالتها بشكل كلي. اللجوء الى استخدام أجهزة الطلاقة الإلكترونية، فالبعض يستجيب لهذا النوع بشكل كبير، بينما البعض لا يستجيب. أما عن طريقة التعامل مع الطفل المتأتئ فلابد من اتباع العديد من الطرق البسيطة :- ضرورة التحدث مع الطفل ببطء شديد والتركيز على انتهاج لغة واحدة أثناء الحديث . وعدم إنتقاد طريقة كلامه أثناء الحديث وعدم التفريق في المعاملة بين الأبناء وتجنب تجنب مقاطعة الطفل المتأتئ أثناء الحديث . ولابد من العمل على تنمية مواهب الطفل وإعطائه الدعم والتشجيع والتقبل وعدم التحدث عن مشكلة الطفل أمامه لعدم التأثير عليه.