دعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب الفلسطينيين إلى مظاهرة حاشدة يوم 5 سبتمبر القادم؛ احتجاجًا على تنظيم إسرائيل مهرجان للخمور في مسجد بئر السبع التاريخي. وتمثل لجنة التوجيه العليا لعرب النقب كافة الكيانات والأحزاب والهيئات العربية الفاعلة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وعقدت اللجنة اجتماعًا طارئًا لمناقشة قرار بلدية بئر السبع الإسرائيلية إقامة مهرجان الخمور في باحة مسجد بئر السبع يومي الخامس والسادس من سبتمبر المقبل. وأصدرت اللجنة عقب اجتماعها بيانًا حصلت "الأناضول" على نسخة منه، ودعا البيان "فلسطينيي الأراضي المحتلة إلى مظاهرة حاشدة في باحة مسجد بئر السبع الساعة الخامسة عصر يوم 5 سبتمبر/أيلول القادم ضد تنظيم مهرجان الخمور بالمسجد الأسير". واعتبرت اللجنة أن تنظيم إسرائيل لهذا الحدث يعد "استهتارًا بمشاعر المسلمين وكرامة مقدساتهم والمعاهدات الدولية التي تضمن حرية العبادة، وعدم المس بالمقدسات والمشاعر الدينية، وانتهاكًا لقرارات محكمة العدل العليا". وأوضح البيان أن منع المسلمين من تأدية الصلاة بالمسجد الذي بني عام 1906 إبان العهد التركي بأموال المسلمين وتبرعاتهم هو اضطهاد ديني مرفوض، كما أن تحويله إلى متحف هي محاولة لطمس الهوية التاريخية والحضارة الإسلامية لمدينة بئر السبع. ودعا البيان إلى تنظيم عدد من الفعاليات للدفاع عن هوية المسجد والحفاظ عليها، كما طالب العرب بالتوجّه للمؤسسات والهيئات العربية والإسلامية والدولية "لفضح الممارسات الإسرائيلية"، ووجّه نداءً "لجميع المسلمين بالتظاهر للتنديد بهذه الخطوة الإسرائيلية الاستفزازية، وللضغط على حكوماتهم من أجل تحريك المؤسسات الحقوقية والسعي لإلغاء مهرجان الخمور في باحة المسجد". وأعلنت بلدية "بئر السبع" عن إقامة مهرجان الخمور السادس بمسجد المدينة في 5 سبتمبر المقبل لمدة يومين، ومن المقرر أن يشارك في المهرجان 30 شركة من مصانع الخمور في إسرائيل. وبحسب منظم المهرجان فإنه سيوضع في فناء المسجد طاولات ومقاعد بار، وخلال ليلتي المهرجان سيقام حفل غنائي بمشاركة مطرب إسرائيلي شهير. وكان مراسل "الأناضول" رصد في وقت سابق التعديلات التي أدخلتها السلطات الإسرائيلية على المسجد لتحويله إلى "متحف للفنون" تمهيدًا لاستغلاله في أغراض أخرى وبينها مهرجان الخمور المزمع إقامته. وكان دوغان إيشيك، القائم بأعمال السفير التركي في إسرائيل، أجرى زيارة "تقصي حقائق" إلى مسجد بئر السبع الأسبوع الماضي برفقة طلب الصانع، العضو العربي بالكنيست، وثابت أبو راس مدير جمعية عدالة الفلسطينية لحقوق الإنسان. وقال أبو راس ل"الأناضول" وقتها "لمست اهتمامًا وجدية من جانب السفارة التركية إزاء القضية، فتركيا تهتم للغاية بقضايا العالم الإسلامي، كما أن المسجد يعود إلى حقبة الخلافة العثمانية". وأضاف "نتابع قضية مسجد بئر السبع منذ 18 عامًا أمام المحاكم الإسرائيلية ونكثف ضغطنا على بلدية بئر السبع بشتى الوسائل لنقل مهرجان النبيذ إلى مكان آخر".