معاناة يومية يعيشها سكان قرية الزهيرى – مركز بنى عبيد – محافظة الدقهلية منذ ما يقرب من 15 عامًا والمواصلات الآدمية لم تعرف طريق القرية والعزب التابعة لها والتى يصل عددها 13 عزبة، حيث يستخدم سكانها حتى اليوم عربات «الكارو وسيارات الربع نقل» ناهيك عن تعريفة الركوب المحددة من قبل سائقى التوك التوك والتى تصل لمبلغ وقدره 10 جنيهات للفرد. البداية كانت من موقف ميت فارس إلى الصلحات مسافة 7 كم لنشاهد فرض سيطرة سائقي التوك توك على الموقف ليتم التحميل للفرد بمبلغ 10 جنيهات ويمتنع السرفيس المرخص وبتعريفة ركوب مقررة من قبل المحافظة بمبلغ جنيهين والنصف للفرد، ويبقى المواطن مغلوبًا على أمره وسط بلطجة اصحاب التوك توك. بعد أن نصل موقف الصلحات يمكنك أن تتنقل بين قرى وعزب الوحدة المحلية لقرية «الزهيرى» والتى تتبعها 13 عزبة لنكمل رحلة عذاب المواصلات غير الآدمية للوصول إلى القرية، فبمجرد أن تصل موقف الصلحات تستقبلك سيارات ربع النقل المكشوفة وعربات الكارو والتروسيكل والموتسيكلات فهذه هى وسائل النقل المتاحة ولا سبيل غيرها. طرق موحشة متعرجة مليئة بالمنحنيات والمطبات الخطرة ويسيطر عليها الظلام الدامس فى الليل حيث تصعب على السائق رؤية الطريق أثناء القيادة، فضًلا عن الروائح الكريهة المنبعثة من المصارف والقنوات المائية المجاورة للطريق خاصة مصرف « بحر الدهب والمشروع وبحر حادوث » وهى صرف أراضٍ مختلطة أيضا بالصرف الصحى والذى يتم فيه صرف القرى الموازية للطريق. أخيرًا وبعد معاناة مع المواصلات ووسائل نقل الدواب والمواشى التى تستخدم فى نقل المواطنين نصل إلى قرية « الزهيرى » لنرصد مشاهد الحياة داخل القرية وللتعرف عن أبرز مشكلاتهم. وفى البداية قال ضياء يوسف الزهيرى 59 سنة، فلاح – من اهالى القرية – قمنا بالتقدم بالعديد من الشكاوى والاستغاثات لانارة الطريق وإصلاحه ولكن دون جدوى، الروائح الكريهة تحاصر سكان القرية نتيجة لانعدام نظافة مياه المصرف المجاور للقرية، ونضطر إلى استخدامه فى رى الأرض فلا يوجد وسيلة أخرى. ويتدخل احمد إبراهيم محمد الخميسى، 58 سنة عامل بمدرسة الزهيرى الاعدادية قائلا: نحن معدومو الخدمات الطريق والمواصلات تجعلنا معزولين عن الحياة، لدينا فى قرية الزهيرى مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية تخدم 13 عزبة وهى: «عزبة الدبابة،والقدايمة،والبحر القديم،والشعبانية وغيرها» والطلبة فى فصل الشتاء لا تستطيع الذهاب لمدارسها بسبب قلة المواصلات ويضطر البعض منهم لاستقلال عربات الكارو، وآخرون يذهبون سيرًا على الأقدام، ناهيك عن عذاب طلبة الثانوى بأنواعها والتى تذهب لقرية الصلحات لوجود تلك المدارس بها،بخلاف طلاب الجامعة والتى تعانى الأمرين 46 كم ليصلوا إلى المنصورة. لافتًا إلى أن الطريق توقف العمل فى رصفه منذ 9 سنوات بعد تدبيشه، والرد علينا أن هناك خلافًا مع مقاول الرصف. وأضاف المهندس عاطف الموندى، عضو لجنة الوفد بالصلحات: روائح كريهة وأمراض تصيب الفلاحين وتلوث المحاصيل بسبب رى الصرف الصحى، والصناعى،والصورة لتلك الترع والمصارف يملؤها ورد النيل والمخلفات رغم أن الرى يصرح بأن التطهير كل 3 شهور، علاوة على عدم وجود خدمات لتلك العزب والتى يقطنها أكثر من 15 ألف نسمة، وكل ما هو موجود بقرية «الزهيرى» مدرستان ابتدائى وإعدادى، ووحدة صحية غير متكاملة، لا سيارة إسعاف ولا سنترال ولا مكتب بريد،وحتى الوحدة البيطرية الوحيدة موجودة على بعد 22 كيلو بميت فارس فهل هذا عدل لسكان 13 عزبة والوحدة المحلية لقرية الزهيرى، لا تجد من ينظر لخدماتها الطبيعية. وأكد مصطفى النجار رئيس لجنة الوفد بكفر الصلحات أن أهالى قرية الزهيرى تطالب بأبسط متطلبات الإنسان لعيشة كريمة، فقد قاموا ببناء مبنيين لاجتذاب موافقة المسئولين على إقامة أى من الخدمات المفقودة مثل «السنترال، سيارة إسعاف، مكتب بريد» إلا أن الموضوع لم يلق موافقتهم،بسبب عدم قدرتهم على توفير موظفين بسبب الطريق السيئ والبيئة الملوثة والتى تحيط بهم، مناشدا كافة المسئولين فى التحرك لحل مشكلة الطريق وتوفير الخدمات التى تعد ابسط سبل المعيشة الطبيعية فالطريق فى الشتاء يتسبب فى كوارث، ومنها عدم وصول سيارة إسعاف لنقل مريض،وقد يفقد حياته بسبب هذا الأمر، علاوة على نشوب حرائق فالوصول لها قد يزيد صعوبة بعدم السيطرة عليها،مشيرا إلى أن البعض من الأسر ممن لديهم أبناء فى التعليم الجامعى بدأوا فى الهجرة لتخفيف المعاناة على أبنائهم.