رأت صحيفة "يو إس ايه توداي" الأمريكية أن الصراع المحتدم في سوريا والذي تحول إلى حرب أهلية واسعة النطاق من الصعب أن يتوقف حتى بعد الإطاحة بالرئيس السوري "بشار الأسد" مؤكدة أن الأوضاع ستظل مضطربة حتى تتمكن المعارضة من تسوية خلافاتها. ونقلت الصحيفة عن "كينيث بولاك" المحلل بمعهد بروكينجز الخاص بسياسة الشرق الأوسط قوله "من المحتمل ان يسقط "الأسد" ونظامه غدًا أو في وقت قريب لكن هذا لا يعني نهاية الحرب الطائفية المشتعلة في البلاد، فإذا لم تتدخل جهات أو أطراف أخرى لإنهاء تلك الأزمة فإنها قد تستمر لفترة طويلة". وأوضحت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عملت جاهدة على إمداد المزيد من المساعدات ولكن غير القاتلة إلى المعارضة السورية مثل معدات الاتصالات، في حين حفزت المعارضة إلى رأب الصدع والخلاف الناشب داخل صفوفهم ومحاولة التوصل إلى اتفاق يمكٌنهم من تشكيل حكومة انتقالية يكون من شأنها تجنب سفك الدماء وتعجيل انهيار نظام الأسد. وأضافت الصحيفة قائلة "إن استمرار العنف في أنحاء البلاد يجعل من الصعب على القوى السياسية في سوريا الدخول في مرحلة انتقالية سلمية". ومن جانبه، قال "ستيفن بيدل" محلل بالأمن القومي وأستاذ بجامعة جورج واشنطن "إن المشكلة المحورية في سسوريا تكمن في حصول كل مجموعة من الاطراف المتنازعة على كم كبير من الأسلحة الثقيلة وكل منهم يريد ان يعتلي المنصة بعد انتهاء الأزمة، فضلا عن أن الكثير منهم لا يثقون ببعضهم البعض". وأشارت الصحيفة إلى أن الدائرة الداخلية للنظام السوري والذين يشكلون أغلبية علوية في حين أن أغلبية المعارضة من السنة الذين يشكلون أغلبية سكان البلاد يخشون على حياتهم وعلى استعداد للقتال حتى الرمق الأخير، مما يجعل من غير المحتمل التوصل إلى حل سياسي ويزيد من تفاقم الأوضاع السيئة في البلاد. وفي السياق ذاته، قال محللون سياسيون إن إنهاء الحرب الأهلية في البلاد يتطلب تدخلا دوليا كبيرا متمثلًا في الولاياتالمتحدة وحلفائها لدعم المتمردين ومن ثم إعادة بناء البلاد، مؤكدين أن الجزء الأصعب هو إعادة البناء السياسي.