لليوم الرابع على التوالي، يواصل أطباء المستشفى العام بكفر الشيخ إضرابهم، وإغلاق أقسام الاستقبال والطوارئ والأشعة، والعيادات الخارجية، احتجاجاً على الأمن المفقود بالمستشقى، وبلغ الأمر أن يتعدى أفراد الشرطة المكلفين بتأمين المستشفى على أطباء وطبيبات الاستقبال تضامناً مع أحد أفراد الشرطة الذى جاء إلى المستشفى لتلقى علاجه بها، حسبما جاء على لسان طارق محمد يحيى أخصائى الجراحة العامة بقسم الاستقبال والطوارئ. وأضاف بعدما قمنا بإجراء الفحصوات على الحالة للشخص المريض الذى تعدى أشقاؤه علينا، وكان يعانى من آلام أسفل البطن، فاستدعيت النوبتجى الطبيب عبد اللطيف، والطبيب هيثم عز الرجال، واطمأننا على الحالة بعد استقرارها، وبعدها فوجئنا بهم يتعدون بالسب بألفاظ خارجة على الطبيبات منى، ومروة، اللتان تعملتن بالاستقبال دون أسباب مقنعة، فحاولنا التفاهم معه ولكن ازدادوا فى السب فاستعنت بأمن المستشفى، فلم يستجيبوا لنا بل وشجعوا المعتدين علينا، الذين رفعوا الكراسى بمعاونة الشرطة المكلفة بحراسة المستشفى وأوسعونا ضرباً وحررنا بذلك محاضر بالمستشفى، الأول باسم طارق محمد يحى رقم تذكرة الدخول 14178 وتقدمت ببلاغ حمل رقم 14916 إدارى نقطة المستشفى مصابا بكسر فى اليد ونزيف داخلى والدكتور مازن عبد العزيز اشتباه نزيف رقم تذكرة الدخول 14177 وتقدم بلاغ حمل رقم 14917 إدارى نقطة المستشفى. أما الطبيب أحمد الجنزورى فيقول كيف لطبيب أن يعمل فى الاستقبال وهناك من يرفع عليه الأسلحة البيضاء، فهل نطلب تسليحنا حتى نتمكن من ممارسة أعمالنا. ويضيف أحمد بركات أخصائى الأطفال بالمستشفى، يوم الجمعة الماضية تعرضت إحدى الممرضات للتعدى من أكثر من 10 أفراد مرافقين لإحدى الحالات بالسباب والشتائم والتطاول عليها، لأنها رفضت الإنصياع لأوامرهم بأعمال غير مكلفة بها، وكان أمن المستشفى حاضراً الواقعة ولكنه رفض التدخل، بل وقال لأهل المريض "ادخلوا كسروا عليهم المستشفى" فكيف نعمل فى هذا الجو من عدم الأمان. ويذكر محمد سعفان طبيب مقيم بقسم جراحة العظام إحدى حالات التعدى الناجمة عن غياب الأمن، فقد كانت هناك حالة لطفل صغير عبارة عن جرح أسفل عينه وبالقرب من الخد الأيمن، وبعد معاينة الحالة وإجراء الخياطة الجراحية فوجئت بهجوم من السباب والشتائم من أهل المريض، وطلبت تدخل الأمن ولكنه رفض. الممرضة عطيات السيد بدير مشرفة تمريض بقسم جراحة رجال يقول أنا لا أأمن على نفسى وأخشى من دخول البلطجية واللصوص علينا فى أى وقت خاصة وأن الزيارة مفتوحة 24 ساعة فهل يمكن أن نعمل فى هذا الفراغ الأمنى، وقد تكررت حالات سرقة كثيرة بالمستشفى بسبب الفوضى الأمنية. وعلى الجانب الآخر، اتهم الدكتور أحمد السعداوى أمين عام نقابة أطباء كفر الشيخ جهات بعينها تعرقل سير العملية الصحية، وإلا بماذا نفسر تقاعس الشرطة العسكرية فى تنفيذ قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بتأمين المستشفيات العامة، وعودة العمل بها، وما أجد إلا تحدياً لقرات الرئيس بهدف تأليب الشعب على مشروعه، أوضح السعداوى أن الأسوأ فى هذه الحالة أن المعتدى هم أفراد من الشرطة، وعاونهم وتضامن معهم أفراد من الشرطة أيضاً ضد الأطباء، ولذلك قامت النقابة الفرعية بإبلاغ النقابة العامة بالقاهرة التى بدورها أبلغت رئاسة الجمهورية بواقعة التعدى من أفراد الشرطة، الذين تم القبض عليهم وهم قيد التحقيق، واقترح السعداوى أن تقوم المستشفى العسكرى بكفر الشيخ بإستقبال حالات الطوارئ وأطباء المستشفى العام على استعداد لتقديم الخدمة الصحية بها فى حال نقص الموارد البشرية، تأكيداً لجمهور المرضى أن القضية ليست امتناعاً عن العمل، ولكنها بحث عن ظروف آمنة للطبيب والمريض، وأشار السعداوى أن بعض الأطباء اقترح عمل لجان شعبية بدلاً من الشرطة التى تتقاعس فى عملها بل وتتعدى على الأطباء. ومن ناحية أخرى، خلت المستشفى تماماً من الأطباء بعد إعلان إضرابهم، وأصبحت المستشفى كالخرابة، مما أثر على الحالة الصحية للمرضي المحتجزين للعلاج الذين اضطر ذويهم لإخراجهم من المستشفى حرصاً على صحتهم للعلاج بالعيادات الخاصة، فيما يتم تحويل الحالات لمستشفى العبور التى رفضت هى الأخرى استقبال كل هذا الكم من المرضى. ويقول أحمد محمد عبد العال حسن جئت للمستشفى منذ الثامنة صباحاً شاكياً من مرض البواسير وها أنا فى الإستقبال لم أرى طبيباً واحداً فما ذنبنا نحن المرضى؟ تضيف نجوى محمد على من الحمراوى، ابنتى مريضة بالحمى ولأن مستشفى الحميات مكتظة بالمرضى، جئت بها للمستشفى فوجدت شباك التذاكر مغلق كما ترون، وتضيف زينب عبد الغنى الشافعى 57 سنة من قرية أبو تمادة جئت للمستشفى لصرف قرار علاج للضغط كما أننى أصرف علاج السكر من الخارج وتكلفنى الأمبول 31 جنيها، فوجدت الأطباء مضربون عن العمل وتتسائل أليس لهم أمهات يعانون من المرض مثلنا أين الرحمة ونحن فى شهر الرحمة. وفى كل هذا الجو المشحون من أنات المرضى لم نجد رداً شافياً من اللواء أحمد زكى عابدين الذى ترك الأمر وتفرغ للعبادة، تاركة مشاكل المرضى لوكيلة الوزارة الدكتورة لميس المعداوى التى تتعامل بكل سلبية فى هذه المواقف، ويبقى المرضى والأطباء على خط واحد وفى مواجهة معاً، يفصلهم عن بعض أمن مفقود، وضمائر غائبة.