قبل ان تقرأ: فرضت أحداث «مجزرة رفح» تأجيل نشر مقالى الأسبوع الماضى.. وكان بعنوان «سبوبة سماح (أنور) ولعة» من دون مابين القوسين ورغم أننى مازلت راغباً فى كشف المزيد من هذا القبح المستشرى فى حياتنا يوما بعد يوم.. إلا أن «سماح» مقارنة بماحدث ويحدث فى «بر مصر» تساوى صفرا.. بل وصفرا صغيرا.. يتضاءل امام الجرائم المرتكبة منذ عصر الرئيس الساقط بحق شعبنا.. وجنودنا البواسل على الجبهة، الذين لا يعرفون المجلس الأعلى أو الأغلى أو الأدنى.. ولا أسماء الجنرالات ال«تستعتاش» الذين جئ ببعضهم من بيوتهم ليشاركوا فى حكم مصر! حسنا فعلت زميلتنا الكبيرة مقاماً حنان فهمى، فقد أتاحت لى الفرصة لأنظر طويلاً إلى المشهد الحالى بكل قبحه.. وقذارته.. ويحدثنى رئيس تحرير صحيفة يومية عن الكذب باعتباره أصبح هوية سياسية للبشر.. وكنت أظنه مترفعاً عن ممارسة مثل هذا السقوط.. لكن بعض الظن إثم كبير.. وتتساوى معه فى القبح «سماح».. و«أبوحامد» وتوفيق عكاشة.. والذين صنعوا فخاً لإهانة رئيس الجمهورية عند الجنازة «اللامهيبة مع الأسف لرجال حرس الحدود الذين ذبحوا غدراً وغيلة، من دون أن يتحمل وزير الدفاع مسئوليته أو يطالب أحد كمصطفى بكرى مثلاً!! بإقالته وتعيين نائب الوزير خلفاً له ولو ذرا للرماد فى العيون.. ولعدم ترسيخ مثل «البردعة الأشهر».. فيخرج «بضين» (حمدى).. ويبقى قائد قوات حرس الحدود.. وكأن هؤلاء الشهداء الذين سقطوا ليسوا ضمن مسئولياته، وكانه لم يخرج علينا موخراً فى حفل تسليم وتسلم منصبه قائد الجيش الثانى الميدانى ليؤكد أن سيناء آمنة ولا تعرف الإرهاب؟!! ولا ولا ولا إلخ هذا الكلام. لايزال القبح مستمراً.. فرئيس الوزراء الذى تعرض للإهانة بدلاً من الرئيس فى «فخ المنصة».. يفتقر إلى الجاذبية.. والقدرة شأنه مع الأسف مثل الرئيس على التأثير فى الناس.. وهذا أمر لو تعلمون عظيم.. فقد يكون هناك دعاة أكثر وأغزر علماً من الشيخين «الشعراوى» و«الغزالى» لكنهم لم يمتلكوا أبداً الجاذبية الجماهيرية التى امتلكاها.. لم يخرج أحد فى موازاة الحادث الجلل يكفكف دموع الشعب الحزين ويهدهد كيانه وكبرياءه الجريح بكلمات توازيه فى الخسارة الفادحة فى الشهداء.. صحيح أن القرارات كانت صائبة وإن كانت ناقصة نقصاً معيباً! إلا أن أحداً لم يخرج على الشعب وهو يعرف ماذا يقول له وكيف يستطيع أن يؤثر فيه.. كيف يلتف حوله الناس وكيف يصدقونه.. وبالتالى يخرج الناس فى المقابل مفندين دموع الثعالب والتماسيح والأفاعى التى توالى وتواصل فحيحها بلا كلل أو ملل.. من لميس «الحضيضى» التى لاتتورع عن سؤال ضيوف»كرسى فى الكلوب» سواء كان لهم وزن أو عديمى القيمة عما إذا كان الرئيس مرسى سيكمل مدته الرئاسية أم لا؟ إلى أبو حامد الذى يدعو مع عكاشة لمحاصرة القصر الجمهورى وعزل الرئيس المنتخب والإتيان بالرئيس «الوصيف» القابع حتى الآن.. معتمراً فى دبى وأبوظبى بعيداً عن متناول النائب العام.. وصولاً الى المخطط الذى بدأت تتكشف بعض ملامحه فى فيديوهات مسربة ومكالمات تذاع على الفضائيات تتحدث عن تمويلات لأبوحامد وعن مخطط لإراقة الدماء وبث ونشر الفوضى فى ربوع البلاد.. مخططاً تعمل الفلول على إنتاجه يوماً بعد آخر.. تشارك فيه «أجهزة».. وكل هذه المحاولات المسمومة المتوالية بروفة ومقدمة لممارسات يوم القبح الكبير.. المعروف بيوم 24 أغسطس.. الذى دعا فيه أبوحامد وعكاشة ومن تسميهم «سماح ولعة» بالأبطال اللى عند المنصه (...) للانقلاب على الرئيس. هل هناك قبح أكثر مما نراه الآن.. من مخططات لإسقاط الهيبة الرئاسية.. فى حين أن مصر الحقيقية تنزف فى الشوارع والطرق والمصانع وتغلى مراجل الغضب فى نفوس الناس فيكادون يمزقون أنفسهم بأنفسهم علناً وعلى أتفه الأشياء.. وفى حضور رجال الشرطة الذين يصبح فجأة عددهم كبيراً، وكما تعرفون ف«العدد فى الليمون».. الناس الآن يقتصون من أنفسهم لأنهم تركوا وطنهم هكذا ينهب ويسرق منهم عقوداً، بينما هم مقموعون مسحوقون يعانون البلاء والأمراض والجوع والتعايش مع الزبالة وحتى العهر وانعدام العدالة فقرروا أن يمعنوا الآن فى الدولة والسلطة صنوف العذاب.. أو إنهم يريدون الإمعان فى إيذاء هذا الوطن الذى طالما تغنوا بحبه لكن ولاة الأمر فيه لم يوفر لهم المأوى والقوت والعلاج.. فراحوا يقتطعون من الشوارع والميادين مساحات لحياتهم فى «أرقى» سابقاً طبعاً الأماكن والمواقع من قلب القاهرة الى المهندسين الى العباسية.. إلخ يبيعون فيها كل قبيح من الأزياء إلى الأخلاق.. والمفاجأة أيضاً أنها أمعنوا فى الإيذاء فاتخذوا فى المساحات نفسها مكاناً لنومهم تحت سمع وبصر الدولة والسلطة والجيش والشرطة. بعد أن قرأتم: يا سادة كل هذا القبح هو «جبال الحرام» الحقيقية التى تنتشر كالفيروسات والأوبئة فى كل ربوع مصر، وهى التى تحتاج الى «نسف»، ليس «جبل الحلال» وحده فى سيناء الذى يستحق أن نشن عليه الحرب. آآآآه يا بلدنا يا مخضب بالحزن والغضب.. آآآه.