رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية ان الغارات الجوية التى قام بها الجيش المصري للمرة الأولى في شبه جزيرة سيناء منذ العقود، وأسفرت عن مقتل 20 إرهابيا، تعتبر تحولا كبيرا فى الوضع على الارض فى سيناء، كما يمكن ان تكون بداية لإعادة التفاوض على بعض بنود اتفاقية السلام الموقعة بين مصر واسرائيل وتمنع مصر من فرض سيادتها الكاملة على سيناء . واوضحت الصحيفة ان الضربات الجوية جاءت على طول الحدود المصرية الاسرائيلية بعد ان هاجم العديد من الارهابيين نقاط التفتيش العسكرية المصرية في المنطقة بين عشية وضحاها، وبعد ثلاثة أيام من قيام مسلحين مجهولين بمهاجمة حرس الحدود المصريين، واستشهاد 16 جنديا مصريا . واشارت الصحيفة الى ان الوضع فى سيناء اصبح سيئا للغاية، حيث زادت الفوضى والاضطرابات في شبه الجزيرة المترامية الاطراف في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، وهو ما يشكل تحديا مهما للقيادة الجديدة للبلاد. وقال مسئول عسكري مصري كبير لم يكشف عن اسمه انه "تم قتل 20 ارهابيا" في قرية" تومه"، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، من خلال هجمات شنتها طائرات هليكوبتر من طراز "أباتشي". وقال المصدر العسكري إن العملية كانت مستمرة ولم ترد انباء عن ضربات جوية أخرى في القرى المجاورة. واشارت الصحيفة إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد يوم من جنازة عسكرية للشهداء ال 16 الذين قتلوا على أيدي متشددين مشتبه بهم يوم الأحد الماضى، عندما أطلق مسلحون متنكرون في زي البدو النار على موقع حدودي اثناء تناول الجنود وجبة الافطار. وقالت إن هذا الهجوم هو أكثر الهجمات دموية على قوات الأمن المصرية في شبه الجزيرة منذ ان وقعت اسرائيل ومصر معاهدة سلام في عام 1979. ورأت الصحيفة ان هذه الاضطرابات على الحدود وتقارير تصاعد نشاط المتشددين والعمليات الاجرامية في منطقة سيناء تعتبر اختبار لرئيس مصر الجديد. واضافت: إن الرئيس "محمد مرسي" يتعرض لضغوط شديدة لتأييد الحملة الساحقة على المتشددين في سيناء، إلا أن أي أخطاء أو تجاوزات قد تؤدي الى رد فعل عنيف من الإسلاميين، قاعدته السياسية الرئيسية. ونوهت الصحيفة الى ان "مرسي" فضل ان يكون بعيدا عن الجنازة العسكرية للجنود القتلى ال 16، حتى لا تحدث أى مواجهات أو مشادات غير مقبولة، فقد تعالت صيحات استهجان المصريين الغاضبين وتعرض رئيس الوزراء "هشام قنديل" لللاعتداء لدى وصوله لأداء صلاة الجنازة . وقالت الصحيفة إن " مرسى" سيجد نفسه أمام مواجهة محتملة بين حكومته وبين المتطرفين الدينيين، الذين هم على استعداد لشن هجمات ضد الدولة من أجل مواصلة أجندتهم الخاصة. واستهدف نقطة تفتيش واحدة فى سيناء 28 مرة منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السابق "محمد حسني مبارك" . وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الذى تعلن فيه إسرائيل أنها تؤيد قيام الجيش المصرى بملاحقة الارهابيين فى سيناء، الا انه من غير الواضح ما اذا كان اى انتشار كثيف للجنود المصريين فى سيناء، سيكون امرا مزعجا لاسرائيل . وكانت وزيرة الخارجية الامريكية "هيلاري كلينتون" قد اعربت عن تأييدها لجهود مصر لتعزيز الأمن في سيناء، وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية "باتريك فينترول" إن الولاياتالمتحدة تؤيد مكافحة الإرهاب في مصر، لأن ذلك ضمان لأمن إسرائيل. وأضاف أنه لابد من تعاون مصر واسرائيل فى مكافحة الارهاب . وكتب "دانيال نيسمان"، وهو ضابط استخبارات في شركة أمنية في تل أبيب، في افتتاحية لصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية "أن على الولاياتالمتحدة أن تبدأ في وضع شروط لمساعداتها لمصر، استنادا إلى الجهود التي تبذلها للقضاء على المتطرفين داخل حدودها. واوضحت الصحيفة انه ظل الفراغ الامني الذي اعقب سقوط "حسني مبارك"، وطرد المتشددين من غزة، احتشد الآلاف من الارهابيين في شبه جزيرة سيناء، وزعمت ان سيناء كادت تتحول على وجه السرعة لأفغانستان مصغرة على البحر المتوسط، حيث وجد المسلحون، بين الكثبان الرملية والجبال الوعرة، ارضا خصبة للأيديولوجية المتطرفة من الراديكاليين، وسرعان ما انضم اليهم البدو من السكان الأصليين الذين طالما اعتبروا مواطنون من الدرجة الثانية في ظل ديكتاتورية "مبارك". وختمت الصحيفة بأن التطبيق الصارم لمكافحة الإرهاب فى مصر، من قبل القيادة الجديدة وتقديم نتائج ملموسة في كبح جماح التطرف داخل حدودها، سيخدم إدارة الرئيس الامريكى" باراك أوباما" لتصحيح توجهاتها في التعامل مع مرحلة ما بعد ثورة مصر.