رغم أننا مازلنا فى منتصف شهر رمضان ومازال الوقت مبكرا لتقييم الاعمال الرمضانية فإن بداية الحروب الدرامية بين الفنانين تدفعنا دفعا للدخول فى مناطق تقييم الأعمال الفنية ولو جزئيا وخاصة اذا كان الكلام ينصب فى اطار سرقة افكار المسلسلات وهو ما حدث مؤخرا مع مسلسل عادل إمام «فرقة ناجى عطاالله», والذى فتحه السيناريست مدحت العدل فى حسابه الخاص على تويتر عندما أعلن أن العمل مسروق من الفيلم الأجنبى الشهير «أوشن 11»، الذى يتناول قضية تكوين فريق لسرقة بنك، وقال إن المسلسل أضاف تفاصيل عن إسرائيل لإبعاد تهمة الاقتباس والسرقة ولأسباب تسويقية وتشويقية أيضًا. وأن قضية وجود مصرى داخل إسرائيل قدمت فى مسلسل «رأفت الهجان» منذ 25 سنة بشكل أنضج وأجمل، ودون تنميط ساذج لليهود، كما أن النظرة العنصرية التقليدية المتخلفة لليهود هى المسيطرة على العمل، وهناك استسهال وسذاجة إخراج. وقد استغلت هذا الاذاعة الاسرائيلية لاستكمال الهجوم على المسلسل, والغريب ان الموضوع سيخرج من اطار مناقشة المستوى الفنى للمسلسل الى منطقة ان معادته للسامية !. وبداية يجب التعامل مع الفكرة على انها اقتباس رديء لفيلم « اوشن 11» Ocean's 11, وهو أحد أفلام الإثارة والتشويق التي لاقت استحسانا كبيرا بين رواد السينما وحققت ايرادات عالية حتى شجع ذلك منتجي الفيلم على إنتاج جزئيه الثاني والثالث. والتغير الموجود فى اسلوب الاقتباس والذى حول عدد الأبطال من 11 شخصا إلى 8 أشخاص وسرقة بنك بدلا من سرقة كازينو فى الجزء الأول ومتحف فى الجزء الثانى وكازينو فى الجزء الثالث واستبدال النخبة المتميزة من نجوم السينما امثال جورج كلوني، براد بيت، مات ديمون، اندي كارسيا، آل باشينو في الجزء الثالث وآخرين بعادل امام وابنه واحمد السعدنى وآخرون. على الجانب الآخر اقتبس السيناريست يوسف معاطى طبيعة الشخصيات فمنها اللص التائب وخبير الكمبيوتر وصاحب القدرات الرياضية. وبدلا من أن يجمعهم زعيم العصابة الذى لعب دوره جورج كلونى نرى فى «فرقة ناجى عطاالله» عادل إمام الذى كان يعمل فى السفارة المصرية فى اسرائيل وجمدت السلطات الإسرائيلية فلوسه، وبالطبع نحن لسنا ضد الاقتباس والذي عرفته السينما المصرية كثيرا ولكن نختلف مع المستوى المتدنى للتنفيذ فهذا الفيلم نفسه هو إعادة لفيلم آخر في عام 1960 يحمل نفس الاسم ويجمع نجوم الفن والغناء في ذلك الوقت امثال دين مارتن وفرانك سيناترا وسامي ديفيد جونيور ولكن عند انتاجه كان به من الابهار والاداء التمثيلى والتكنيك ما يجعله فيلما مميزا والطريف انها ليست المرة الاولى التى اقتبس فيها الفيلم فى مصر فلقد قام صلاح عبدالله بدور لجورج كلونى، ومحمود عبدالمغنى تقمص شخصية براد بيت، وإيمان العاصى «جوليا روبرتس»، فى فيلم «مقلب حرامية». وإذا عدنا للمسلسل نجد ان السيناريست لا يملك معلومات عن بعض الحقائق الخاصة بالتعامل على الحدود ومنها ان الاشخاص لا يتم تهريبهم الى غزة ليدخلوا اسرائيل بل يتم تهريبهم عبر الحدود المصرية مباشرة , وليس دليلا على ذلك أكثر من فضيحة تهريب الأفارقة عبر الحدود التى نشرتها الصحف المصرية مؤخرا. وفى الحلقة العاشرة كان هناك حوار فج ومستفز كوسيلة تافهة للكوميديا وهو اظهر مجموعته التى من المفروض انهم متعلمون لا يعرفون من هم فتح وحماس! الى جانب ان عادل إمام ظل مستمرا فى استخدام ايفهات عن البخل اليهودى فى معظم الحلقات. وهناك مشهد فج فى بداية المسلسل لامرأة ورجل في وضع غرامي، في إسرائيل، ولا يوجد سبب له سوى الإثارة. والغريب وغير المعروف حتى الآن سببه هو حذف كلمة الجيش من الحوار فى المسلسل باستثناء قناة واحدة فقط هي mbc التي لم تحذف الكلمة.