دخل الإسلاميون والفنانون في معركة جديدة، هذه المرة ليست بسبب حرية الإبداع، لكنها بسبب برنامج «لا تراجع ولا استسلام» الذي يقدمه مجدي الجلاد علي قناة cbc الذي استضاف في إحدي حلقاته الفنانة هالة فاخر، ولأن البرنامج يتضمن في إحدي فقراته عرضاً لصور بعض الشخصيات، فجاء الدور علي صورة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، وتعاملت هالة بنوع من الاستخفاف مع الأمر، وعندما أراد الجلاد أن تقول تعليقاً، كان ردها: «لا أعرفه» وهو ما اعتبره خالد عبدالله مقدم برنامج «مصر الجديدة» علي قناة الناس تجريحاً في حق رئيس الجمهورية، وعلق بأن هالة فاخر ممثلة درجة ثالثة و«محدش رباها» ولو كانت قالت ذلك في عهد مبارك لكانت «خدت بالجزمة علي دماغها» وأن النائب ممدوح إسماعيل الذي سخرت منه أشرف منها 100 مرة وكان يدافع عن الحق ولا يقوم بعمل إعلانات سمنة كما فعلت هي.. ووصف الجلاد بأنه عميل لأمن الدولة. في ردها علي ما حدث قالت الفنانة هالة فاخر: إنها لا تمتلك تعليقاً علي هذه المهزلة، وتفكر إما في إقامة دعوي قضائية علي المذيع أو القناة أو تبحث عن وسيلة أخري للرد عليه، وأضافت أنه لا يصلح أن يظهر إعلامي بهذا الشكل ويقول هذا الكلام، والأكثر من ذلك أنه داعية إسلامي من المفترض أن يكون أخلاقياً في حواره علي الأقل، والمفترض أن الإعلاميين ينتقدون ويقولون رأيهم في أي كلمة باحترام، لكن أن يكون الرد بالسباب فهذا مؤشر خطير. وقالت: إن مصر دولة قانون وأنا لن أسكت علي حقي، وأضافت: إن الحكم الإسلامي سيكون حكماً ديكتاتورياً بهذه الطريقة فهم يرهبوننا بالاغتيال المعنوي، وهذا تهديد للفن في مصر لكننا لن نسكت لهذه المهانة. وقال جمال العدل، عضو جبهة حرية الإبداع: أرفض الحديث بهذه الطريقة أو الترهيب الذي يتولاه الإسلاميون لأننا كفنانين أكثر منهم عدداً ولنا قيمتنا علي جميع المستويات، الذين يطالبون بشعارات التقوي في الفن أقول لهم نحن صناعة لها تاريخ، يعمل بها 5 ملايين مواطن وإذا رفض الفن فليغلق صناعة النسيج، وكل الصناعات في مصر أيضاً، وأضاف: الفن صناعة والشعب المصري أغلبه أمي لا يقرأ ولا يكتب ويستمد ثقافته من الأفلام والمسلسلات التي تربي عليها الجميع، وهي القوي الناعمة لمصر وكونهم ينظرون نظرة مقصورة للفن علي أنه مضيعة للوقت هذا في حد ذاته أمر لن نقبله وأقل من أن نعلق عليه، وأضاف: نحن كممثلين وقفنا في الثورة قبل الإخوان، وأنا أري أن هالة فاخر بشخصيتها أهم آلاف المرات من شخص مثل الذي سبها، وهي سيدة لها تاريخ فني تعدي ال 40 عاماً قبل ولادته من الأساس، وهو نفسه تربي علي مشاهدة أعمالها، وهالة فاخر لم تسب الرئيس مرسي لكن من حقها أن تنتقده كما تريد طالما أنه في حدود اللياقة، ثم إنه يتحدث عن السمنة والسكر وهي قالت الحقيقة، وخالد عبدالله شخص أقل بكثير من أن نرد عليه، وأضاف: في عهد حسني مبارك كان إبراهيم عيسي ينتقد كل أفعاله، فهل سيأتي الإخوان ليتحكموا في كلامنا ويكمموا أفواهنا في وقت نبحث فيه عن الديمقراطية، وأضاف: أنا أرفض الحديث بهذا الشكل عن فنانة محترمة، وهذا يمثل إهانة لكل فناني مصر، فنحن بذلك نفقد احترامنا، ونحن كفنانين سنأخذ حقوقنا من عين أي رئيس وإذا كانت عينهم لا تري أن جميع مساجد مصر بها مصلون، ويركزون فقط مع مشاهدي التليفزيون في رمضان، أقول إنهم لا يعرفون مصر وأهلها. وعلق المخرج خالد يوسف عضو جبهة الإبداع أن هذا كلام جاهل ويعبر عن جهالة حقيقية في مبادئ الديمقراطية ويعبر عن روح التيار الإسلام السياسي الذي لا يقبل نقداً لأنه يختصر الإسلام في نفسه ويعتبرون أي انتقاد لهم هو انتقاداً للإسلام نفسه، هؤلاء شخصيات يتشدقون بالديمقراطية وهم لا يعرفون أي شيء عنها وإذا كانوا مؤمنين بمبادئ الديمقراطية من المفترض ألا يتعاملوا بهذا الشكل إذا تم انتقادهم، فالكل انتقد حسني مبارك في عهده، فهل المطلوب أن يأتي رئيس آخر ولا ننتقده، ويتم تكفيرنا، وفي اعتقادي أنهم إذا تم تمكينهم من هذه الدولة دون معارضة سيكون الاستبداد أقصي ألف مرة من استبداد نظام مبارك. وعلق نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور أن النقابات لن تسكت علي هذه التجاوزات وبالفعل تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتم حصر الألفاظ والكلمات التي لفظ بها خالد عبدالله عبر الشاشة وإرفاقها في مذكرة للشئون القانونية لينظر فيها المستشار القانوني للنقابة، ويري كيف يمكن مقاضاته علي تلك التجاوزات. وأضاف: أن الفنانة هالة فاخر حتي الآن لم تتقدم بمذكرة رسمية للنقابة حتي نتدخل بشكل رسمي، ومطالبتها عبر الفضائيات علي التدخل في القضية دون صيغة رسمية أمر لا يمكن تنفيذه. وأكد «عبدالغفور» أنه يدعم الفنانة وأي فنان يتعرض لتجاوزات أو إساءة وسيقف معهم.
