تعد مهنة «النحال» من المهن المتوارثة جيلاً بعد آخر وتُعد من أهم المراكز على مستوى الجمهورية فى المحافظات المستقبلة للنحالين الرُحل محافظة القليوبيةوكفر الشيخ، بسبب انتشار الزراعات وتنوعها، ومن المتعارف عليه أن النحالين فى مصر لا يستقرون فى مكان محدد ويتجولون بمناحلهم من مكان إلى آخر، حسب وفرة الزراعات والمحاصيل، خاصة الفترة من شهر مارس وأبريل، حيث نضوج ثمرة البرتقال وأشجار الموالح عموماً، وفى شهرى مايو ويونيه، حيث زراعة البرسيم وانتشار الأزهار. وقالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والداجنة والسمكيةفى تصريحات صحفية أنه لأول مره تم وضع خطة لتطوير وتمية صناعة النحل ومنتجاته بالتنسيق مع وزارة الصحة والتجارة، واتحاد النحالين العرب، مشيراً إلى أن زيادة صادرات مصر من إنتاج العسل سريع ومردود، من خلال منظومة جديدة لإنتاج النحل، لأفتاً إلى أن تكون البداية بمحافظات الصعيد لزيادة الاستثمار. وأضافت «محرز» إلى أن منظومة إنتاج النحل والعسل سوف تسهم فى زيادة عائد مصر من صادراته بدلاً من 500 مليون جنيه فقط حالياً، فى مصر نمتلك ما يقرب من مليون خلية نحل تنتج 14 مليون كيلو جرام عسل. وأشارت نائب وزير الزراعة إلى أن تربية النحل هى الحل الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية وانخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى، مشيراً إلى أن تربيه النخل هى إيجاد فرص العمل للشباب. قامت «الوفد» بجولة داخل حقول والمزارع التقت خلالها مع مجموعة من النحالين.. وفى البداية قال مجدى سليمان مربى نحل إن النحل يعيش على رحيق الأشجار والنباتات، وإن أهم الأزمات والمشاكل التى تواجه المربين أصحاب المناحل تقليص مساحة الأراضى المنزرعة بمحصول القطن، ما يضطر النحال والمربى استخدام غذاء صناعى مكمل. وأرجع سليمان السبب إلى إلغاء الدورة الزراعية الموسمية، التى تجدول وتثبت مواعيد زراعة المحاصيل وتحديد وتخصيص أماكن زراعتها على مستوى الدولة. وكشف سليمان عن أن النحالين والمربين يلجئون لرش النحل مبيد كيماوى غير مخصص لعلاج أمراض النحل، ومخصص لعلاج أمراض النبات ويؤدى إلى آثار ضارة نتيجة تساقط مادة «الأمتراس»، السامة وتعد أحد أهم أسباب الإصابة بمرض السرطان. وأوضح مجدى سليمان أهم منتجات عسل النحل مثل «عسل الزعتر، عسل القطن، عسل الينسون، عسل الموز، عسل البردقوش، عسل الكافور». ودعا سليمان وزارة الزراعة إلى ضرورة الاهتمام بمكافحة الأمراض التى تصيب النحل وتنظيم دورات إرشادية تدريبية للنحالين والمربين، للتعرف على أنواع المبيدات الحشرية الآمنة لمكافحة أمراض النحل، كما طالب باستيراد أنواع جديدة لملكات النحل لتحسين السلالات وزيادة إنتاجيتها، والاهتمام بالسلالات المحلية والعمل على تنميتها. وأكد خالد مرجان مربى نحل أن الثروة النحلية فى محافظة كفر الشيخ تواجه العديد من المشكلات أهمها عدم دعم الدولة ممثلة فى وزارة الزراعة من حيث توفير الأدوية للنحل والإرشادات العلمية السليمة، ويعتمد المربى على نفسه بعلاجه النحل بطرق غير علمية صحيحة تؤدى إلى تدهور صحة النحل وقلة الإنتاج، مشيداً بقرار وزارة الزراعة بتنظيم مناحل العسل وترخيص المشروعات على الأراضى الزراعية.. الفلاحون يجب التوسع فى مشروعات إنتاج العس لو سحب التراخيص المستخرج حال تغيير النشاط. وطالب مرجان بتشديد الرقابة على المناحل وتصنيع العسل، لانتشار ظاهرة «غش العسل» وخلطه بالسكر، وعلى وزارة الزراعة جلب سلالات جديدة من النحل وتوعية الفلاحين بأهمية تربية النحل مع دعمهم وتوفير الأدوات اللازمة للمزارعين لتشجيعهم، مع الالتزام بضوابط وزارة الزراعة أن تكون بعيدة عن الكتلة السكانية بمسافة لا تقل عن 500 متر حتى لا يتعرض المواطنون للخطر. فيما قال سامح دبور- صاحب منحل بقرية طنان مركز شبين القناطر، محافظة القليوبية، الصناعة تواجه العديد من العقبات والصعوبات، ويتكبد «النحالين» خسائر فادحة، دفعت الكثير منهم إلى التوقف عن إنتاج العسل نتيجة لارتفاع أسعار الخامات وتكلفة إنتاج الكيلو الواحد إلى أكثر من 70 جنيهاً. وأرجع سمير محمد صاحب منحل بمركز بنها خسائر المناحل إلى المبيدات الحشرية التى يستخدمها الفلاحون فى زراعة الفاكهة والخضراوات والبرسيم والذرة، التى تسببت فى إبادة أسراب كبيرة من النحل، فى ظل عدم وجود أى دور للإرشاد الزراعى وأجهزة الرقابة على تلك المبيدات.