تسود حالة من الاستياء الشديد والغضب معظم محافظات الجمهورية وذلك بسبب انقطاع المياه لفترات طويلة وكذلك الكهرباء التى أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين، حيث يعانى الآلاف من سكان القرى والمدن بالدقهلية من انقطاع التيار الكهربائى بشكل مفاجئ ومتكر. وذلك فى الوقت الذى لم تتقدم الجهات المسئولة عن ذلك بالتوضيح للمواطنين عن مواعيد انقطاع التيار الكهربائى، وكأن هؤلاء المسئولين يعيشون فى عالم آخر بالإضافة إلى عودة أزمة البنزين والسولار بقوة فى الدقهلية دون اى مبرر واضح. ففى محافظة الدقهلية تعيش القرى أكثر من أسبوع فى انقطاع متكرر للكهرباء، وذهبوا أكثر من مرة إلى مسئولى الكهرباء لتقديم الشكوى ولكن دون جدوى الأمر الذى أدى إلى اعتزامهم الامتناع عن دفع الفواتير. ويقول "عبد الرحمن كمال" من قرية بنى عبيد إن ما يحدث حاليًا داخل شوارع الدقهلية هو نموذج صارخ لإهدار المال العام، حيث إن إنارة الشوارع نهارًا تمثل نوعًا من اللامبالاة فليس من المعقول فى بلد تعانى تكاليف الطاقة المبالغ فيها نجد المسئولين يتعاملون باستخفاف فى المحافظة على هذه الطاقة الحيوية التى تعد المحرك الرئيسى لعجلة الحياة فمتى ينضبط حال الكهرباء فى الدقهلية. كما تسبب اختفاء البنزين بجميع أنواعه (80،90،92) لدى أغلب محطات تموين الوقود بقرى ومراكز ومدن محافظة الدقهلية إلى نشوب مشاجرات بين المواطنين وإحداث نوع من التكدس والازدحام المرورى الشديد بسبب اصطفاف عدد كبير من السيارات أمام معظم محطات الوقود بمدن المحافظة انتظارًا لدورها فى التموين. وذلك برغم حديث المسئولين عن توافره إلا أن الأزمة لا تزال مستمرة ومعاناة السائقين تتواصل فى ظل غياب الرقابة التموينية على المحطات، حيث يستخدم عدد كبير من المواطنين وتجار السوق السوداء "الجراكن" و"البراميل" لملئها بالبنزين والوقود مما يؤكد أن ذلك هو السر الحقيقى فى هذه الأزمة. من جانبه صرح المحاسب محمد نعمان- وكيل وزارة التموين بمحافظة الدقهلية- بأنه لا توجد أزمة بنزين فى المحافظة إنما الأزمة هى أزمة أخلاق، وقال بالحرف الواحد: "ماذا أفعل؟! فلو ذهبت أنا والمسئولون عن التموين بالمديرية لأى محطة بنزين للتفتيش عليها سيبرحنا الأهالى وأصحاب المحطات ضربًا فى ظل الانفلات الأمنى الذى تعيشه البلاد فضلاً عن أن المسئولين بمديرية أمن الدقهلية وقوات الشرطة ليست مسئولة عن تأمين محطات الوقود وتوزيع البنزين بها".. كما قام العشرات من أهالى قرية الدراكسة التابعة لمركز''منية النصر'' بمحافظة الدقهلية بقطع طريق "المنصورة - منية النصر" احتجاجاً على انقطاع المياه المستمر منذ خمسة عشرة يوماً وعدم وصوله إلى أماكن كثيرة بالقرية حيث قام الأهالى باحتجاز موظفى مرفق المياه "بمنية النصر" ومنعهم من مغادرة مكاتبهم لحين حل المشكلة.. فى الوقت نفسه أعلن المئات من أهالى قرية إطسا والرغام التابعين لمركز نبروه بالدقهلية دخولهم فى اعتصام مفتوح أمام مبنى ديوان عام المحافظة احتجاجًا على انقطاع مياه الشرب عن قراهم منذ 3 أسابيع وقاموا بنصب الخيام لمنع المسئولين من الدخول أو الخروج فى محاولة للضغط عليهم للاستجابة لمطالبهم.. وطالب المعتصمون من محافظ الدقهلية إما الاستقالة أو النزول لأرض الواقع وحل مشاكلهم والاستغناء عن رموز الفساد من رجال النظام السابق، وعودة مياه الشرب لمنازلهم. واحتوت كثير من الرسائل على لغة السخط والتذمر، حيث تقول للمحافظ: لقد فاض بنا الكيل ونفذ صبرنا.. سنتحرك من أجل إزاحتك من منصب محافظ الدقهلية بسبب قطع الكهرباء لأكثر من 6 ساعات وقطع المياه أكثر من 6 ساعات على مراحل مختلفة.. يذكر انه ظهرت دعوات على بعض صفحات موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" لتكوين ائتلاف شبابى ضم حتى الآن حوالى 800 شاب لتنظيم وقفات احتجاجية ضد المحافظ بسبب كثرة انقطاع الكهرباء هذه الأيام وتعطل مصالح الحرفيين.. ودعا نشطاء بالمحافظة إلى حملة للامتناع عن تسديد فاتورة الكهرباء عن شهر يوليو الجارى احتجاجاً على تكرار انقطاع التيار الكهربائى..