"رمضان" شهر التواصل والرحمة والحب والعطف والمشاركة، الجميع يحرص على رؤية الآخر، ويقيم معه حوارا، ويطمئن على أحواله، ولكن كيف نجعل من رمضان هذا العام فرصة لتعلم المشاركة وتقاسم المسئولية بين أفراد الأسرة كلها..؟ سيكون من الجميل أن يعمل أفراد الأسرة جميعهم في فريق واحد يود أن ينجز مهمة واحدة هذا العام وهي قضاء شهر الصوم على أكمل وجه.. وهذا كفيل بأن يشعر كل فرد داخل الأسرة بأنه جزء من الكل، وليس الكل الذي يجب أن يدور حوله الجميع. رمضان تعاون بالطبع لن يتم ذلك إلا بمشاركة الجميع وتعاونهم لإنجاز جميع المهام التعبدية والحياتية والمادية وغيرها... على الجميع أيضا أن يطمئنوا على بعضهم البعض.. كأن يسأل الإبن والده: هل قرأت وردك من القرآن اليوم؟ وأن تسأل البنت والدتها: كيف أساعدك لتنهي مهامك المنزلية ونتمكن من الذهاب لزيارة صديقتك المريضة في المستشفى؟ يمكن للزوج أيضا أن يجلس مع الأبناء ليقص لهم قصة إيمانية تحبب إلى أنفسهم العبادة والصوم والصلاة.. كذلك يجب على الزوجة أن تهيىء الراحة والهدوء للزوج العائد من العمل، على أن يساعد الزوج زوجته في مهامها المنزلية التي لا تنتهي.. على الأولاد أن يقسموا بعض المهام الثابتة داخل المنزل فيما بينهم وأن يكون ذلك بشكل تبادلي.. وهذا يتيح لهم تعلم الكثير من بعضهم البعض. على الآباء أن يعلموا أولادهم كيفية المساهمة في تحمل مسئوليتهم والمشاركة في تحمل مسئولية الآخرين بود واحترام دون تأفف أو مضايقة، بل بروح مليئة بالحب والتعاون تمنح كل شخص في فريق الأسرة الجميل الفرصة للقيام بأمور لم يكن ليستطيع أن يقوم بها من قبل.. شارك بحبك تقول منى أحمد ،المستشارة الاجتماعية: كثيرا ما يكون شهر رمضان بداية لعلاقات جديدة، علاقة متجددة إيمانيا مع الله ومن ثم مع من نتعامل معهم بل علاقة جديدة ومتجددة مع النفس. وإذا كنا نتحدث عن الأسرة فمن الجيد بل من المهم جدا أن تبدأ الأسرة رمضان فيما بينها بعلاقة جديدة أكثر مشاركة وأكثر نظاما وترتيبا للأولويات فيما بينهم بل وأكثر اهتماما بالآخر واحتياجاته. وأن يكون ذلك أكثر من مجرد اهتمام كل فرد بما يخصه وحده من احتياجات والتزامات بل يتعدى ذلك إلى اهتمامه بمن حوله.. وفيما يلي بعض الاقتراحات فى هذا الشأن: - فى بداية أيام الصوم تبدأ النفس تدريجيا فى التعود على الصيام ونجد بعض الشخصيات تكون هادئة نوعا ما وبعضها يكون أكثر عصببية نتيجة التخلى عن بعض عاداته اليومية مثل شرب كوب من الشاى أو عادات أخرى.. لذلك مهم جدا أن تتفهم الأسرة فيما بينها هذا الأمر وخاصة الزوج والزوجة ومحاولة امتصاص فترات العصبية أو الغضب إن حدثت. - على الزوج والزوجة أن يجلسا معا وحولهما الأبناء ليتفقوا بخصوص البرنامج الذي تريد الأسرة إنجازه هذا الشهر.. مع من سيتزاورون؟، وأي المساجد سيقصدون خلال شهر رمضان هذا العام؟ وكيف سيقضون أكبر وقت ممكن في التعبد وقراءة القرآن؟ - من الممكن أن تكون البداية الرمضانية بتقسيم المهام المنزلية بين جميع أفراد الأسرة بشكل سلس وسهل يتيح للجميع التعبد والصلاة والصوم دون أن يجهد طرف على حساب الطرف الآخر. - تخصيص جائزة أو هدية ظريفة لمن سيلتزم بمهامه كاملة وأيضا لمن سيقوم بمساعدة الآخرين في تأدية مهامهم. - من المهم أن يرى الأبناء أب وأم جديدين، فلا ننسى أنها فرصة للتغيير فلا ضير أن يكون ضمن أولويات الزوج مساعدة الزوجة والتعاطف معها والتحدث إليها برفق وحب وعدم إجهادها بالطلبات الكثيرة. - من الجميل مساعدة الزوج لزوجته في المطبخ خصوصا قبل الإفطار مباشرة حيث تكون الأم في مأزق حقيقي، يمكن للزوج عمل بعض الأشياء البسيطة مثل أن يقوم بعمل (السلطة، وصب العصير، واللعب مع الأولاد لتوفير الوقت لها حتى تنتهي من عمل المطبخ... ). - من اللطيف أن يتصل الزوج بالأولاد ويسألهم قبل رجوعه إلى المنزل إذا كانوا يحتاجون شيئا في البيت ليحضره معه. - من الأفضل أيضا أن تتشارك الزوجة فى بعض اهتمامات الزوج فى المقابل فتحاول ترتيب جدول المنزل بحسب ظروف عمله ووقته. - من الجيد ألا تكون المجاملات الرمضانية والإفطارات الجماعية عبئا على الزوج والزوجة ماديا أو جسمانيا فتستنزف وقت الجميع دون داعي أحيانا، فمن المهم الاتفاق فيما بينهم فى هذا الشأن. - وسط كل هذه الاهتمامات في شهر رمضان الكريم مهم ألا ننسى مشاركة الأبناء فى اهتماماتهم، فلا تتعطل أنشطتهم فى خضم كم المجاملات الرمضانية بل مهم جدا أن يسير جدولهم اليومى المعتاد بشكل أكثر نشاطا واهتماما وحيوية. - وهنا ندعو كل أسرة إلى المشاركة فى عبادة يومية تجمع أفراد الأسرة كقراءة القرآن أو أن يجتمع الأب أو الأم مع الأبناء ليقص عليهم إحدى القصص الإسلامية المفيدة. وتنهي منى أحمد نصائحها قائلة أنه إذا اهتم كل فرد في الأسرة بتنظيم وقته وترتيب أولوياته وتقليل الضغط من على الآخر جسديا ونفسيا فإن هذا يعد تأهيلا ممتازا لحالة تعبدية أكثر إيمانا وتركيزا. فلنجعل رمضان بداية جديدة مع الله فى ظل علاقة أكثر مشاركة بين أفراد الأسرة وأكثر تصالحا مع النفس. .