الشيخ محمود اسماعيل الشريف صاحب الصوت الندى الذى يخرج من أعماق القلب.. ولد عام 1943 في قريته الهجارسة مركز كفر صقر بالشرقية, التحق بمدرسة القرية الابتدائية, وواتته الفرصة الأولى حين أرادوا اختيار أحد الأصوات الجميلة لافتتاح إحدى المنشآت في مناسبة دينية ، ومن يومها نال إعجاب الحاضرين, وأصبح قاسما مشتركا لكل الحفلات والمناسبات العامة بالمدرسة. وحين سمعه مأذون القرية الشيخ حفني عبد الرحيم طلب من والده إلحاقه بأحد كتاتيب حفظ القرآن الكريم, مستبشرًا له بمستقبل قرآني عظيم, فالتحق بالكتّاب وهو في الثامنة من عمره, ليحفظ القرآن على يد الشيخ عبد المقصود عبد السميع, ثم الشيخ عبد الله الحشماوي أحد علماء الأزهر الشريف, ثم الشيخ السيد العربي الذى علمه علوم القراءات وأخذ عنه التجويد. وأمضى «الشريف» سنوات طويلة من عمره يبحث عن العلم, فقطع آلاف الأميال إلى القرى المجاورة تارة للتعلم والحفظ, وأحيانا أخرى للتلاوة في بداية مشوار طويل.. ويعد الشيخ محمود الشريف من القراء الذين ذيع صيتهم فى سن مبكرة وشاركوا فى إحياء الحفلات والمناسبات الدينية, بعدما تمكن من تجويد القرآن قبل أن يتم الثانية عشرة عاما من عمره. وبادر الشيخ محمود إسماعيل الشريف إلى إعلان رغبته في اعتماد صوته بالاذاعة المصرية عام 1975, ولكنه ظل أربع سنوات في انتظار موعد الجلوس إلى لجنة الاعتماد بالإذاعة المصرية , فعندما تسلم خطاب الإذاعة عام 1977 قبل ليلة الاختبار بيوم واحد رأى إرجاء هذه الخطوة لموعد آخر يكون فيه قد أكمل استعداده وهو ما تحقق بعدها بعامين آخرين ليعتمد قارئاً بالاذاعة عام 1979. أخد «الشريف» عن الشيخ محمود على البنَّا –عندما قرأ بجواره- الكثير من آداب وأخلاقيات قارئ القرآن والقدرة العجيبة في السيطرة على أسماع الناس وأفئدتهم.. وارتبط بأسماء شهيرة مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي. تلا الشيخ لأول مرة على الهواء مباشرة في صلاة الفجر فى مارس عام 1980 فى مسجد السيدة زينب, لتبدأ مرحلة تسجيلاته الخارجية من المساجد الإسلامية الشهيرة بعاصمة المحروسة والأزهر الشريف.. وزار الشيخ «محمود» العديد من الدول العربية والاسلامية والاوربية والافريقية مثل كينيا التي زارها مرتين والكاميرون, ولاقى إقبالاً كبيرًا من المسلمين في كل مكان.