حوار: صلاح الدين عبدالله «للنجاح محرك سره الإرادة، وللعزم قدر يزيد الأمل، فلا تنسى أن الفشل هو عدم النهوض من جديد فاشدد العزم، وسر نحو غايتك» هكذا تقول الحكمة...وكذلك الرجل الصبر فى قاموسه أن تكون مرناً مع التحديات، وعدم استعجال النجاح، وهذا سر صناعة المستحيل. عليك بالتعلم فهو واجب، احتك بمن سبقوك، استفد من تجاربهم، ومن مشورتهم دعك من الخجل، تعلم من عثراتك لتقلبها لصالحك، فمكتوب على أبواب الفرص كلمة ادفع، وغامر كى تحقق ما تريد، وعلى هذا كانت مسيرته. محمد ماهر الرئيس التنفيذى لشركة برايم القابضة.... قمة سعادته لا تتحقق إلا بمساعدته للآخرين، بمقدرونا تحقيق النجاح، إذا كانت الرغبة فى ذلك، هذا منهجه فى الحياة.. عندما التقيته منذ عامين كانت له أمنية، حول الإصلاح الاقتصادى والهيكلى بإصلاح السياسات المالية، والنقدية، وهى كانت دراسته ونقطة مضيئة فى مشواره، وها هى أحلام الرجل تتحقق مع إجراءات إصلاحية شاملة فى الاقتصاد. على بعد أمتار من مسجد مصطفى محمود إحدي منارات العلوم الفلكية، والدينية، يجلس الرجل بالطابق التاسع، يتابع ويحلل، هيكل سيف يحمل اسم النبى محمد عليه الصلاة والسلام، ومكتبة تضم مجلدات متنوعة من العلوم، أول ما يلفت الانتباه فى غرفة مكتبه. بدأ وعلى ملامح وجهه ارتياحا شديدا بما تحقق فى المشهد الاقتصادى.. «نعم عام ونصف العام، تبدل الحال إلى الأفضل، بفضل عمليات إصلاحية متكاملة للاقتصاد، على مستوى السياسات المالية، والنقدية، وإجراءات واضحة وصريحة فى رفع الدعم تدريجيا، مع الوضع فى الاعتبار البعد الاجتماعى، ومحاولة تخفيف تداعيات هذه الاصلاحات على الطبقات الفقيرة» من هنا كان الحوار. شخصيته الهادئة الراغبة فى النجاح، التى اكتسبها من والده، تجعله أكثر هدوءا فى تحليل مشهد تحرير سعر الصرف، حيث يعتبر إنه رغم عملية التعويم، والتى تسببت فى زيادة الأسعار، إلا أن ذلك ساهم فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى، وإعادة هيكلة للفئات المجتمعية، من خلال برامج تكافل وكرامة، والمحافظة على الدعم، عبر السلع، والخدمات، مما ساهم فى الحفاظ على محدودى الدخل، وكذلك توجيه متوسطى الدخل فى المشاركة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع المشروعات القومية العملاقة القادرة على امتصاص معدلات البطالة، والحفاظ على هذه الطبقة. أقاطعه متسائلا: رغم عملية الإصلاح وتحرير سعر الصرف إلا أنه كان لديك تحفظات.. فلماذا؟ - يجيب قائلا إن عملية التعويم كان لها بعض الآثار السلبية الخاصة بالتضخم، والتأثير على مستويات المعيشة، وكانت صدمة كبيرة، نجحت الحكومة فى امتصاصها إلى حد ما، رغم الأخطاء التى وقعت فيها الحكومة فى ترتيب الأولويات، وليست القرارات». إذن اقتربت محطة إحساس رجل الشارع بثمار هذه الإصلاحات. - يرد وتبدو ملامح وجهه يرتسم عليها التعجب قائلا: إن الوسيلة الوحيد لشعور المواطن بثمار الإصلاحات، تكمن فى العمل وبذل مزيد من الجهد، وبدون ذلك لن يتحقق لديه الرخاء. أكثر من عام ونصف العام، على تعويم العملة الوطنية، لكن تظل السياسة النقدية، محطة يتوقف عندها الخبراء، وللرجل فى هذا الصدد وجهة نظر خاصة، تقوم على أن السياسة صارت فى مسارها الصحيح، بعد خفض سعر الفائدة، وهذا يتيح حركة قوية فى عجلة الاستثمار، والاستمرار فى عملية التخفيض خلال العام الحالى، والقادم سوف يساعد المشروعات على التوسع فى مشروعاتها، والحصول علىى تمويل مناسب. يظل الرجل متحفظا على الطريقة التى تم بها تنفيذ تحرير سعر الصرف، المبالغ فيه من قبل البنوك فى خفض الجنيه أمام الدولار، ووصوله الى مستويات مرتفعة، مستشهدا فى هذا الصدد بتعقيب صندوق النقد الدولى على قيمة العملة، بأن الجنيه لا يستحق الوصول بهذه الدرجات من الضعف، وأن السعر العادل للعملة بين 13 و14 جنيهًا. الرجل تبدلت حياته العملية خلال فترة دراسته بإيطاليا، ليكون أكثر دقة بحكم الخبرة التى اكتسبها، له رؤية خاصة، فى أن السلطة النقدية بالغت فى عملية رفع الفائدة، مستندا إلى أن ارتفاع معدلات التضخم لم تكن بزيادة الطلب، وإنما نتيجة الاستيراد، مقابل عدم التصنيع والإنتاج المحلى. اختلفت الاراء حول استثمارات المحفظة والتى تشمل السندات واذون الخزانة والاسهم، حول فائدتها للاقتصاد، باعتبارها أمولا ساخنة، قابلة للتخارج فى اى وقت، إلا أن «ماهر» يعتبرها اختبار ثقة للاقتصاد، تساهم فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. السير نحو النجاح رحلة لا نهاية لها، وكذلك الرجل يبدو أكثر أطمئنانا فى ملف السياسة المالية، حيث يعتبر إن نسبة الضريبة مناسبة، لكن تتطلب التوسع فى الشرائح المجتمعية، حتى تحقق مستهدفاتها، لكونها المورد الاساسى للدولة، خاصة أن ما يتم تحصيله لا يتجاوز 30% من الذى يجب تحصيله، إذا ما وضع فى الاعتبار حجم الاقتصاد غير الرسمى الذى يوازى الاقتصاد الرسمى، وبدأت الدولة فى ذلك من خلال الشمول المالى، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بحصولها على تمويل، من الجهات المانحة، وبذلك يكون باب الدخول فى الاقتصاد الرسمى، وكذلك ضريبة القيمة المضافة، والضرائب العقارية. لا قيمة للإنسان إن لم يكن طموحاً، ونفس الأمر فى ملف الاستثمارات، رغم الاصلاحات الهيكلية فى القوانين المنظمة للاستثمار، من قوانين الإفلاس، وقانون سوق المال، وتحسن فى الإجراءات، وتأسيس الشركات والتى ساهمت فى وجود مناخ جديد يسمح فى موجه جديدة للاستثمارات فى السوق المحلى، إلا أن السوق فى حاجة لمزيد من الاستثمارات الاجنبية، يصل الى نحو 20 مليار دولار سنويا يحقق طفرة اقتصادية مستدامة. ليس هذا فحسب يقول «ماهر» إن المناخ الاستثمارى يتطلب تغيير ثقافة الموظفين، من البيروقراطية، بهدف تسهيل الاجراءات، وسوف يساهم ذلك فى خدمة الاستثمار. أكثر من قطاع له قدرة على قيادة قاطرة الاقتصاد خلال الفترة القادمة، يحددها «ماهر» فى قطاع الاستثمار العقارى، لكونه يشمل أكثر من 90 صناعة، وكذلك الاهتمام بالصناعات الثقيلة والتكنولوجيا، ومجالات تصنيع فى الطاقة والبتروكيماويات، المناخ سوف يتيح الفرصة فى ظل الاهتمام بملف الطاقة، وكذلك البنية التحتية فى المدن الجديدة بالمحافظات، كل ذلك يساهم فى النهوض بالاقتصاد. من الحقائق الثابتة أنك تستطيع أن تنجح بسرعة وبأفضل طريقة، عندما تكون مقتنعا بما تفعل، ونفس الامر كما يقول «ماهر» إن « الوقت بات مناسبًا للبدء فى برنامج الطروحات، فى ظل جودة المنتجات، وارتفاع قيم التداول، وتوافر السيولة. 80% من النجاح تخطيط استراتيجي، ربما تعرف كيف تقرأ، لكن الأهم ما الذى تخطط، وكذلك أسلوب الرجل فى الاستراتيجية للشركة مع مجلس الإدارة بعد تحرك عجلة السوق، ونشاطه، بعد الإجراءات الإصلاحية، ومن هذه الاستراتيجية السياسة التوسعية للشركة خلال العام الحالى، بافتتاح 3 فروع، فى قطاع السمسرة تضم مدينة نصر، والمعادى، واسكندرية، بالإضافة إلى الاهتمام بالأسواق الإقليمية والعالمية، والعمل على توسيع قاعدتها الاستثمارية. الحفاظ على النجاح لا يتحقق إلا بالاستمرار، من هذا المنطلق يفتش الرجل على ما يدعم شركته مع مجلس الإدارة، وبذلك نجح فى الدخول الأنشطة الجديدة فى التأجير التمويلى، والتخصيم، والتوسع فى عملية الترويج للمشروعات بنحو 1.2 مليار جنيه فى القطاعات التعليمية والغذائية. شخصيته الهادئة الراغبة فى النجاح، محبة للقراءة فى كافة المجالات، حرصه على خدمة الآخرين سعادة لا يقارنها سعادة، يهوى الألوان الهادئة التى تتناسب مع شخصيته، مغرما بالبحر وصيد الأسماك، لما تمنحه له من صفاء وسعادة، لكن يظل هدفه تحقيق المزيد من النجاح لشركته.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟