قال لي رجل بسيط الحال لكنه قارئ «نهم»، «هو صحيح الرئيس كان هيزور إيران، مش إيران دي اللي بتحاول تصدر لنا الشيعة عشان تعمل فتنة في مصر مع السنة زي العراق، وبعدين ليه أهالي شهداء الثورة سافروا إيران؟».. أجبت له علي سؤاله الأول، بأن زيارة الرئيس المصري لإيران لم تتم، وإن حدثت يوماً، لن تعني بالضرورة أن مصر ستفتح أبوابها علي مصرعيها لطهران أو ترتمي في أحضان «الخامينية»، ولا يعني أننا سنفتح المجال أمام وفود الايرانيين ليقيموا طقوسهم «الدموية» من لطم وطعن بالحناجر حول مسجد «الحسين» كما حاولت من قبل أن تفعل تحت ستار السياحة، وأن أي زيارة رسمية لإيران ستأتي في إطار سياسي، خاصة وإيران ترأس الآن حركة عدم الانحياز، فعلاقة مصر مع كل دول العالم يجب أن تكون جيدة ومتوازنة، ولا يجب أبداً أن تصل علاقتنا مع إيران إلي درجة من السخونة الملتهبة علي حساب العلاقة بدول الخليج العربي، أما سؤاله الثاني حول زيارة أهالي شهداء الثورة يناير وليس لدولة خليجية أخري فهذا ما لم أجد له مبرراً أو تفسيراً. وإن كان اهالي الشهداء قد فسروا أنها مجرد دعوة لتكريمهم ومواساتهم، ما علينا، المهم أن الحديث عن إيران أعادني إلي ملف خطر التغلغل الشيعي إلي مصر والمراقب لما يحدث علي الساحة المصرية، سيجد أن إيران تحاول مؤخراً استقطاب طوائف مختلفة من المصريين.. إعلاميين.. باحثين.. طلائع الشباب وغيرهم، لإيجاد الفرص والثغرات لنشر عقيدة التشيع لديهم ومن خلالهم، لتسري كالسم في دمائنا التي جبلت علي عقيدة السنة، ولتبث الفرقة والفتنة بين المصريين كما تسببت الشيعة في تفرقة أهل العراق ولبنان والبحرين وليبيبا واليمن وغيرها، وأعجب كثيرا ممن لا يري في التغلغل الشيعي الي مصر أي خطر علي المجتمع المصري، وأري أن هؤلاء لم يقرأوا جيداً في تاريخ الشيعة، ولا في حقائق ابتعادها عن الدين الإسلامي القائم علي الكتاب والسنة، بتأليفهم نصوصا زعموا أنها من القرآن، وأحاديث مختلقة زعموا نسبها للرسول صلي الله عليه وسلم وغيرها الكثير من الأكاذيب التي تسببت دوماً في الفتنة وشق الصف الإسلامي، ومصر الآن في غني أي نوع من الفتن. والشيعة كما هو معروف مشتقة من التشييع وتعني التبعية، وهي لفظة اطلقت علي هؤلاء من اظهروا تبعيتهم «لعلي بن ابي طالب» وزعموا أنه كان أحق بالنبوة من الرسول لأنه أنقذه من الموت ونام بفراشه، وأحق من أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان من الخلافة، وكان أول من اطلق عليهم لقب «شيعة علي» هو الرسول صلي الله عليه وسلم، وعقيدة الشيعة مأخوذة عن اليهودية بكل آثامها، تلك التي خططت مؤامرتها وأرسلت واحداً من ابنائها وهو «عبدالله بن سبأ» من صنعاء، ليكيد للإسلام ويزرع الفتن بين المسلمين لتفريقهم شيعاً مع تشويه العقيدة وإبعادها عن أصولها مما تنزل في القرآن والسنة، وما ان دخل بن سبأ المدينة، حتي اندس بين المسلمين وأشهر «زوراً» إسلامه وبداخله كراهية كل اليهود الإسلام، ومن المدينة سافر إلي مصر ثم إلي الكوفة فالشام، وهو يحمل في عقله وقلبه هدفاً واحداً، بث الفتنة بين المسلمين، واستغلال ضعاف النفوس منهم لاضلالهم، واستقطاب المنافقين والمراءين الذين دخلوا الاسلام عن ظاهرهم، وفي باطنهم كرهاً وعداوة لهذا الدين القويم. وللأسف وجد بن سبأ في مصر مناخاً خصباً هيأ له نشر ما أراد من فتن، واستطاع بمعسول الكلام، وذكاء اللئام، أن ينتقل من بقعة لأخري علي أرض المحروسة، حتي استطاع من خداعهم بتظاهره بالعلم والتقوي واثار الكثير من أهل مصر ضد خليفة المسلمين عثمان بن عفان، فأفتتن به الناس، وروج بينهم مذهبه الذي يقول بأن لكل نبي وصياً، وأن وصي رسول الله صلي الله عليه وسلم هو سيدنا علي بن ابي طالب، وإن الأمة الاسلامية ظلمت «علي» واغتصبت منه حق الخلافة، لذا يجب علي الجميع مناصرته ومعاضدته والخروج عن طاعة عثمان، ونجح في زعزعة إيمان بعض المصريين وإبعادهم عن العقيدة الصحيحة، وكون جماعة تابعة له اتسعت رقعتها وانتشر فكرها المريض يوما بعد يوم، حتي أدت تلك الفتن الي مقتل الخليفة عثمان فيما بعد، ونجح بذلك في اثارة الفرقة، وإحداث شق بين المسلمين لم يلتئم حتي تاريخنا هذا، لتوارث جماعة الشيعة أفكاره وعقيدته المشوهة. وتروي كتب التاريخ الاسلامي مع الشيعة، أن علي بن أبي طالب قبل مقتله، عندما بلغه ما يروج له بن سبأ من طعن ولعن ضد أبي بكر وعمر وعثمان وباقي الصحابة، وادعاءه كذباً أن علي بن أبي طالب هو نفسه الذي أمره بالترويج لهذه الأكاذيب، استدعاه «علي» وسأله فاعترف بكذبه، فأمر «علي» بقتله علي أمل أن يقضي علي الفتنة ويجتثها من جذورها قبل أن تشيع الفرقة والفساد في الأرض بين المسلمين، إلا أن بعض القوم اقنعوا علي بعدم قتله، وقالوا له «أتقتل رجلاً يدعو إلي حبكم أهل البيت»، فاكتفي بنفيه إلي المدائن، لكن هذا النفي وإبعاده إلي المدائن كان وبالاً جديداً علي المسلمين، حيث وجد فيها بن سبأ فرصة لنشر عقيدة التشيع الخطيرة ونشر سمه الزعاف بين أوصال المسلمين.. وللحديث بقية.