سعيد اسماعيل وكانت أخطر الحركات الباطنية الفارسية ضد الإسلام تلك التي لبست عباءة الدين، وادعت زورا وبهتانا موالاة أهل بيت الرسول، صلي الله عليه وسلم !! السبت: لا ريب في أن أفضل عصور الإسلام، وأكثرها نقاء، كان عصر رسول الله، صلي الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين »أبوبكر الصديق«، و»عمر بن الخطاب«، و»عثمان بن عفان«، و»علي بن أبي طالب« رضوان الله عليهم جميعا.. ففي عهدهم أرسيت قواعد الإسلام، وانتشرت رسالته في بقاع الأرض، ودخل الناس في دين الحق أفواجا.. وأصبح كل واحد من أولئك الخلفاء، الذين جاهدوا في سبيل الدعوة بأموالهم وبأنفسهم، قدوة تحتذي، ومثلا يطمح كل مؤمن إلي التشبه به، والسير علي طريقه.. لكن العدوين اللدودين للإسلام اليهود، والفرس المجوس، اللذين كسر الإسلام شوكتيهما، لم يكن من السهل عليهما أن يستسلما أو يستكينا، فما لبثا ان فكرا في اللجوء إلي الدسائس، والمؤامرات، والفتن، والوقيعة بين القيادات الإسلامية للنيل منهم، وتمزيق وحدتهم، لتقويض دعائم الدولة الفتية.. قام اليهود بأولي دسائسهم في ذات اليوم الذي توفي فيه النبي، فذهب وفد منهم إلي فاطمة الزهراء، بنت الرسول، لاقناعها بأن عليا بن أبي طالب، أحق بخلافة الرسول من أبي بكر الذي قرر الصحابة مبايعته لتولي أمر المسلمين لعدة أسباب.. أولها أنه ابن عم الرسول.. وثانيها أنه والد حفيدي الرسول.. وثالثها أنه زوجها.. واقتنعت فاطمة، وذهبت بالفعل ليلا إلي بيوت عدد من الأنصار ذوي الشأن والمكانة، لكنهم لم يستجيبوا لها، وذهبوا في الصباح إلي أبي بكر وبايعوه، لتفشل المكيدة اليهودية، وتموت في مهدها.. وما كان بعد ذلك من علي بن أبي طالب ذاته، إلا ان يتراجع عن تردده.. ويبايع أبا بكر علي رؤوس الأشهاد.. وكان من الطبيعي ان تتعرض الدولة الاسلامية الجديدة، التي بدأ نجمها يسطع، ونفوذها يتزايد، إلي العديد من المؤامرات والفتن.. وكانت أولي هذه المؤامرات قيام أبو لؤلؤة المجوسي باغتيال الخليفة عمر بن الخطاب، الذي كان الفرس المجوس يكنون له قدرا هائلا من الكراهية والحقد، لقيامه بتقويض أركان امبراطوريتهم وتمزيق أوصالها.. أما المؤامرة الثانية التي بدأت بقتل الخليفة عثمان بن عفان، فقد قام بها اليهودي عبدالله بن سبأ، الذي أخذ علي عاتقه تخريب الإسلام من داخله.. ويقول الطبري في كتابه »التاريخ«، وابن الأثير في كتابه »الكامل«. وابن عساكر في كتابه »تاريخ دمشق«، وابن كثير في كتابه »البداية والنهاية«، ان عبدالله بن سبأ كان يهوديا من أهل صنعاء في اليمن، وقد أظهر اسلامه في زمن عثمان بن عفان، وأخذ يتنقل في بلاد المسلمين لنشر الضلالة بينهم، فبدأ بالحجاز، ثم ذهب إلي البصرة، ومنها إلي الكوفة، ثم انتقل منها إلي بلاد الشام، ليرحل بعد ذلك إلي مصر، ويستقر بين بعض قبائل البدو ويأخذ منهم أنصارا له.. وعندما وجد من أهالي هذه البلدان آذانا صاغية، دعا إلي ولاية عليّ بن أبي طالب، ثم إلي ألوهيته، وقال ان عليا لن يموت ولكنه سيصعد إلي السماء، ويسكن في القمر، وأنه سيرجع في آخر الزمان ليمتلك الأرض، ويسوق العرب بعصاه، ويجعل من شيعته سادة، ومن أهل السنة عبيدا!! ويقول العالم الشيعي »الكشي« في كتابه »رجال الكشي«، الذي يعتبر من أقدم كتب الشيعة المعتمدة، إن عبدالله بن سبأ بعد أن أظهر إسلامه، والي عليا بن أبي طالب، وكان أول من قال بإمامته، وأظهر البراءة من مخالفيه وكفرهم.. وهو أول من قال إن أبابكر، وعمر، وعثمان، قد اغتصبوا منه الخلافة.. وهو أيضا أول من نادي بالغلو في أهل بيت الرسول، وتقديسهم، ولذلك تنتسب إليه كل طوائف الشيعة. توالت بعد ذلك ضربات الحركات الشعوبية ضد الإسلام والعروبة، وكانت أخطرها الحركات الباطنية الفارسية، التي لبست عباءة الدين، وادعت زورا وبهتانا موالاة أهل بيت الرسول، صلي الله عليه وسلم، تمويها وتضليلا، للقيام بعدئذ بالطعن في صحابة الرسول، والإدعاء بأنهم ارتدوا عن الدين بعد وفاته، بالإضافة للقيام ببذل المزيد من الجهد الخبيث القائم علي التلفيق والكذب المنمق، لإفساد الإسلام وهدم الريادة العربية. عداء الخوميني للسُنَّة والخومينية في عصرنا الحالي، هي امتداد لتلك الحركات السياسية الفارسية الباطنية المتشحة بثوب الدين، ومؤسسها »روح الله مصطفي أحمد الموسوي الخوميني« المشهور ب»الخوميني«، كرس كل جهوده لتحقيق هدف المجوس العتيد، لضرب الإسلام ونشر الافتراءات عن قادته وحملة رسالته الأوائل.. وهو لم يخف في كتبه، وخطبه، ورسائله، حقده علي صحابة رسول الله، رضي الله عنهم جميعا، وطعنه فيهم وتكفيرهم خاصة أبابكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان.. وكان الخوميني كعادته يغطي ذلك بزعم اعلاء شأن علي بن أبي طالب، ومشايعة أهل البيت ومناصرتهم.. والخوميني الذي يعتبر من أبرز وأهم علماء الشيعة الإمامية- الروافض- في العصر الحديث، يردد ما قاله قبله شيوخ الشيعة، ومفكروهم، وفلاسفتهم، أمثال »محمد بن الحسن الطوسي«. و»آية الله المقاماتي، و»محمد المجلسي«، و»نعمة الله الجزائري«، و»ميرزا حسين الطبرسي«، و»محمد بن علي بن بابويه القمي«، »ومحمد بن يعقوب الكليني«، و»محمد بن الحسن العاملي«.. وهؤلاء جميعا هم الذين أسسوا للفكر الشيعي، وأجمعوا علي أن جزءا من النور الإلهي حل في علي بن أبي طالب- وقالوا إن الرب هو الإمام- !!- وأن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها وإتباعها-!! وأن الأئمة يعلمون الغيب-!!- وينزل عليهم الوحي-!! ويعلمون ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء!!.. والخوميني يعرض إعراضا تاما عن كل ما تقول به المذاهب الإسلامية، ويرفض الاستدلال بأية رواية منها.. وكل تراثه الفكري المتمثل في كتاباته العقائدية والفقهية والسياسية يشير من غير لبس إلي أنه يجسد كل النوازع، والأهواء، والبدع التي اعتنقتها طوائف الغلاة والزنادقة، ويجعل منها دستورا لحياة تقوم علي الإباحة، واسقاط التكاليف، يدعو أتباعه إلي ممارستها.. وإلي اعتناق الأفكار الهدامة التي تسئ إلي العرب وأهل السنة.. والغريب أن الخوميني لم يتورع عن الدفاع في أحد خطاباته التي أذاعها راديو طهران، عن هذا السلوك الخاطئ، وقال إن اتباعه وحدهم هم الفرقة الناجية التي ستنعم بالجنة، وأن الآخرين بمن فيهم أهل السنة مصيرهم النار.. ويقول الخوميني في رسالته »التعادل والترجيح« أن إسلام السنة ناقص، ومخالفتهم في كل شئ واجبة.. ويوصي أتباعه إذا ما اضطروا للعيش في بلد ليس فيه أحد من علمائهم، واحتاجوا إلي معرفة حكم الدين في مسألة ما، فما عليهم إلا ان يسألوا واحدا من علماء السنة، ثم يعملوا بخلاف قوله، فيكون ذلك هو الصواب!! ومن أشهر الكتب التي تركها الخوميني »كشف الأسرار«، و»تحرير الوسيلة«، و»الحكومة الإسلامية«.. وقد توفي في عام 9891 عن عمر يناهز التاسعة والثمانين عاما، وأودعه اتباعه في نعش من الزجاج، وضعوه في أكبر ساحة في طهران.. وشارك في تشييع جثمانه حوالي عشرة ملايين شيعي رافضي، كانوا أثناء الجنازة يلطمون الخدود، ويضربون علي الصدور، ويعتبر مرقد الخوميني الآن مزارا يحج إليه أتباعه، ويطوفون حوله، ويتوجهون نحوه عند الصلاة!! الادعاء بتحريف القرآن! يقول محمد عبدالحليم عبدالفتاح في كتابه »أصل الشيعة« الصادر عن دار الحياة للنشر والتوزيع: »هناك إجماع من المسلمين، والمشتغلين بعلوم القرآن الكريم، علي أن الكتاب السماوي الذي سلم من التحريف والتبديل، والزيادة والحذف هو المصحف الشريف.. وأن المسلمين يلتزمون بهذا الاعتقاد، ويعتزون به أيما اعتزاز، ويقتنعون به اقتناع عقل وعقيدة، فالله عز وجل قال، وهو أصدق القائلين، في الآية التاسعة من سورة »الحجر«: »إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون«، صدق الله العظيم.. لكن غلاة الشيعة من الروافض، لم يتركوا شيئا من أمور الدين، إلا وحاولوا المساس بقدسيته، كما هو ثابت من خلال كتبهم.. فيقول »محمد بن يعقوب الكليني« في كتابه »الكافي«، الذي يعتبر من أهم مراجع شيعة الاثني عشرية، ان الإمام السادس جعفر بن محمد، الملقب ب»الصادق«، قال ان القرآن الذي نزل به الوحي علي محمد، صلي الله عليه وسلم، سبعة آلاف آية، والآيات التي نتلوها ثلاث وستون ومئتان وستة آلاف فقط، والباقي مخزون عند آل البيت.. وما جاء في كتاب »الصافي« منسوبا كذلك إلي أئمة الشيعة الجعفرية وشيوخهم من أن القرآن الذي بين أيدينا، منه ما هو غير ما أنزل الله »!!« ومنه ما هو مغير محرف »!!«، ومنه ما هو موضوع في غير موضعه!! وروي ابن أبي داود، في كتابه »المصاحف«: »أن عليا كرم الله وجهه كان له مصحف مرتبة سوره وآياته وفق تاريخ نزولها، لا وفق ترتيبها في المصحف العثماني، وأنه يختلف عنه كذلك في نص بعض الآيات«!! ويروي الكليني في كتابه »الكافي« أيضا، أن الإمام جعفر بن محمد، قال عن القرآن الذي جمعه علي: »انه مثل قرآنكم ثلاث مرات، ووالله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.. وأن فاطمة مكثت بعد وفاة النبي خمسة وسبعين يوما تعاني من الحزن لا يعلم إلا الله وطأته عليها.. فأرسل الله إليها جبريل يسليها ويعزيها، ويحدثها عن أبيها، وعما يحدث لذريتها.. وكان علي رضي الله عنه، يسمع ويكتب ما يسمع، حتي جاء بمصحف قدر القرآن ثلاث مرات، ليس فيه شئ من حلال وحرام ولكن فيه علم ما يكون«!! والحقيقة التي لا مراء فيها أن كل ما جاء في كتب شيوخ الشيعة الإثني عشرية ما هو إلا محض افتراء وكذب علي ألسنة الأئمة رضي الله عنهم، فالثابت عن الإمام علي بن أبي طالب في هذا الموضوع، هو ما رواه سويد بن عفلة الذي قال: »قال علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه: »لا تقولوا في عثمان إلا خيرا، فوالله ما فعل الذي فعل في جمع القرآن إلا علي ملأ منا..« وقال عليّ كذلك: »لو وليت لفعلت في المصحف ما فعل عثمان«.. ويقول أهل السنة والجماعة، إنه من غير المعقول أو المقبول، أن يقال عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه كتب لنفسه مصحفا يخالف فيه ترتيب الآيات في المصحف الذي جمعه عثمان.. لأن الثابت بالتواتر أن هذا الترتيب كان بتوفيق من الرسول، صلي الله عليه وسلم، وأن جبريل عليه السلام، أقرأه للرسول علي هذا الترتيب في العرضيتين الأخيرتين من شهر رمضان.. وأن جميع القراء من الصحابة، ومنهم »عبدالله بن مسعود« وأبي بن كعب، و»أبو الدرداء«، و»معاذ بن جبل«، و»زيد بن ثابت«، و»سالم مولي أبي خليفة«.. قد حفظوه، وقرأوه علي هذا الترتيب، ولم يقرأوه علي أي وجه آخر.. »ولايزال للحديث عن افتراءات الشيعة الروافض ومزاعمهم وأكاذيبهم بقية أرجو أن يتاح لي متابعتها بإذن الله«.