حثت صحيفة (جارديان) البريطانية العالم على ضرورة النظر إلى الوضع الإنساني المتردى في افقر دولة في العالم العربي "اليمن" وإنقاذها من الفقر، لرفع المعاناة عن أكثر من 5 ملايين مواطن يمنى. وعبرت الصحيفة عن ذلك من خلال عدة تساؤلات قائلة: "لماذا أزمة الغذاء غير الإنسانية باليمن؟..ولماذا تقتصر تغطية وسائل الإعلام على ربط اليمن بتنظيم القاعدة وانعدام الأمن دون النظر إلى حاجتها للمساعدات الإنسانية؟....ولماذا لم نرسل نحن المساعدات؟!. وقالت الصحيفة إن العالم شعر بالتفاؤل عند امتداد الربيع العربي لليمن وإسقاط "علي عبد الله صالح" من السلطة العام الماضي، حيث كان من المفترض أن يبشر ذلك ببداية جديدة لأفقر دولة في العالم العربي والدخول في مرحلة أكثر نجاحا تقوم على المساواة وعدم الفساد وإنهاء والقضاء على الفقر، وعلى الرغم من تعيين حكومة انتقالية برئاسة نائب الرئيس السابق "عبد ربه منصور هادي"، إلا أنه فشل في نهاية بتحقيق الوعود. وتابعت الصحيفة قائلة: إن الوضع في اليمن ازداد سوءًا بعد الثورة، حيث استمرت الإضطرابات الاقتصادية والسياسية بسبب أزمة الغذاء المتصاعدة، ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فقد تضاعف الجوع في اليمن على مدى العامين الماضيين. وفي شهر مايو، حذرت وكالات الإغاثة أن ما يقرب من نصف سكان البلاد البالغ 25 مليون لم يكن لديهم ما يكفي من الغذاء وثُلث الأطفال في بعض المناطق يعانون من سوء التغذية الشديد. وفي الأسبوع الماضي، دعت منظمة أوكسفام بالاشتراك مع منظمة الإغاثة الإسلامية لجمع 38 مليون دولار، لتقديم المساعدات الطارئة إلى 5 ملايين شخص، في حين أن الاممالمتحدة، التي أكدت أن حوالي 267 ألف طفل يواجهون سوء تغذية شديد قد يودي بحياتهم، رفعت مستوى النداء الإنساني لليمن من 447 إلى 586 مليون دولار. وعن المرحلة الانتقالية الصعبة التي تشهدها اليمن وتقديم المساعدات والاموال الممنوحة لدول اخرى في الربيع العربي، تسائلت الصحيفة لمذا لم يتم تقديم هذه الاموال لليمن أيضا؟!..ونقلت الصحيفة عن "فرح سينغال"، مدير منظمة أوكسفام الإنسانية في اليمن، قائلاً: "اعتقد أن عدم وجود تغطية جيدة لوسائل الإعلام يكون عاملا اساسيا". وأضاف سينغال: "إن المشكلة الوحيدة في اليمن التي نراها في وسائل الإعلام هي الأمن، وتنظيم القاعدة، ولكن ما يحدث في الواقع مختلف تماما عن كل ذلك، فالأمن لم يكن حجر عثرة أمام وصول المساعدات، ولكن الوصول إلي تلك المساعدات عن طريق رسالة إلى المجتمع الدولي هو التحدي الحقيقي أمام اليمن".
