سافر الرئيس الي السعودية ثم حضرت الوزيرة الامريكية وظهر القلق في الحالتين علي الوجوه المصرية ما دلالة السفرة الأولي للرئيس؟ وما تداعيات الزيارة الاولي للوزيرة؟ المخلصون في مصر كثر والمتظاهرون لم يخفوا مشاعرهم سواء علي أبواب السفارة أو حول القصر الجمهوري. ماذا تريد مصر من السعودية ومن أمريكا؟ وماذا يريدان منها؟ يستحق الامر أن نتناوله بهدوء فمصر قد أصبحت الآن بلداً ديمقراطياً يستند رئيسها الي ارادة شعبية انتخبته وجاءت به الي السلطة. اذن الرئيس لا يحتاج الي جهة خارجية تسانده ولا الي مباركة أمريكية تثبته وتدعمه. لم تعد هناك حاجة بالرئيس الي قوة يرتكن اليها غير قوة الشعب ولم يعد النظام يبحث عن حلفاء في الخارج غير حلفائه من الشعب وعلي ذلك أظن أن الرئيس مرسي يشعر بأنه قوي وقوته من قوة الشعب ويشعر بالثقة في المستقبل من منطلق أن الشعب معه ويتطلع اليه قائداً للمسيرة وحارساً عليها أيضاً. النظم الاستبدادية تستند الي القهر والبطش وتأييد العسكر وخبرة أنظمة الشرطة والمخابرات في تكميم الافواه وتخويف الناس وتضييق فرص الحركة علي الجميع وربما لم تشهد منطقتنا نظاماً مستبداً وبوليسياً أكثر من النظام السوري في ظل الاسد الاب وأيضاً الاسد الابن ومع ذلك فالنظام يتهاوي.. وكل يوم يفقد أعصابه أكثر وتحول الي آلة جبارة لقتل أفراد شعبه ففقد كل مشروعية.. وفقد كل مستقبل لولا بعض من مساندة من روسيا للنظام وإلا كان في خبر كان وسوف يقع في النهاية، كما وقع من قبله النظام الليبي الذي أسقط العقيد المجنون بعد 42 سنة من الحكم المجنون. هل يحتاج الرئيس مرسي الي قوة خارجية تسانده وتدعمه؟ بالقطع لا. هل يحتاج الي سطوة بوليسية تثبته؟ بالقطع لا. فمرسي يستند الي انتخابات نزيهة ونظيفة جاءت به الي سدة الحكم. ما معني ذلك؟ معني ذلك أن الواجب علينا التخلص من الحساسية في التعامل مع الدول والقوي الاجنبية والعربية ونفتح صفحة جديدة قائمة علي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وهذا ما يتعين علي رجال الرئيس أن يعكفوا علي التفكير فيه والتحضير له والسعي اليه.. فلا الرئيس يحتاج الي السطوة الامريكية ولا هو يبحث عن الثروة الخليجية.. فمصر اليوم قامة كبري بين دول المنطقة ومصر اليوم هي الديمقراطية الاكبر في الشرق الاوسط وبات علي العالم أن يكف عن النظر الي اسرائيل باعتبارها واحة الديمقراطية الغالية في المنطقة لان مصر استطاعت أن تخرج من رحم استبداد طويل ومن عهد فاسد أطول لتصنع نموذجاً ديمقراطياً يحتذي وعلي الجميع احترامه وحمايته والدفاع عنه. هذا هو المنطق الآن يا سيادة الرئيس لقد ودعنا السجن والسجان.. وخلعنا رداء الظلم والطغيان وأقمنا الديمقراطية علي بنيان وعليك يا سيادة الرئيس أن تتعامل مع السفيرة ومع الوزيرة باعتبارك النموذج والمثل وعلي الامريكان أن يقدموا العون مثني وثلاث ورباع لاجتياز الصعاب وتكملة المشوار. أما عن دول المنطقة يا سيادة الرئيس فكلهم إخوة عرب ومسلمون ومصر لهم شقيقة كبيرة قوتها قوة لهم ونهضتها نهضة لهم واذا كانت الشقيقة تساند الاشقاء فهذا هو منطق الاشياء بلا من وبلا رياء. عليك أن تستحضر مفهوم التكامل العربي والاسلامي وتستند اليه في مسيرة ناهضة بإذن الله. وملايين المصريين الذين يساندون النهضة السعودية لا تقل أهمية وضرورة عن ملايين الدولارات النفطية الواجب توظيفها للنهضة العربية. وطبيعي أن الكبيرة أمريكا تبحث عن توظيف لدول المنطقة بما يخدم مصالحها.. ولا بأس من ذلك شريطة أن تكون مصالحنا حاضرة يا سيادة الرئيس بمنطق الاصدقاء وليس بمنطق التابعين.. اللهم آمين. آخر سطر إذا قوتك من داخلك.. ل تقلق علي مستقبلك بقلم: د.صديق عفيفي