اعتداء بعض أعضاء جماعة الإخوان والجماعة السلفية على المعارضين أمام المحاكم أو فى الندوات أو على مواقع التواصل الاجتماعي من الأمور المتوقعة، وهى خطوة لجر البلاد إلى حرب أهلية خلال فترة وجيزة، وتوقعاتنا لا تعود إلى أن أصحاب الخطاب الدينى بطبيعتهم يحبون العنف وإيذاء الآخر، ولا إلى أننا نكن لهم كراهية وننحاز ضدهم، بل لأن خطابهم الديني فى حد ذاته ينطوى على رؤية خشنة وعنيفة للمجتمع، حيث يختارون بين خيارين أحدهما كافر أو فاسق أو مكروه، وطالما الآخر في معتقداتهم يعد فاسقا أو كافرا أو زنديقا فضربه وسبه من الأمور المستحبة أو يعد جهادا فى سبيل الله. وقيادات جماعة الإخوان وهو الأهم تعمل بكل أسف على شحن محدودي الثقافة والتعليم من أعضائها بالكراهية لغير الأعضاء فى الجماعة، او كما يقال: تعمل على برمجتهم بالعنف ضد اخوانهم فى الدين وفى الوطن، وذلك لكى يسهل استخدامهم كحناجر وكحوائط بشرية فى تنفيذ أجندة الجماعة السياسية، والجماعة لا تكتفى بأعضائها من القاهرة فقط، بل تقوم بشحن وبرمجة أعضائها فى الأقاليم وتشحنهم من المدن والقرى بالمحافظات إلى ميدان التحرير أو إلى ساحات المحاكم يهتفون تحت الشمس بملء حناجرهم ضد معارضى الجماعة وضد القضاء. وقد تابعنا جميعا كيفية تسخير وتوظيف الجماعة لهم كحناجر وكحوائط بشرية وكميليشيات طوال الشهور الماضية، وتابعنا أيضا كيف دفعوهم إلى الاعتداء على معارضيهم، وسبق وقد شكلت جماعة الإخوان مجاميع منهم كميليشيات تحارب وتشوه وتسب المعارضين على مواقع الفيس بوك وتويتر، حيث ازدحمت مواقع التواصل الاجتماعى بكلمات السب والشتيمة لمعارضى الجماعة من أصحاب التيار المدنى، وهذه الحرب لا تقف عند كلمات الشتيمة فقط بل تمتد إلى رسومات وتعليقات تتعمد ارهاب المعارضين لكى يتراجعوا عن مواقفهم السياسية المضادة لجماعة الاخوان. وهذا السلوك بالطبع سيدفع القوى السياسية المناهضة لجماعة الإخوان وللسلفيين إلى تشكيل ميليشيات مضادة، وسوف يأتى اليوم الذى نرى فيها الفريقين يتصارعان فى الميادين أو أمام المحاكم، ومن المتوقع أن تنتهى هذه الاشتباكات إلى حالات وفاة ومصابين، تصدر بعدها فتاوى تصف موتاهم بالشهداء. وقبل أن يتحول المشهد إلى معارك تزهق فيها الأرواح ننصح جماعة الإخوان وتوابعهم من السلفيين أن يعيدوا النظر فى الدفع بهذه الميليشيات وأن يكتفوا بالحوار العقلى، لأن استخدام العنف لن يكون لصالحهم، وسيأتى اليوم الذى تواجهون فيه بنفس السلاح، وسيقابل عنفكم بعنف أعنف وأشرس، وسوف تتحول الساحات لمعارك ستسال فيها الدماء، وأتوقع أن قيادات الجماعة الذين يغزون هذا العنف ليسوا ببعيدين عن العنف المضاد، وكما وصلت أيديكم إلى رموز المعارضة سوف تصل أيديهم إليكم فى بيوتكم أو في مكاتبكم. خلاصة القول إن الخطاب الديني الخشن الذى تتبناه وتستغله جماعة الإخوان لن يحرق سوى المروجين له، ونكرر ونؤكد أن هذا الخطاب سيعود بالبلاء على البلاد ككل، حيث سيجرها إلى صراع وحرب أهلية، وننصح جماعة الإخوان بعدم شحن وبرمجة محدودى الثقافة والتعليم من أعضائها بالكراهية لمن يعارضون أجندة الجماعة السياسية، وعليهم أن يتوقفوا عن الدفع بهم واستخدامهم كحناجر وحوائط بشرية وميليشيات ترهب بهم اعداء الجماعة تحت عنوان الجهاد لنصرة كلمة الله وفرض شريعته السمحاء، إن الليبراليين والديمقراطيين والعلمانيين والناصريين والاشتراكيين هم مجرد قوى سياسية وليس مجموعة من الكفار، فالإخوة فى الجماعة ليست مفضلة ولا أعلى درجة من الاخوة فى الدين ولا من الإخوة فى الوطن.