احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بذكرى نياحة القديسة مرثا المصرية الناسكة، إحدى القديسات ذوات المعجزات كما ورد ذكرهن بين أسطر كتب السنسكار القبطي والكتب التراثية التي تناولت سير القديسين والرسول والأوليين. كما أنها تُعد أحدى أبرز القديسات في العقيدة المسيحية الشهيرة بقوة الإيمان وقدرة العودة إلى الله، فضلًا عن أنها ضمن الشخصيات المؤثرة و المُلهمة في تاريخ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. ولدت هذه القديسة بإحدى قرى الصعيد المصري وهى من أبوين مسيحيين أثرياء متقين كانوا يشتهروا بشدة الإيمان، ولما شبت تعرضت للضلال طريق الايمان واندفعت وراء المعاصي والأخطاء واستمرت في هذه الحالة الآثمة حتى أدركها الايمان وذهبت إلى الكنيسة في يوم عيد الميلاد المقدس. كما ذكرت بعض الكتب التراثية عدة مواقف أظهرت قدرة هذه القديسة في العودة عن الخطأ و حبها للإيمان،وروت القصص المسيحية أنها حين وصلت إلى بابا الكنيسة وهمت بالدخول منعها الخادم الموكل بالباب قائلًا "أنك غير مستحقة أن تدخلي بيت الله المقدس وأنت كما تعلمين"، وحين علم الأسقف لما رأي الفتاة قال لها "أما تعلمين أن بيت الله مقدس ولا يدخله غير الطاهر" فبكت وقالت: "أقبلنى أيها الأب فأنني تائبة من هذه اللحظة ومصممة علي عدم العودة إلى الخطية " فقال لها: "أن كان الآمر حقا كما تقولين فاحضري لي ملابسك الحريرية وزينتك الذهبية وتعالي إلى هنا"، فمضت مسرعة وأحضرت كل ما كان لها من حلي وملابس وقدمتها إلى الأب الأسقف فباعه ووزع ثمنه على الفقراء وألبسها ثياب الرهبنة، وأرسلها إلى دير للراهبات. وظلت هذه القديسة التائبة في الجهاد و محاربة المعاصي لمدة 25عامًا، كما حرصت على القيام بالعبادات وكانت في كل صلواتها تردد: "يا رب أن كنت لم أحتمل الفضيحة من خادم بيتك فلا تفضحني أمام ملائكتك وقديسيك"، و تقديرًا لما قامت به القديسة مرثا وحتى تفى الكنيسة بإحياء ذكراها تحتفل الكنيسة سنويًا لعيد نياحتها تقديرًا لهادها الذي أصبح بمثابةً درسًا و نافذة أمل كل من أراد الله والتوبة.