عبر عدد من أصدقاء ورفقاء الأديب الراحل محمد البساطى عن حزنهم الشديد لفقدان زميلهم بعد صراع طويل مع المرض. الروائى سعيد الكفراوى قال : "البساطى صديق عمرى تقابلنا منذ 40 سنة فى الحلقة التى كانت حول نجيب محفوظ فى مقهى ريش, ولم نفترق إلا قليلا من الوقت وجاورته فى مدينة نصر فكان نعم الأخ والرفيق البساطى أحد أبرز جيل الستينيات, فهو رجل عاش هموم هذا الوطن فيما كتبه, وهو من أفضل من عبروا عن الواقع فى القرية المصرية من حيث الزمان والمكان, كما استطاع أن يتناول المنطقة الغامضة وسط الزمان". وأضاف الكفراوى :"البساطى أفضل من كتب عن المدينة وعالم الهامش والناس المغمورة, وهؤلاء هم أصحاب الأحلام البسيطة؛ فقد كان شخصية تتميز بالصدق واختار خندق المعارضة؛ فلم يقترب من أى مؤسسة؛ رسمية وبعد خروجه من الجهاز المركزى للمحاسبات لم يطلب منحا ولا جائزة ولا وظيفة, ولم يكن محسوبا على أى نظام؛ حتى أن جائزة الدولة التقديرية – بعد أن رشحته احدى الجامعات لها- جاءته وهو فى شبه غيبوبة؛ ليرحل البساطى كما رحل محمد عفيفى مطر ,خيرى شلبى, ابراهيم أصلان , عدلى رزق, محمد صالح, (يغيبون فتغيب ألفة الوطن) كما قال الراحل أمل دنقل ". أما الروائى نعيم صبرى فقال : "حزنت حزنا شديدا لرحيل الزميل محمد البساطى لأنه قيمة أدبية كبيرة ونموذج يحتذى به , وقد سمعت الكثير عنه ولم يسعدنى الحظ لألتقيه وإن كنت اتمنى ذلك, فقد رفض الأديب الراحل أي محاولة لعلاجه على نفقة الدولة وأي تدخل من وزارة الثقافة أو من القوات المسلحة أو من اتحاد الكتاب لتحمل نفقات علاجه من مرض سرطان الكبد؛ وأصر أن يظل بعيدا عن الصخب, وبدأ البساطي بقصة "الهروب" عام 1962 وفاز عنها بجائزة نادي القصة، وكتب عنه د.محمد غنيم هلال عام 1964 نقداً أشاد به من خلاله، وأثنى على قصة "لقاء" قائلاً إن قصص البساطي تميل إلى الشعرية أكثر من السردية".