دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نظيره الفرنسي إلى إخضاع الماضي الاستعماري إلى ما اعتبره "فحص مسؤول وشجاع"، وذلك في خطوة تظهر تمسك بلاده بمطالبة باريس بتقديم اعتذار عن فترة الاحتلال. وقال بوتفليقة في رسالة إلى نظيره الفرنسي اليوم الجمعة بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده الموافق ل 14 يوليو الجاري "لقد آن الأوان للتخلص من أدران الماضي بأن نخضعه سويا ضمن المناسب من الأطر لفحص حصيف وشجاع سيساهم في تعزيز أواصر الاعتبار والصداقة بيننا". واحتلت فرنساالجزائر لمدة 132 سنة وخرجت منها عام 1962 بعد ثورة شعبية خلفت مليون ونصف المليون شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والمهجرين . وترفض الحكومات الفرنسية المتعاقبة الاعتذار الرسمي عن جرائم الاستعمار الفرنسي الذي تعتبره الجزائر شرطا لبناء علاقات طبيعية مع باريس. وقال الرئيس الجزائري في رسالته "إن الجروح التي أحدثتها الفترة الاستعمارية لدى الجزائريين جروح عميقة لكننا نريد مثلكم أن نول شطر المقبل من الأيام وأن نحاول أن نصوغ منها مستقبلا يسوده السلم والرخاء لصالح شباب بلدينا". وختم بالقول "إنني أود فضلا عن ذلك أن أعرب لكم عن تمام استعدادي للعمل معكم في سبيل توثيق العلاقات والتعاون والحوار بغية إقامة شراكة". ويصل الأحد المقبل إلى الجزائر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي فرنسي بعد وصول هولاند إلى الحكم ستخصص للتباحث حول بعث العلاقات بين البلدين والوضع في منطقة الساحل الإفريقي. وشدد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، في تصريحات عشية هذه الزيارة، على أن الجزائر ستظل متمسكة بمطلب اعتذار فرنسا عن جرائم الاستعمار "ولو تطلب الأمر انتظار سنوات أخرى لإقناع باريس بذلك". وأعلن هولاند في رسالة لنظيره الجزائري بمناسبة ذكرى مرور 50 سنة على استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في 5 يوليو عن زيارة مرتقبة له إلى الجزائر قالت مصادر دبلوماسية إنها ستكون شهر أكتوبر المقبل. وقال هولاند، في رسالته إن " فرنسا ترى أن هناك مكانًا لنظرة مسؤولة إلى ماضيها الاستعماري المؤلم، وفي الوقت نفسه لاندفاعة واثقة نحو المستقبل". ودعا نظيره الجزائري إلى بناء شراكة استثنائية بين البلدين، وقال "تاريخنا المشترك الطويل نسج بين فرنساوالجزائر صلات استثنائية، علينا أن نذهب أبعد منها لبناء هذه الشراكة".