مع بداية تولى الرئيس المنتخب محمد مرسى إدارة شئون البلاد , تفاقمت أزمة انتشار القمامة فى معظم أنحاء الجمهورية , حتى أصبحت من المعالم الرئيسية لأغلبية الشوارع والميادين، ليكون من البديهى أن يجعلها الرئيس على رأس قائمة اهتمامات برنامجه الانتخابى خلال مدة ال100 يوم التى حددها لحل المشاكل الهامة التي يعاني منها الجماهير تليها مشكلة الازدحام المرورى. ففي شارع بور سعيد تكدست مخلفات المبانى المعروفة ب (الردش) مكونة جبلا ضخما ليتحول الشارع إلى مأوى لمخلفات المبانى والقمامة مما يزيد من اختناق المرور به ويتسبب فى تعريض حياة المئات من المواطنين لمخاطر الحوادث يوميا. ولم تقتصر المخلفات على هذا الشارع الحيوي فقط، ففى شوارع الأحياء الرئيسية القريبة منه ،والتي لا يفصلها عنه سوى مائة متر، وعلى رأسها حى الزاوية الحمراء يطالعك نفس المشهد , مما يشكل خطرا صحيا على أهالى الحى الذين حاصرتهم أكوام القمامة من كل جانب. الصناديق لا تكفي والأمر فى حى الزيتون والشوارع القريبة من ميدان السواح ومنطقة المطرية لا يختلف كثيرا عن سابقه , وإن كان الأمر فى حى المطرية يزداد سوءا وخطورة لتكدس القمامة أمام أبواب مستشفى المطرية وعلى الأرصفة المجاورة لها وذلك بعد أن قام الحى بتوفير صندوق واحد للقمامة على إحدى الارصفة المواجهة لباب المستشفى مما يزيد نسبة التلوث ويعمل على إعاقة حركة عربات الاسعاف أمامه, فيعرض حياة الكثيرين من المرضى للخطر. كذلك امتدت تلال القمامة إلى الميادين العامة والحيوية لتشارك فى شل حركة المرور بها, حيث تجمعت أسفل كوبرى ميدان العباسية لتصبح مكانا يقصده العاملون بمهنة جمع القمامة للبحث عما ينفعهم وسط تلالها من زجاج مكسور وعلب وزجاجات فارغة، والذين يقومون بتفريغ محتويات الأكياس للتفتيش عن ضالتهم بها فيزيد من انتشار المخلفات وتنتشر الروائح الكريهة وتتجمع الحشرات بما يشوه المكان برمته ويرفع معدلات التلوث به. وعلى صعيد متصل بدأت القمامة تنتشر فى الأحياء الراقية هي الأخرى ، وإن كانت بنسبة قليلة لا تقارن بانتشارها فى الأحياء الشعبية القريبة من تلك الأماكن الراقية , ففى ميدان روكسى وبالأخص بالقرب من موقف المينى باص, فى أحد الشوارع الرئيسية , تنتشر أكياس القمامة خلف السيارات الفخمة الواقفة على جانبى الرصيف, والتي يلقي بها الأهالي تحت حجة عدم وجود صناديق للقمامة بالعدد الكافي. شركات للنهب ولعل كل ذلك يطرح سؤالا هاما حول دور شركات النظافة المتعاقدة مع هيئة نظافة وتجميل القاهرة ومدى تقصيرها فى حل المشكلة.. تقول الحاجة أم صابرين ،من سكان حى عين شمس الشرقية, أنها تعانى هى وسكان الحى من تكدس القمامة بالقرب من مزلاقان السكة الحديد، الأمر الذى يشكل خطرا واضحا على حركة القطار وأرواح الركاب بالإضافة إلى تكدسها فى معظم المنطقة دون اهتمام أو رعاية ودون وجود صناديق كافية لوضع مخلفات الحى بها. وتضيف: بالرغم من إرغام المواطن المصرى على دفع ما يسمى (برسوم النظافة) مضافة إلى القيمة الأصلية لفاتورة الكهرباء, وذهاب تلك المبالغ إلى شركات النظافة التى تعاقد معها زبانية النظام البائد، والتى تحمل بعضها جنسيات أجنبية إلا أنها لا تقوم بالعمل المنوط بها وتقتصر فقط على نهب أموالنا . مدام خديجة ،من سكان منطقة الكابلات بحى المطرية , تؤكد بدورها أنه بسبب تكدس القمامة بالقرب من منزلها أصيب أحد أطفالها بمرض صدرى, مؤكدة إصابة العشرات من أطفال المنطقة بنفس المرض بسبب تكدس القمامة والرائحة التي أصبحت سمة رئيسية للمنطقة. مشيرة إلى أن المسئولين بالحى لا يعملون على نقلها إلا بعدما تتحول إلى تل, وأنه بعد الثورة ومع انتشار الفوضى لم يعد الحي يهتم بالأمر من أساسه ولم يتم نقل القمامة المكدسة على الإطلاق على الرغم من قرب مقر حى المطرية من منطقة الكابلات المتكدسة بها هذه التلال التي زادت بعد قيام أصحاب سيارات الكارو برمى مخلفات الهدم بنفس المكان. مطالب بالإيقاف في تعليقه على هذه المشكلة يقول المهندس حافظ السعيد ،رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة ، أن سوء الوضع دفعه إلى المطالبة بإصدار قرار سيادي لإيقاف التعامل مع شركات القمامة المتعاقدة مع الهيئة التى يرأسها ,على أن يتم إعداد هيئته للقيام بوظائفها. ويوضح السعيد ،من خلال حواره مع بوابة الوفد، إلى أنه تم نشر 500 صندوق قمامة فى أحياء القاهرة، وأنه تم تشكيل أربع فرق للطوارئ على مستوى المناطق استعداداً لمواجهة حالات الطوارئ خلال شهر رمضان، مشيرا إلى لقائه بمحافظ القاهرة صباح الخميس -5- من الشهر الحالى لمناقشة كيفية النهوض بالمحاور الرئيسية فى خطة الرئيس ومن بينها خطة النظافة والمرور . موضحا أنه تم الاتفاق على أن يجتمع رؤساء الأحياء مع العناصر الرئيسية التى تساعد معه فى إدارة الحى منهم ممثل عن الصحة وعن الجمعيات الأهلية, على أن يقوموا جميعا بوضع خطة عمل يومية لرفع جميع المخلفات , وعلى مد الهيئة باالعمالة والمعدات بموجب قرار من رئيس الجمهورية لتنفيذ الخطة فى خلال المائة يوم, والتى بدأت عملها بالفعل. ويلفت السعيد إلى قيام الهيئة برفع 6000 متر مكعب من مخلفات المبانى بالإضافة إلى ما يقرب من 15 ألف طن قمامة يوميا فى الفترة الأخيرة، والتى حددها بالفترة التالية لقيام ثورة يناير, موضحا أن زيادة كميات القمامة ومخاقات المباني سببها الانفلات الأمنى وأعمال البناء والهدم التي تمت خلال هذه الفترة بدون تصريح أورقابة. مضيفا أنه تم إصدار تعليمات لسلطة المرافق بإلقاء القبض على عربات الكارو التى تقوم برمى المخلفات , معربا عن أمله بتغليظ العقوبة على تلك العربات للحد من الظاهرة التى باتت منتشرة فى الكثير من أحياء القاهرة فى ظل الانفلات الامنى وتراجع دور سلطة المرافق.
شاهد الصور: المهندس حافظ السعيد ،رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة