نددت الجماعات الإسلامية بخطورة تجسيد الصحابة وأن التصريحات التى تصدر عن أبطال العمل باطلة ولا يجوز لأحد أن يفتى فيما لا يعنيه، وهددت الجماعات بخطورة تقديم أعمال دينية تتعرض لحياة الأنبياء أو الصحابة. وقالوا من المفروض أنها شخصيات ممنوع الاقتراب منها نهائياً، وأى ممثل يؤدى دور هذه الشخصيات يعتبر كافراً، ولا يعلم عن الدين شيئاً، لأنه يساهم فى تشويه صورة الأنبياء، واتهمت أيضاً الجماعات القنوات الفضائية التى تشترى هذه الأعمال بالمحرضة على تشويه صورة الإسلام، فى حين أننا نحاول جاهدين أن ننصر الإسلام فى كل مكان، وكان على الفضائيات أن تنتج أعمالاً دينية مستنيرة تفيد المشاهد وتعلمه المفاهيم الدينية الصحيحة بدلاً من مسلسلات الأنبياء التى يجسدها ممثل سكير أو زير نساء أو «قمرتى» ونطلق عليه شخصية عمر أو أبو بكر أو أى شخصية لها تأثير دينى من يقول هذا، وطالبت الجماعات الإسلامية الإخوان والأزهر التصدى لمثل هذه الأعمال وأن تلتزم الدول العربية بقوانين الأزهر لأنه هو الوحيد الذى له المرجعية الإسلامية دليل أن الدول تبعث أولادها للتعليم فى الأزهر وكلمته سيف على الجميع. جاءت هذه التصريحات فى أعقاب ما نشر عن مسلسل «الفاروق عمر». كما اعترض مجمع البحوث الإسلامية على عرض مسلسل «الفاروق عمر»، ورفض جملة وتفصيلا سرد قصص الصحابة فى أعمال درامية لأنه مخالف لأصول الدين، ومخالف لشرع الله، ومن المفروض أن تحترم الفضائيات تعاليم الدين الإسلامى ولا تعرض نفسها لمسألة الجماهير الإسلامية التى ترفض إهانة الصحابة، أو التطاول على أهل البيت، خاصة أن الغرب يقف بالمرصاد للإسلام وأى خطأ أو معلومة غير سليمة تبث تؤدى إلى بلبلة وتشويه الإسلام. ويرفض الأزهر ومجمع البحوث تصوير شخصيات الصحابة وليس فقط العشرة المبشرين بالجنة لأنهم شخصيات وكواكب منيرة كما أنه لا يوجد من يستطيع أن يجسد هذه الشخصيات، فضلاً عن خداع الصورة الذهنية التى تترك آثاراً بين الجمهور إزاء الشخصية التى تقوم بأداء أدوار الصحابة وربطها فى أدوار أخرى يقومون بها مما يسىء للصحابة. أما قناة ال «إم بى سي» فقالت إن مسلسل الفاروق عمر حصل على تراخيص التصوير من الجهات الدينية وحاز على إعجاب رجال الدين الذين قرأوا العمل بدقة، وقالت إننا نحترم الجميع ونعمل على المساعدة فى حملات التنوير التى تشهدها الدول العربية، والعمل على تقديم أعمال تحمل الصفحات الحميدة للشخصيات الدينية ونسعى للحفاظ على القيمة الأخلاقية ولا نريد إحداث بلبلة كما قيل من البعض، بل أردنا أن نعرف أجيال الشباب والنشء والمشاهد سواء مسلم أو يحمل ديانة أخرى أهمية الصحابة فى نشر الدين الحنيف، والمسلسل يحمل صفات تحلى بها الفاروق عمر مثل الحكم الصالح، الحكمة، التسامح، الروح القيادية والبطولة، وغيرها. كما يسلط الضوء على الصفات الشخصية للخليفة، إضافة إلى البيئة الاجتماعية التى كانت سائدة وقتها من حيث القيم والمفاهيم، وكذلك البيئة الجغرافية الطبيعية. تكمن أهمية هذا العمل الدرامى فى تجسيده سيرة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، ولشخصيته المركزية التى يدور حولها، وللدور الاستثنائى الذى لعبه فى تاريخ الدعوة، وتأسيس دولة الإسلام، فضلاً عن مزايا تلك الشخصية وفضائلها الخاصة التى جعلت منها مرجعاً ونموذجاً هادياً للمسلمين حتى وقتنا الحاضر. ولأهمية العمل طلبت شبكة «أه تى فى» التركية بترجمة العمل للغة التركية حتى يتاح للجمهور مشاهدته. وقال المفتى العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشيخ إن أصحاب فكرة الفاروق عمر مخطئون وأنه جريمة كبرى يقع فيها كل من يحاول تجسيد الأنبياء والصحابة فهو خطأ وجريمة فى الوقت نفسه واتهم القنوات التى تعرض مسلسلات الصحابة أنها تساعد الماجوس وعليهم أن يتقوا الله ولا يساهموا فى تشويه الإسلام، فهم ينفقون أموالهم فى الباطل. أما موقع الفيس بوك فأطلق صفحات المقاطعة، وطلب وقف عرض المسلسل وكتب أعضاء الصفحة جملة تدين عرض المسلسل وتدين كل من يوافق على عرضه ومنها «لا تكمن المشكلة فى عرض المسلسل وكتب أعضاء الصفحة جمل تدين عرض المسلسل وتدين كل من يوافق على عرضه ومنها «لا تكمن المشكلة فى عرض مسلسل للصحابة ولكن المشكلة فى كيفية العرض، كيف لهم أن يقوموا بعرض شخص يجسد دور الصحابى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ونحن ضدهم وسنسعى جميعاً وبإذن الله لإيقافه». وفى اتصال تليفونى بالمخرج حاتم على فقال: أرجو عدم الحكم على العمل قبل عرضه، فأنا مخرج أريد أن أقدم كل ما يفيد ويحترم عقل المشاهد، ورفض التعليق على رأى الأزهر، أو الحديث عن المسلسل. ومن جهة أخرى تقدم المحامى حامد سالم بدعوى قضائية أمام القضاء الإداري، مطالباً بوقف بث العمل المقرر عرضه عبر الشاشات فى شهر رمضان الكريم، مبرراً أن قصص الصحابة لا تجوز شرعاً تجسيدها على الشاشة أو السينما وأكدت الدعوى التى اختصمت كلاً من وزير الاستثمار ووزير الإعلام ووزير الثقافة وشيخ الأزهر بصفاتهم أن هذا التجسيد به مساس بهيبة هؤلاء الصحابة، كما يمثل تعدياً جسيماً على الثوابت الإسلامية. أما الأسباب الموجبة الكامنة وراء التصميم على إنتاج هذا العمل، فتتمثل فى عدة عوامل أهمها: السعى إلى إعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقة وتدقيقاً لتلك المرحلة، ودحض تعدد الروايات من قبل من أساء ويسىء للتاريخ الإسلامى الجامع، والعمل على استلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسى كشخصية الخليفة عمر بن الخطاب، رض الله عنه؛ ليبقى مرجعاً مرشداً وهادياً فى عصرنا هذا، وكذلك نموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطنة، والوسطية فى الإسلام دون تطرف أو عنف.