تعتبر سيارات الميكروباص من أهم أسباب أزمة المرور في مصر، حيث صنع أصحابها مواقف عشوائية تجدها في أي شارع تعيق حركة المرور وتحدث شللا تاما في حركة السير بالشارع الذي تحتله، ورغم صدور أكثر من قرار من محافظتي القاهرة والجيزة بإخلاء الميادين والشوارع من هذه المواقف، إلا أنها سرعان ما تعود من جديد. ولأن ملف المرور ضمن خمسة محاور رئيسية في برنامج الرئيس المنتخب محمد مرسي خلال المائة يوم الأولي له في قصر الرئاسة، قامت «الوفد» بجولة في الميادين لوضع الصورة أمام أعين الرئيس لينقذ مصر من هذه الفوضي. في ميدان رمسيس تقف سيارات الميكروباص الخاصة بمحافظتي الدلتا والإسكندرية بأعداد هائلة وبطريقة عشوائية تعرقل حركة المرور، وعليك أن تنتظر كثيرا لتنجح في اجتياز شارع رمسيس، بالإضافة إلي تحكم السائقين في الركاب بدءا من فرض أجرة زائدة، مروراً بتحميل عدد زائد من الركاب وتشغيل الأغاني الهابطة التي تصم الآذان. ومن ميدان رمسيس إلي الإسعاف تجد سيارات الأجرة الخاصة بإمبابة وبولاق وحلوان تقف في وسط الشارع، بالإضافة إلي اصطفاف المواطنين بالشارع انتظارا للسيارات وتهافتهم وتسابقهم عندما تظهر إحداها عن بعد، وتشاهد المشاجرات وأحيانا الصراخ للحصول علي كرسي في السيارة، كل هذا يحدث ورجال المرور يقفون دون أن يتدخلوا وكأن ما يحدث ليس لهم علاقة به. في ميدان لبنان لم يختلف الأمر، حيث تقف سيارات الميكروباص المتجه إلي 6 أكتوبر في مقدمة الكوبري، مما يحدث حالة من الفوضي ويعرض حياة المواطنين للخطر، ناهيك عن الشلل المروري الذي تتسبب فيه ولا أحد يمنعهم رغم وجود رجال للمرور بالقرب منهم. وعند محطة مترو جامعة القاهرة حدث ولا حرج عما يتسبب فيه سائقو الميكروباص من زحام، يجعلك تقف كثيرا في انتظار المرور من أمام باب الجامعة، وبعد المرور تجد نفسك أمام زحام آخر أشد وهو موقف إمبابة وميدان لبنان العشوائي، والذي يقوم السائقون بتحميل الركاب في الدوران الخاص بتغيير الاتجاه مما يحدث حالة من الزحام الشديدة ولا يستطيع أحد التدخل فيما يفعله السائقون رغم وجود رجال للمرور إلا أنهم لا يهتمون بالأمر ويتركون الشوارع مزدحمة بالسيارات. وفي موقف ميكروباص شبرا الخيمة بميدان المؤسسة هناك أكثر من 7 خطوط ميكروباص تربط الميدان بضواحي شبرا الخيمة، يعمل عليها عدد قليل من السيارات أغلبها لا تصلح كوسيلة نقل آدمية بل تجد بعض السائقين يلجأون الي زيادة عدد الكراسي من أجل مزيد من الكسب علي حساب راحة الركاب، غير عابئين بضيق المكان خاصة في حالتي النزول والصعود، بالإضافة إلي وجود الموقف داخل سوق كبير ومزدحم وسط أكوام القمامة، كما أن الوقوف في انتظار عربة لآخر الخط أمر يصل إلي حد المعجزة، فسائقو الميكروباص يقومون بتقسيم الخطة، فتجد نفسك مضطراً للوصول إلي بيتك علي مرحلتين أو ثلاث للتخلص من عناء اليوم الطويل في العمل، والانتظار الطويل في الموقف.