تشعر وهو يتحدث أنه يتكلم بقلبه وعقله وليس لسانه، وستوقفك عبارات رددها أكثر من مرة فى حواره مع «الوفد» وكأنه يريد أن يقول: هذا هو بيت الداء الذى يحول دون انطلاق مصر. التقينا اللواء طارق المهدى، محافظ الوادى الجديد، فقال كلاماً خطيراً عن معوقات التنمية وكلاماً مبشراً عن المستقبل وكلاماً يثير الحزن على حال محافظات مصر كلها. كيف تتعامل مع هذه المرحلة؟ - أعمل وكأنى سأظل دائماً فى هذه المحافظة، وأسعى إلى زرع بذرة صالحة لروح جديدة جميلة يسودها الحب، دون الاكتراث بالبقاء بالمنصب أو تركه. ما المعوقات التى واجهتك فى عملك كمحافظ؟ - من أكثر العقبات التى تواجه كل محافظ وليس أنا بشكل شخصى هى أن المحافظ ليس له الولاية الكاملة ولا يحكم محافظته، فالتشريعات متشابكة ولا يوجد تحديد واضح للمسئوليات وهذا المناخ جيد جداً للفساد ويؤدى إلى تعطيل الأمور، وتتوه فيه المسئوليات، وكل هذه المعوقات تحد من قدرات أى شخص يريد أن يعمل. وما أبرز المشاكل فى المحافظة؟ - هناك مشاكل أتعامل معها وأنا حزين وهى مشاكل يومية، مثل: البنزين والخبز والمياه وحلها ليس اختراعاً لكن أنا أرى أن مهمة المحافظ الأولى هى أن يصنع المستقبل لكن الاختصاصات الناقصة تحد من قدراته، فأنا مثلاً فى فترة ال8 شهور التى توليت فيها المحافظة رصفت طرقاً كانت محفورة وأنهيت مشروعات صرف ومياه كانت متوقفة وأوصلنا المرافق ل2200 وحدة سكنية واستكملت مشروعات إسكان الأولى بالرعاية كانت متوقفة وحصلت على تشريع باستكمالها من مجلس الدولة، لكن كان ومازال الأهم بالنسبة لى هو المشروعات الاستراتيجية والحلم الذى أتمنى استكماله وهو المجمع الصناعى الكبير فى أبوطرطور، حيث وضعنا نواة لمشروع كبير على مساحة 5 آلاف فدان وكنت أحلم بأن يكون على مساحة 50 ألف فدان بحجم استثمارات 1.7 مليار دولار على مرحلتين ينتهى خلال 3 سنوات ويبدأ العمل به نهاية هذا العام والمشروع تساهم فيه البنوك المصرية ويوفر 2400 فرصة عمل مباشرة و30 ألف فرصة عمل غير مباشرة ويقوم على تصنيع مشتقات الفوسفات من أسمدة وكيماويات وأتمنى أن يتحول لنواة يخدم مشروع التعدين العظيم الذى أحلم به ويحول الوادى الجديد إلى وادٍ منتج يدعم اقتصاد مصر. وما المشاكل التى استعصت على الحل فى المحافظة من وجهة نظرك؟ - الحب الغائب هو أم المشاكل لأن لو كل الناس أحبت بعضها وعملها وأخلصت له وتعاملت مع ضميرها على أن عملها هو الأصل ومصر هى الأصل لوفرنا وقتاً كبيراً يضيع فى المشاكل والمهاترات التى تضيع الوقت والعمل. وما رؤيتك للنهوض بمستقبل المحافظة؟ - الوادى الجديد بصدق هو مستقبل مصر وعنق الزجاجة للاقتصاد المصرى أو على الأقل أحد التروس الداعمة له وبه فرص هائلة فى 6 مجالات استثمارية خطيرة أولها التعدين، وثانياً الثروة الزراعية ثالثاً السياحة، رابعاً الطاقة الشمسية والوادى الجديد تمتلك أكبر نسبة سطوع للشمس فى العالم تؤهلها لتصنيع وتصدير الطاقة الشمسية لأوروبا ويكفى للتشغيل الداخلى، خامساً: الثروة الحيوانية والتى توفر الاكتفاء الذاتى من اللحوم، سادساً: عمل جامعة شاملة صحراوية فى الوادى تخرج مؤهلين للعمل فى مشروعات التعدين والزراعة والسياحة. وبم تنصح من سيتولى المحافظة خلفاً لك؟ - أقول له إن الوادى الجديد أمل مصر وإن لديك مقومات للصناعات التعدينية والطاقة الشمسية عليك أن تستكملها وأن تعمل على منظور المستقبل، وباقى المشاكل حلها ليس اختراعاً وعليه أن ينتقى عناصر حقيقية محترمة من خارج السرب وأن يبذل مجهوداً مضاعفاً ويوفر نصف الوقت للمستقبل والمشروعات الاستراتيجية وعليه أن يستعين بالأكاديميين والعلميين ولا ينتظر الدولة بل عليه أن يبادر هو بالحلول وإقناع المسئولين، وأن يحاول حل مشكلة الحب بين جميع أفراد كتيبته ويجعلهم على قلب رجل واحد. وما خلاصة تجربتك كمحافظ لمحافظة على الحدود؟ - سعيد جداً أن ربنا قدرنى أن أضع خطة بعد شهر ونصف الشهر من قدومى هذه الخطة حلت جزءاً كبيراً من المشاكل اليومية وسعيد بمحاولاتى لإنجاز مشروعات مستقبلية للمحافظة يمكن أن تصنع الحلم لمصر فى مشروعات الطاقة الشمسية والتعدين، علمت أن الجهد الحقيقى لن يضيع وسيصل للناس، وتيقنت أن لو كل وزارة أو محافظة بها 50 شخصاً فقط يحبون بلدهم ستنطلق مصر نحو قمة دول العالم، وعلمت أن أى دولة محترمة تريد أن تقف فى صفوف الدول المتقدمة تحتاج لتشريعات عادلة لا تكبلهم، وعلمت أيضاً أنه يجب إعطاء الحق لأصحابه ومنع ما هو ليس حق حتى لو انقطعت رقبتى. بعد هذا الجهد.. كيف ترى الغد فى ظل الوضع الجديد؟ - أنا أعمل لمصلحة وطن ومواطن وأعمل كأنى أعيش أبداً فى هذا المكان الذى عشقته ووضعت نواة أحلام أتمنى تحقيقها أنا أو غيرى.. أعمل بمنهج اليوم والمستقبل حتى إشعار آخر فأنا خادم للوطن فى أى موقع وأى وقت. وماذا تطلب من الرئيس «مرسى» للوادى الجديد؟ - ليس للوادى الجديد فقط، لكن عليه أن يرسخ مبدأ اللامركزية وإعطاء حرية القرار للمحافظين حتى يستطيع كل محافظ أن ينظم سير العمل بما يتماشى مع رؤية المستقبل وأن يجعل المحافظات الحدودية والوادى تحديداً على أولوية اهتماماته ويتعامل معها على أنها الكنز الكبير والأمل لمستقبل مصر الاقتصادى.