فى محاولة جادة للتصدى لهيمنة التيار الدينى وللقضاء نهائياً عن امكانية عودة النظام القديم أعلن عدد من القوى السياسية والحزبية وحملات حمدين صباحى وعمرو موسى وخالد على، تأسيس «التيار الثالث» لتوحيد صفوف القوى السياسية المدنية واصلاح أخطاء الماضى. شدد مؤسسو «التيار الثالث» على عزمهم الاستمرار فى النضال السياسى لبناء الدولة المدنية فى ظل مرحلة عصيبة يسعى خلالها الاسلام السياسى للاستئثار بالسلطة على حد اعتقادهم. هل نجح هذا التيار فعلاً فى مواجهة هيمنة التيار الدينى، وهل سيستقطب أحزاباً وكيانات سياسية أم ستقتصر على أحزاب مازالت ناشئة والسؤال الأهم ما مدى امكانية تحقيق الوحدة والتوافق بين هذه الائتلافات. يقول أحمد خيرى المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار وعضو مؤسس فى التيار الثالث: فكرة التيار الثالث جاءت مرتبطة بالانتخابات الرئاسية التى أفرزت فصلين الأول التيار الدينى والثانى النظام القديم، الذى أسقطته الثورة لذا بات حتماً وجود تيار ثالث من شأنه كسر فكرة العودة إلي الدولة القديمة الخضوع للتيار الدينى. وأضاف «خيرى»: «حتى لا نكرر مأساة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة وجدنا انه لابد من عمل تكتل قوى يستطيع أن يقدم منافسا قوياً فى أى انتخابات قادمة خاصة أن تجربة الانتخابات الاخيرة علمتنا واظهرت مدى هيمنة التيار الدينى، لذا فنحن فى حاجة لشراكة بين التيارات المختلفة ذات الشعبية فى الشارع لنستطيع التصدى للهيمنة. وعن الخلافات بين مؤسسى التيار الثالث علق خيرى قائلاً: هذا كلام سابق لأوانه ونحن لا نستبعد حدوث خلافات لكننا سنعمل على تلافيها لاننا فى وقت يحتاج الى توحيد الصف مشيراً الى وجود مبادرات عدة من حملات صباحى وخالد على وغيرها تستهدف الوصول الى صيغة وكيان قوى «للتيار الثالث» بما يمكنه من تحقيق الهدف المرجو منه. عن مشاركة الأقباط فى «التيار الثالث» أكد نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الانسان، إن الأقباط ينوون المشاركة في التيار بأعداد كبيرة ليكون بمثابة حائط صد لمن يحاول الهيمنة والاستئثار بالسلطة مشيراً الى ما سيحققه هذا التيار من ثراء فى الرأى وتعدد فى الشارع السياسى بما يحقق توازناً بين التيارات السياسية المختلفة. وأردف جبرائيل: «سنسعى عبر التيار إلي ايجاد نوع من جماعات الضغط لتحقيق أهداف ومبادئ الثورة ولإيقاف هيمنة فصيل سياسى واحد على مجريات الأمور فى البلاد. من جانبه رحب الدكتور محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، بفكرة تأسيس «التيار الثالث» لما بها من تعدد وتنوع فى الرؤى من شأنه التصدى لأى نوع من الاستقطاب سواء من قبل التيار الاسلامى أوالتيار الليبرالى كما كان يحدث فى عهد مبارك مضيفاً: التنوع مهم فى هذه المرحلة لأنه سيثرى العمل السياسى ويزيد من مناخ الحرية والديمقراطية.