وجهت الدكتورة هبة رءوف عزت مدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة والناشطة السياسية، رسالة هامة للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، كإحدى الوصايا الهامة في كيفية إدارة شئون البلاد خلال المرحلة القادمة. وقالت "رءوف" إن "مؤسسة الرئاسة وبناءها أهم من الرئيس"، وعلي الرئيس "مرسي" مجاملة من ساندوه أثناء فترة الانتخابات، بباقة زهور من أموالك الخاصة، منتقداً رد الجميل في شكل إعطائهم مناصب في حقائب وزارية. وأضافت أن الكفاءة شرط أساسي لتولي المناصب التنفيذية، مع مراعاة اختيار الأسماء ذات تنوع جغرافي، فضلاً عن إعطاء الفرصة للكفاءات المهمشة. وقالت إن المصريين في الخارج مستعدون للعودة لو وجدوا من يوظف طاقاتهم ويقدم لهم عروضا معقولة والأهم موارد مالية وإدارية للإنتاج ولدينا أسماء دولية. وأكدت على أن الشعب المصري مستعد لربط الحزام لخوض المصاعب، خاصة إذا شعروا بأن الرئيس والنخبة تعيش همومها، مطالبة بالعدالة الاجتماعية حتي لا تدفع تجاه معركة خصومها اعتادوا نمط حياة الترف. وأوضحت أن رصيدك السياسي في الحزب والجماعة محترم، لكن مشروع النهضة يجب أن يغدو مشروعا وطنا، شاكراً مهندس المشروع بشرط أن يخدم الدولة ليس لجماعة الإخوان المسلمين. وأشارت إلي قيمة العمل وكرامة العامل السبيل الحقيقي للنهضة، ومراعاة الحد الأدنى للحياة الكريمة مسئولية الدولة، ولا بديل عن معالجة خفض الفجوة الطبقية. الإدارة التي تنتج القرار من دوائر متراكبة متقاطعة أفضل من إدارة هرمية تنتج استبداداً لا تدع هدف الإنجاز يضيع ببناء مؤسسات،حسب قولها. وتابعت ابدأ بالاتجاه لدول الجنوب فلديها تجارب مهمة ولتكن أول زيارة لأفريقيا في جولة ترسل رسالة قوية للداخل والخارج و دول حوض النيل لتستعيد مصر مكانتها. وأوصت "هبة رءوف" في التعامل مع الدول يقوم على إدارة القوة وتعظيم المكاسب، والثقة ولا يحتمل التفريط في كرامة الوطن ولا المواطن، مشدداً علي تفعيل السفارات بشكل أكثر قوة. وقالت: علي الرئيس أن يخاطب شعبه خطابات قصيرة مفهومة واضحة تبين التحديات، وتتحدث عن الوفاء بالمسئوليات، ليس في مناسبات قومية فقط. وحذرت من الأقارب والأهل والعشيرة هم الأخطر عليك من أعدائك، بظنهم أن المغانم متاحة، واعظة من الشيطان يخترق التفاصيل الأسرية، قائلة: طالما يعيش في مصر ملايين تحت خط الفقر فليس من حقك أن تقبل البذخ في دوائر السلطة، والبداية بحملة تقشف وإلغاء بنود زينة الفرعون مهم للغاية، علي حد تعبيرها. وشددت"الناشطة السياسية" علي الاهتمام بالشباب أمل الأمة والتعليم قاطرة التنمية، طالبة من "الرئيس" أن يكون ملفه الرئيسي، موصية ببناء المواطن الكريم منذ مرحلة المدرسة بالمُعلم والعلم. وأوضحت أن المصالحة الوطنية واجب وليس ترضية أقلية دينية أو سياسية أو قبائل وعشائر مقترحة بناء جسر للتواصل المباشر معهم. وأشارت "رءوف" إلي الخروج من دولة الأسرار إلى دولة القانون وحق المواطن في الحصول على المعلومات، والتي أصبحت مسألة حاسمة. وطالبت "الرئيس" بتحري مؤسسة العدالة والتي تحتاج إصلاحا جذريا، منتقداً من العدالة البطيئة التي تشكل كارثة حقيقية. واعتبرت وجود قوة ناعمة تستطيع أن تنقذ مصر وأهم أدوات المرحلة الحالية ولها رصيد تاريخي وثقافي فريد، والسياحة أحد مساراته. وقالت"رءوف" إن مصر بها 12 مليون مُعاق وصاحب احتياجات خاصة وملايين المسنين والسياسات الاجتماعية تحتاج تشريعات وتحالفات وشبكات لتمارس دورها في مؤسسة الرئاسة. وتابعت للوطن مساحات ودوائر والتجارب التاريخية أشادت بأن الهوية الفرعية ثراء للوطن والاحتفاء بالتنوع في إطار الوحدة مهم جغرافيا. وانتقدت عدم تداول السلطة في المجتمع قبل الدولة، موضحاً أن الاستبداد طبائع وأدوات، لتفكيكه يحتاج تفعيل دوران المسئولية وحزم المحاسبة. كشفت"الناشطة السياسية" أن أجهزة الدولة قد تعطيك أرقام الاقتصاد وتفاصيل دهاليز السياسة، لكنها لم ترد دعوة المظلوم مشددة علي تقوى الله وعبادتك مفتاح نور البصيرة. وأوضحت أن الثقافة والفهم مسار حياة، مع وقت للقراءة والمتابعة الحرة، محذراً من الخضوع لما هو مسند إليك من تقارير توضع على مكتبك . وأشادت"أستاذ العلوم" بالرأي المعارض الذي يحمل جزءاً من الحقيقة، وتُعرض عمن يخالفك، مطالبة التماس نصيحة الخبير والناصح الأمين من خارج دائرة السلطة.