اعتبر الكاتب سوماس مايلن في مقال له بصحفية "الجارديان" البريطانية اليوم الاربعاء ان أول انتخاب حر لرئيس عربي يجب أن يعزز الثورة في المنطقة".داعيا إلى نشر الربيع العربي إلى "عمق دول الخليج المحكومة حكما استبداديا سلطويا". وقال الكاتب في مقال بعنوان: " تأمين ثورة مصر يكون بنشرها" إن هناك مخاوف من أن الثورة المضادة سحقت وخطفت وحولت الضغط الشعبي المطالب بالحقوق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، الأمر الذي حول الربيع العربي إلى شتاء، قائلا: "أن اختيار رئيس مصر في انتخابات حرة هى الأولى إلى إعطاء قوة دفع جديدة لحركات الاحتجاج المطالبة بالديمقراطية في المنطقة". واعرب مايلن عن اعتقاده بأن الثورة العربية سوف تؤمن فقط عندما تصل إلى الأنظمة السلطوية في دول الخليج العربي. مشيرا الى ان تونس التي نجحت في ربيعها العربي تواجه الفشل الان ، محذرا من تأثير تنظيم القاعدة كان ينمو في بيئة جديدة . واعتبر الكاتب أن المؤسسة العسكرية في مصر هى التي تمثل الثورة المضادة بحلها البرلمان وتوسيع صلاحيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي تحول الرئيس الى منصب صوري ومحاولات العسكري حماية مصالحة الاقتصادية والسياسية بالحفاظ على حق النقض في مجال الدفاع والأمن والموازنة العامة للدولة وتعديل الدستور . واشارت الى ان الاخوان يحاولن تقليد نموذج تركيا الديمقراطية الإسلامية. لكن المجلس العسكري يفضل السيطرة وراء واجهة برلمانية - حيث السياسيين المنتخبين يتحملون المسئولية عن الاقتصاد والجيش يعتني بالبقية. وحذر الاخوان المسلمين من أن انتصار الجيش ، لن يضر بالتغيير الديمقراطي في مصر فقط بل في الشرق الأوسط كله في ضوء مكانة مصر الحيوية في المنطقة. وينصح مايلن الرئيس المنتخب محمد مرسى بحشد قاعدة شعبية من خلفه قائلا له: "أن الطريق الأنجح هو حشد قواعد والتعاون مع العلمانيين المناهضين للنظام العسكري القديم والجديد ، من بينهم ال22% الذين ساندوا الرئيس اليساري حمدين صباحي ،لمواجهة المؤسسة العسكرية في شأن القضايا الديمقراطية الجوهرية ". ويحذر الكاتب من انشغال المعسكر الثوري في مصر بصراع أشبه بمعركة على الطريقة الأمريكية التي تركز على الصراع بين الدين والعلمانية تضيع فيه قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية والاستقلال الوطني. متابعا:" إن القوى الغربية أكثر اهتماما بسياسة الإسلاميين الخارجية وموقفها من إسرائيل ومعاهدة السلام معها". واختتم الكاتب مقاله قائلا: "أن نشر الثورة ضروي لو أريد استمرار التغيير الحقيقي في العالم العربي فالديكتاتوريات السعودية والخليجية التي يساندها الغرب هي محور الحملة الرامية إلى عرقلة أو تسميم الانتفاضات طوال ال18 شهرا الماضية ، وباتت منطقة الخليج بؤرة الثورة المضادة في المنطقة" .