ذكرت صحيفة "ناشيونال جورنال" الأمريكية أن الإجابة علي تساؤلات تتعلق بكيفية تعامل الرئيس المنتخب محمد مرسي مع المجتمع الدولي أكثر من اتخاذ موقف التحدي علي غرار النظام الإيراني وعلي الاختبار غير المسبوق في العالم بشأن كيفية اندماج إحدي جماعات الإسلام السياسي وهي الإخوان المسلمين في النظام المعاصر. وأوضحت الصحيفة أن الإجابة تتعلق بمدي تسليم المجلس الأعلي للقوات المسلحة السلطة بالصلاحيات الرئاسية التي وضعت يدها علي معظمها وتعهدت بشكل غامض وغير واضح علي اعادة تلك الصلاحيات مع الانتهاء من صياغة دستور جديد. وقالت الصحيفة إن مخاطر تتعلق بالدستور الجديد بعد تعهد الرئيس مرسي بتطبيق الشريعة الاسلامية، كما أشار لصحيفة الواشنطن بوست في العام الماضي إلي أن السعودية تعتبر نموذجا جيدا لمصر رغم أن مصر نظامها جمهوري وليس ملكيا. وقالت الصحيفة إنه بالرغم من تصريحات مرسي المناهضة لإسرائيل إلا أنه أوضح أنه ملتزم بالمعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها مصر مع دول العالم وأن لا يعتزم إلغاء معاهدة كامب ديفيد. وقالت الصحيفة إن الدول الأوروبية أو الولاياتالمتحدة لا ترغب في هيمنة المجلس العسكري أو الإخوان علي مقاليد الأمور. ونقلت الصحيفة عن فوزي جرجس الخبير في شئون الشرق الأوسط في كلية لندن للإقتصاد أن الاخوان والمجلس العسكري وصولوا لنقطة تفاهم بشأن الخلافات بينهما حول تسوية دائمة ونهائية موضحا انه يستبعد اعلان فوز مرسي رئيسا منتخبا لمصر بدون صفقة مع العسكري موضحا ان الاخوان سيقومون بأدوارهم السياسية وسيمارسون السياسة دون الصدام مع المجلس العسكري، موضحا أيضا انهم لن يستطيعوا أن يتجاهلوا أو يتناسوا ما حدث لهم حيث سيتحركون في جميع المجالات بشكل عميق مع تفادي اي صدام. وحذر جرجس من أجراس الانذار التي يقرعها اولئك الذين يخشون من اختطاف الاحزاب الاسلامية للسياسة المصرية ويهيمنوا عليها او يقوموا بأسلمة النظام السياسي موضحا أن الاحزاب الاسلامية قد تطورت خلال العقود الثلاثة الماضية ونأوا بأنفسهم عن الاهداف المثالية الاسلامية ومنها اقامة دولة اسلامية.”وقال ان الواقع السياسي يوضح ان الاسلاميين يدركون أهمية التوازن مع الجيش الذي لن يتهاون في الرد بقوة علي اي تحرك وعمل متهور.موضحا ان المعارك الكبري بشأن مستقبل مصر لم تندلع بعد وان هناك كثير من الغبار لكنه لم يجعلنا لانري الواقع أو يحجبه عنا . وقالت الصحيفة انه لم يكن مفاجئا أن يكون موقف ادارة اوباما حذرا بشأن اعلان فوز مرسي حيث دعمت تولي الاخوان الرئاسة لكنه في نفس الوقت ليس علي حساب المجلس العسكري وهو مايفسر مأزق واشنطن في عدم دعمها للإعلان الدستوري المكمل الذي قلص صلاحيات الرئيس ولحل البرلمان . واشارت الصحيفة إلي تهديد فيكتوريا نولاند المتحدثة بغسم الخارجية الأمريكية خلال تصريحات لها الأسبوع الماضي من واشنطن سوف تعيد النظر في علاقتها مع مصر في حالة عدم تسليم المجلس العسكري السلطة كاملة للرئيس المنتخب والسماح بإجراء انتخابات برلمانية جديدة ثم التزم المسئولون الامريكيون الصمت حتي مطالبة وزير الدفاع ليون بانيتا في 15 يوينه بضرورة تسليم السلطة . وقالت الصحيفة انه بالرغم من الحكمة التي اتسمت بها السياسة الأمريكية تجاه الأوضاع في مصر وخاصة نتائج الانتخابات الرئاسية سواء من جانب المسئوليين الامريكيين من انصار اليمين المتطرف او من الذين يخضعون لضغوط اللوبي اليهودي ؛الإ ان الولاياتالمتحدة لم تجد اي خيار امامها بشان التعامل مع الاخوان المسلمين أو الأحزاب الاسلامية وادرك مسئولون ذوي الرؤي المتطرفة أن العالم العربي يمكن أن يجد طريقا للديموقراطية عبر الاسلام السياسي . وقالت الصحيفة انه من المحتمل أن الولاياتالمتحدة تحملت بعد التحولات المخيبة للآمال لجماعات الإسلام السياسي وكما قال الباحث ريتشارد بوليت في جامعة كولومبيا ان الوصول لوسائل تزاوج القيم الاسلامية التقليدية مع المؤسسات الاقتصادية والديموقراطية يعتبر تحديا لن يتم التعامل معه بعد واشارت الصحيفة إلي ان افضل امل هو ان تأخد الأحزاب الاسلامية مسار الاحزاب الديموقراطية المسيحية في أوروبا .