تشهد بطولة كأس الأمم الأوربية "يورو 2012" التي تستضيفها أوكرانيا وبولندا صراع من نوع خاص على لقب هداف البطولة بين العديد من النجوم الذين خطفوا الأضواء في اليورو. ورغم العقم التهديفي الواضح في البطولة واختفاء الانتصارات الكبيرة في مباريات اليورو وغلبة الفكر الدفاعي على منتخبات البطولة إلا أن صراع الهدافين يشهد منافسة شرسة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الأسباني وماريو جوميز قناص المنتخب الألماني ونادي بايرن ميونيخ اللذين أحرزا ثلاثة أهداف قبل بدء منافسات الدور نصف النهائي للبطولة بعد غدٍ الأربعاء بعد خروج المنافسين الروسي آلان داجوزيف والكرواتي ماندوزكيتش من اليورو. رونالدو الذي قدم موسماً خيالياً مع ريال مدريد واحتل وصيف هدافي الدوري الأسباني برصيد 46 هدفاً خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة يأمل الفوز بلقب هداف اليورو رغم معاندة القائم للنجم البرتغالي المتمكن وتصديه لأكثر من خمسة أهداف محققة له على مدار الأربع مباريات الأخيرة للبرتغال. رونالدو سجل 29 مرة في اللقاءات الأربعة منها خمس مرات في القائم وعرف ثلاث تسديدات طريق المرمى منها ضربة رأس رائعة قاد بها البرتغال لعبور التشيك في دور الثمانية. واقترب رونالدو من الإنفراد بلقب الهداف التاريخي للبرتغال في كأس الأمم الأوروبية بعدما تساوى مع مواطنه المعتزل نونو جوميز في الصدارة برصيد ستة أهداف لكل منهما. وأحرز رونالدو ستة أهداف في نسخ اليورو 2004 ، 2008 ، 2012 وهي نفس الأهداف التي أحرزها جوميز خلال مسيرته في اليورو مع البرتغال . ويحتل رونالدو المركز الثالث في قائمة هدافي اليورو عبر التاريخ ويتفوق عليه الإنجليزي ألان شيرار برصيد 7 أهداف والفرنسي ميشيل بلاتيني برصيد 9 أهداف. ولا تتوقف طموحات رونالدو خلال اليورو على لقب الهداف فقط بل يسعى للفوز بلقب أفضل لاعب بالبطولة وقيادة منتخب بلاده للقب لأول مرة في تاريخه أملاً في الفوز بالحذاء الذهبي كأفضل لاعب على مستوى العالم للعام الجاري. في المقابل ، يطمع جوميز في إحراز المزيد من الأهداف إلا أن مشاعر القلق بدأت تنتاب ناطحة السحاب الألمانية بعد المفاجأة غير السارة التي قدمها له مدربه لوف في لقاء اليونان الأخير بالإبقاء عليه احتياطياً رغم الاعتماد عليه أساسياً طيلة مباريات المجموعة الثانية وكونه هداف الماكينات. في المقابل ، تبدو ظاهرة لافتة للنظر خلال اليورو تتمثل في سقوط الهدافين المخضرمين الذين توقع لهم البعض التألق ورغم جهود بعضهم لتقديم مستوى يليق بتاريخهم فالتشيكي باروش هداف يورو 2004 لم يحرز أي هدف وقرر الاعتزال دولياً عقب الخروج على يد البرتغال بينما أحرز شيفيشنكو هدفين في أول مباريات منتخب بلاده أوكرانيا ثم صام عن التهديف وقرر الاعتزال أيضاً دولياً عقب الخروج من دور المجموعات ولم يقدم أرشافين مهاجم روسيا الأداء المتوقع ولم يسجل أيضاً وافتقد ثنائي المنتخب الهولندي فان بيرسي هداف الدوري الإنجليزي وكلاس يان هنتلار هداف الدوري الألماني للحاسة التهديفية وأحرز بيرسي هدفاً وحيداً كما ظهر روبن بمستوى ضعيف ولم يقدم أيضاً الايرلندي روبي كين المستوى المأمول وكان الأكثر وقوعاً في مصيدة التسلل ست مرات.