أيام قليلة تفصلنا عن قمة جامعة الدول العربية في دورتها الثلاثين، التي تستضيفها تونس نهاية مارس الجاري، وذلك للمرة الأولى عقب اندلاع الثورة التونسية المعروفة ب"ثورة الياسمين"، وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه الصراعات عربيًا وتتباين المواقف إزاء مختلف القضايا العربية الشائكة. وتستضيف تونس أعمال الدورة العادية الثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة، خلال الفترة من 26 إلى 31 مارس 2019، ومن المقرر أن تكون قضايا الارهاب وفلسطين وليبيا وسوريا واليمن، على رأس المحاور التي سيتم مناقشتها من خلال القادة العرب خلال الاجتماعات التحضيرية والقمة. ومن المتوقع أن تشهد القمة حضوراً بارزاً من خلال القادة العرب تتجاوز معدلات الحضور في القمم السابقة، حيث أكدت غالبية دول الخليج مشاركتها في القمة رغم، ومن المحتمل أن تحضر جميعاً، حيث وقد أعربت أغلب الدول العربية الأخرى عن عزمها المشاركة في القمة، على غرار الأردن ومصر. فيما وتنعقد الاجتماعات التحضيرية في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في منطقة البحيرةبتونس العاصمة. ويعقد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يوم الأحد 31 مارس 2019 بقصر المؤتمرات بالعاصمة، ولكن الكثير من القمم التى تنعقد فهل ستلبى هذه القمم رغبات ومتطلبات الشارع العربى خاصة ماتمر به المنطقة من أزمات. تونس تقوم بتدشين موقع رسمي للقمة أطلقت تونس موقع إلكتروني رسمي لقمة تونس، www.arabsummit2019.tn ليشمل كافة المعلومات الخاصة باجراءات التسجيل والحصول على الاعتمادات والتغطية المباشرة لأعمال الاجتماعات. فيما ونشر الموقع البرنامج المفصّل للقمة وهو كالآتي: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ الثلاثاء 26 مارس 2019 اجتماع كبار المسؤولين التحضيري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ الإربعاء 27 مارس 2019 اجتماع المندوبين الدائمين. ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ الخميس 28 مارس 2019 الاجتماع الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي اليوم الرابع الجمعة 29 مارس 2019 اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة. اليوم الخامس السبت 30 مارس 2019 استقبال القادة العرب. اليوم السادس الأحد 31 مارس 2019 اجتماع القمّة العربية أبرز الملفات المطروحة ومن جانبه قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية المنعقدة بتونس غدا، قمة سنوية تم التحضير لها، وهناك العديد من التدخلات فى شئون الدول عربية معينة، موضحا أن القضية الفلسطينية هي القضية العربية المركزية. وأضاف "بيومى"، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" ، لفت إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه القادة العرب سيتم التطرق اليها خلال القمة العربية الثلاثين التي ستستضيفها تونس 31 مارس الجاري، خاصة الوضع في اليمن وليبيا وسوريا ، بالإضافة الى الموقف السلبى الامريكى تجاه القضية الفلسطينية وتطوير منطقة التجارة العالمية وتحرير رؤوس الاموال وتحرير تجارة الخدمات لتنظيم وترتيب السوق العربية المشتركة وتنظيم حق انتقال الافراد من مكان لأخر لتشجيع الاستثمارات فى المنطقة العربية. واشار مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان احتمالات عودة سوريا للجامعة العربية ضعيفة للغاية، موضحا ان السفارة السورية بمصر تعمل بشكل جيد، مشيرا الى ان الاطراف السورية لم تحاول الجلوس على مائدة التفاوض . وقال السفير محمد العرابى ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن توقيت انعقاد القمة العربية بتونس يأتى فى وقت حرج ، نظرا لما بتمر به المنطقة العربية من ازمات حيث أن هناك الكثير من التغيرات التى تمر بها المنطقة العربية على رأسها أزمة هضبة الجولان وقضية القدس . وأضاف "العرابى"، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، ان هذه القمة مطالبة بحل الكثير من القضايا مثل التضامن العربى وملف عودة سوريا للجامعة العربية والقضية المركزية للعرب وهى عودة القدس والارهاب وطرق تمويله، اضافة الى الموقف الامريكى من قضية الجولان مؤخرا مؤكدا ان نجاح القمة يتوقف على نسبة التمثيل من قبل القادة العرب. وقال خميّس الجهيناوي وزير خارجية تونس، في كلمة بالدورة ال 151 للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إن تونس تواصل استعداداتها وتحضيراتها على مختلف المستويات، بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لاحتضان القمة العربية. وأضاف الجيهيناوي على أن "القضية الفلسطينية العادلة تظل في صدارة أولوياتنا، في ظلّ استمرار الاحتلال ومواصلة المخططات المستهدفة للوضع التاريخي والقانوني للقدس، والرامية إلى إفشال كلّ جهد أو مبادرة لاستئناف العملية السلمية وتحقيق السلام العادل والشامل، الضامن لاستقرار المنطقة وأمنها". وأبرز الجهيناوي أن "تحقيق التسوية السياسية الشاملة في ليبيا، يبقى من أهم المسائل التي تستوجب تضافر الجهود من خلال مساعدة الأشقاء اللّيبيين على تجاوز الخلافات وتغليب المصلحة العليا لبلدهم، لإنهاء الأزمة عن طريق الحوار البناء والتوافق، ضمن المسار الذي ترعاه الأممالمتحدة ووفق مقتضيات الاتّفاق السياسي". أما بالنسبة إلى الوضع في سوريا، فقد جدّد وزير الخارجية التونسي الدعوة لتكثيف الجهود لتسريع مسار تحقيق التسوية السياسية للأزمة القائمة منذ سنوات، بما يضع حدّا لمعاناة الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة بلده وسيادته ويعيد له الأمن والاستقرار. وفي ظلّ تواصل الوضع المتردّي في اليمن وما تسبّب فيه من تهديد لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وعموم منطقة الخليج العربي، جدّد الوزير موقف تونس الداعي إلى مواصلة الجهود من أجل التّوصّل إلى حلّ سياسي لهذه الأزمة، يعيد الشرعية وينهي معاناة الشعب اليمني، ويحفظ وحدة اليمن واستقلاله، على حدّ تعبيره. وأشار خميس الجيهيناوي الى أن الإرهاب يظل من أخطر التهديدات المحدقة بأمن واستقرار المنطقة والعالم رغم الجهود المبذولة والنتائج الهامة التي تحققت في محاربته على مختلف المستويات. داعيا إلى ضرورة مواصلة تكثيف التعاون والتنسيق لاستئصال هذه الآفة من جذورها، والتصدي لكل تيارات التطرف والعنف، التي تهدّد البلدان العربية. واعتبر انه "لا بدّ من العمل على وضع مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد الأمنية والثقافية والتنموية في معالجة الأسباب المرتبطة بظهور هذه التيارات المدمرة واستشرائها، وذلك تحصينا لمجتمعاتنا وتعزيزا لأمننا القومي". وقال إن مواجهة مختلف التحديات الماثلة والتصدي للتهديدات المحدقة بالمنطقة، تستوجب تعزيز منظومة العمل العربي المشترك من خلال تسريع واستكمال مسار إصلاح جامعة الدول العربية ومختلف أجهزتها، بما يضفي مزيدا من النجاعة على أدائها في التعاطي مع قضايانا وشؤون منطقتنا، خاصة في ظل عالم تمثّل فيه التكتلات والتجمعات الإقليمية السمة الأبرز. وختم وزير الشؤون الخارجية كلمته بالتأكيد على "تجديد تونس إلتزامها وهي تتهيّأ لاحتضان القمة العربية، بمواصلة العمل مع كلّ أشقّائها من أجل تعزيز التضامن، والإسهام في كلّ جهد يرمي إلى النهوض بأوضاع منطقتنا وخدمة قضايانا وتحقيق تطلعات شعوبنا".