هذا المقال انتهيت من كتابته في الساعة الواحدة من ظهر أمس السبت، ويتردد أن اللجنة العليا للانتخابات سوف تعلن اسم الرئيس المنتظر مساء (مساء السبت) أو في أي ساعة اليوم الأحد، ويتوقع البعض أن يكون د.محمد مرسى هو الرئيس المنتخب، وترجح بعض المؤشرات أن د.مرسى هو الذي حصل على النسبة الأعلى من الأصوات، ومهما تكن النتيجة المنتظرة، أعلن أنني ضد د.محمد مرسى، وضد توليه منصب الرئاسة، وأنني سأظل على موقفي منه ومعارضتي له طوال فترة حكمه إذا فاز لا قدر الله بكرسي الرئاسة، ورأيي هذا ليس كراهية فى الرجل أعوذ بالله، ولا عدم احترام لقدراته أو تاريخه، بل لأسباب عدة، منها: أننى ضد أى أجندة دينية سياسية، والأهم من استغلال الدين للوصول إلى كرسي الرئاسة، أن د.محمد مرسى حصل على هذه الأصوات بسبب الأمية، ونظن ان الذى سيصنف الأصوات التي انتخبت مرسى سيتضح له أن معظمها من الأميين الذين لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، وهم من الباعة الجائلين وعمال اليومية والتراحيل وغيرهم من الشرائح الأمية والجاهلة بالمجتمع، وسيتضح من فحص الأصوات كذلك أن أغلبها يعود إلى ربات البيوت، حيث استغلوا أمية وجهل السيدات ودفعوهن إلى التصويت له، وبالطبع كما سيتضح من التصنيف أن هذه الشريحة من المواطنين هى التى صوتت بالفعل لمحمد مرسى، ونحن نعلم جميعا كيف دارت المعركة الانتخابية، وكيف تم شحن العامة وربات البيوت فى أتوبيسات وميكروباصات إلى اللجان، وتردد بقوة أن هذه الفئات من الأميين وربات البيوت ذهبوا إلى الصناديق بعد توزيع كراتين تحتوى على سكر وزيت وأرز ومكرونة وبعض المبالغ المالية، على الجانب الأخر نظن أن الذين رفضوا التصويت لمرسى كانوا من المتعلمين، وسيتضح ان نسبة الحاصلين منهم على شهادة جامعية كبيرة جدا، وهذا يعنى ببساطة أن معظم الأصوات التي حصل عليها مرشح جماعة الإخوان المسلمين، هي لمواطنين أميين لا يجيدون القراءة والكتابة، وأغلبهم من السيدات ربات البيوت، ويعنى أيضا ان هذه الأصوات لم تكن حرة وهى تختار مرشحها، فقد أجبرها الفقر والجهل على بيع أصواتهم مقابل كرتونة ومبلغ مالى يطعمون به أولادهم. وهذه الأصوات ولها كل الاحترام والتقدير تفرض علينا أسئلة على قدر كبير من الأهمية، إجابتها تحدد الخريطة السياسية للوطن، منها: هل الأميون الذين لا يجيدون القراءة والكتابة هم الذين سيختارون لمصر برلمانها ومحلياتها ورئيسها؟، هل ربات البيوت هن اللاتي سيحددن من يدير ويحكم مصر؟، هل ستخضع الأقلية المتعلمة والمثقفة لاختيار الأميين؟، هل سيقبل الطبيب والمرشد السياحى والمهندس والاعلامى والطيار والمدرس والمحاسب أن يختار له عامل التراحيل والبواب والبائع المتجول وبائعات الخضار من يحكم البلاد؟، هل الأغلبية الأمية والجاهلة هى التى سترسم الخريطة السياسية لمصر؟، إلى متى سيتم اختيار من يديرون مصر ويتولون المناصب القيادية بها من خلال شخصيات فقيرة تبيع أصواتها من اجل إطعام أطفالها؟، لماذا ينفق علينا كل هذه الأموال لكي نتعلم وفى النهاية لا نختار من يحكمنا؟. قد يرى البعض أن الذين يبيعون أصواتهم مقابل مبلغ مالي أو كرتونة من الزيت والسكر والأرز والمكرونة ليس بالضرورة من الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، وقد يكونون من بين المتعلمين الذين حصلوا على شهادات تعليمية مختلفة، وقد يرى البعض أنه ليس بالضرورة أن كل الذين لا يجيدون القراءة والكتابة ولا جميع الفقراء قد باعوا أصواتهم، وبينهم المئات والآلاف الذين تمسكوا بكبريائهم وصوتوا بدون مقابل لمرسى أو لشفيق. بالطبع نحن نتفق مع جميع هذه الآراء، ونؤكد على عدم التعميم، لكن يجب أن نعترف بأن مصر بالفعل تعانى من ظاهرة أغلبية الأميين ومشكلة استغلال فقرهم وأميتهم في اختيار البرلمان ورئيس الجمهورية، ولهذا أقترح ونحن على أبواب كتابة دستور جديد للبلاد، أن نقصر المشاركة السياسية، سواء بالترشح أو بالتصويت، على الحاصلين على شهادة تعليمية، لا تقل عن شهادة الثانوية العامة أو مايعادلها، لأنه ليس من المعقول ولا المنطقي أن يرسم الأمى للمتعلم مساره، وليس من المقبول أن ترفض قوانين الدولة(كما قال البعض) استخراج رخصة قيادة للأمى خوفا على حياة المواطنين، وتمنح نفس القوانين لهذا الأمى الحق فى اختيار من يقود البلاد ويديرها؟.