مع تزايد الادلة على وجود قوى إسلامية متشددة بين صفوف المعارضة السورية يزداد قلق المسؤولين الأوروبيين من احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي الجماعات المتمردة التي قد تمثل خطورة على المصالح الغربية بما في ذلك تنظيم القاعدة. وعبر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن مخاوف الولاياتالمتحدة من أن تجد صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف طريقها الى الصراع في سوريا. ويعتقد خبراء مخابرات أن مئات إن لم يكن آلاف من هذه الأسلحة سرقت من ترسانات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وتباع في السوق السوداء بالشرق الأوسط. وقال بانيتا أمس الخميس "أعتقد أننا نستطيع ان نقول إن لدينا مخاوف بشأن الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف التي تخرج من ليبيا. كانت لدينا وجهة نظر بأن من المهم تحديد أين تذهب هذه الصواريخ وليس همنا الوحيد هو أن بعضها يمكن ان يصل الى سوريا وإنما الى أماكن أخرى ايضا." وأضاف بانيتا أنه لم يطلع على معلومات مخابرات مباشرة حتى الآن تشير الى أن هذه الصواريخ شقت طريقها الى سوريا. ولم يذكر المتمردين على وجه التحديد باعتبارهم متلقيها المحتملين. لكن مسؤولين من الولاياتالمتحدة ودول حليفة لها عبروا عن هذا القلق لكنهم قالوا إنه ليست لديهم أدلة على أن مقاتلي المعارضة السورية حصلوا على صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف. ولا تشعر الولاياتالمتحدة بالقلق بشأن الأسلحة وحسب وإنما الجهات التي ستتلقى هذه الأسلحة. وتشير مصادر رفيعة المستوى في عدد من أجهزة المخابرات الوطنية الى تزايد الادلة على أن إسلاميين متشددين منهم تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له وغيرها من الجماعات السنية المتشددة وحدوا صفوفهم مع معارضي حكومة الرئيس بشار الأسد. وقال بروس ريدل الضابط السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) الذي كان مستشارا للرئيس باراك أوباما في مجال مكافحة الإرهاب إن تنظيم القاعدة وغيره من المتشددين "منخرطون بعمق" مع القوات المناهضة للأسد. وأشار الى تصريحات شخصيات كبيرة بتنظيم القاعدة منها زعيم التنظيم ايمن الظواهري الذي حث مقاتلي المعارضة السورية من السنة على قتل من ينتمون للأقلية العلوية التي ينتمي لها ايضا الاسد. وقال مصدر حكومي غربي إن جماعة النصرة المرتبطة بجناح تنظيم القاعدة في العراق مسؤولة على الاقل عن بعض الاعمال الوحشية التي وقعت في سوريا. وأضاف المصدر أن الجماعة اكدت علنا دورها في عمليات القتل. ولعل المخاوف من أن تصل أسلحة متطورة الى جهة غير موثوقة من مقاتلي المعارضة السورية أحد الأسباب في حذر واشنطن من تعميق التدخل الامريكي في القتال. وقال مسؤول أمريكي "هذا منطقي لأنه اذا كانت هناك اي دولة بالشرق الاوسط تبحث في تقديم اسلحة للمعارضة السورية فإنها ستتبنى نهجا مدروسا وتفكر مرتين قبل تقديم أسلحة يمكن أن تؤدي الى عواقب غير مقصودة." غير أن مسؤولي الولاياتالمتحدة وحلفاءها يقولون إن نظراءهم في السعودية وقطر بحثوا كيف يمكن أن يستخدم معارضو الأسد الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف لإسقاط الطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الجيش السوري لإعادة نشر قواته بسرعة بين مناطق الاضطرابات. لكن هذه الصواريخ يمكن استخدامها ضد أهداف اخرى منها الطائرات المدنية وهو أحد أسباب مخاوف الولاياتالمتحدة والحلفاء. وبعد أن غزا الاتحاد السوفيتي افغانستان وفرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) بدعم من السعودية صواريخ ستينجر التي تطلق من على الكتف للمقاتلين الإسلاميين الذين كانوا يسعون لإخراج القوات السوفيتية. ولعبت الصواريخ دورا مهما في هزيمة السوفيت في افغانستان لكنها اصبحت ايضا مصدر إزعاج لوكالات مكافحة الارهاب الامريكيةوالغربية حين تحول المقاتلون المناهضون للسوفيت الى فصائل مسلحة مناهضة للغرب بما في ذلك تنظيم القاعدة. ويعترف مسؤولون امريكيون ومن دول حليفة بأن السعوددية وقطر تمدان مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة. لكنهم يقولون إن الأسلحة التي وصلتهم حتى الآن غير متطورة. وقال مصدر من حكومة حليفة إن من الواضح أن اثرياء من قطر والسعودية يساعدون في تمويل الجماعات المناهضة للأسد. وتنادي السعودية بإسقاط الأسد. وفي وقت سابق من العام الحالي قال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي امام مؤتمر دولي إن نظام الاسد فقد شرعيته وأصبح مثل سلطة احتلال مضيفا أنه لا يوجد مخرج من الازمة سوى نقل السلطة اما سلميا واما بالقوة. وفي يناير كانون الثاني ذهبت قطر الى ابعد من ذلك حين قال اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لبرنامج 60 دقيقة الذي تذيعه شبكة (سي.بي.إس( التلفزيونية إنه يجب إرسال قوات عربية "لوقف القتل" الذي تمارسه قوات الأسد. وقال مسؤول أمريكي بحث القضية مع ممثلين للسعودية وقطر إن الأسلحة التي ترسل لمقاتلي المعارضة السورية حاليا أغلبها اسلحة صغيرة ستمكن معارضي النظام من "حماية اطفالهم". لكن إرسال صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف سيمثل تصعيدا خطيرا. ويحث اعضاء بارزون بالحزب الجمهوري الأمريكي على زيادة كبيرة في المساعدات الامريكية لمعارضي الأسد ويشمل هذا إرسال أسلحة وربما تدخل عسكري امريكي محتمل. وخلال مؤتمر استضافه موقع بلومبرج جوفرنمنت الالكتروني امس الخميس قال السناتور الامريكي جون مكين إن سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحذرة فيما يتعلق بمقاتلي المعارضة السورية "مخزية" وحث على زيادة ملموسة في التدخل الامريكي. وقال مكين "ماذا نفعل اذن؟ اولا ندافع عنهم. ثانيا نعطيهم اسلحة. ثالثا ننشيء ملاذا مع حلفائنا دون أن نرسل جنودا ونستخدم قوتنا وقوة حلفائنا الجوية لحماية تلك المنطقة ونساعد هؤلاء الناس في قتال عادل." غير انه في نفس المؤتمر حذر مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب قائلا "لسنا في وضع جيد اليوم لتحديد هوية كل الجماعات وكل الفصائل ومن الذي سيفوز بهذا القتال على القيادة." وقالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس إن عددا صغيرا من ضباط وكالة المخابرات المركزية الامريكية أرسل الى جنوب تركيا لمساعدة حلفاء الولاياتالمتحدة في تحديد اي عناصر المعارضة السورية هي التي يجب أن تتسلم الاسلحة. ومفهوم أن الولاياتالمتحدة تمد معارضي الاسد بمساعدات غير فتاكة مثل التمويل واجهزة الاتصال وربما يشمل هذا معدات مراقبة. وقالت صحيفة التايمز إن إدارة أوباما أحجمت عن إمداد مقاتلي المعارضة بمعلومات مخابرات مثل الصور التي تلتقطها الاقمار الصناعية بشأن انشطة قوات الاسد. وحذر ريدل من أن السلطات القطرية ربما لا تكون انتقائية بشأن نوعية مقاتلي المعارضة التي تريد إمدادها بالأسلحة غير أنها ستحاول تجنب وصولها لتنظيم القاعدة بشكل مباشر. وقال ريدل "لا أعتقد أن قطر والسعوديين قلقون بقدرنا بشأن الصواريخ سطح جو.