سأجيبه لاحقاً ، ولكن بعد إجابة السؤالين التاليين. ماذا يريد المجلس العسكرى؟ لا أملك إلا التحليل ومن ثم مخرجاتى ستكون ظنية ، ولكنى سأجتهد منطلقاً من حالة مصرية مشهودة ، ونظام سابق فاسد خبرناه ، ونظام حالى مازالت إشتباكات عديدة تربطه بالنظام السابق ودواوينه التى مازالت قائمة ، ومن هنا سنجيب وبإيجاز قافزين فوق التفصيلات التى تعيها الخاصة. 1 تأمين مصر ، داخلياً وخارجياً. 2 تأمين شخوصه ، من أى مساءلة محتملة. 3 الاحتفاظ بمؤسسات الجيش ، التى تعمل فى نطاق التصنيع العسكرى ، والأخرى الخادمة للجيش والعاملة على التوازى فى القطاع المدنى. 4 الاحتفاظ بنمط تعاطى النظام السابق مع ميزانية الجيش. هل يعى الجيش أن تأمين مصر داخلياً وخارجياً ، بعد ثورة يناير ، له إرتباط وثيق بالاستقرار السياسى والرضاء الشعبى؟ إجابتى الأولى هنا هى ، أننى لا أدرى مدى حضور هذا لديه بالقدر الذى لا يجعله يتخطاه أو يهمشه أو يجتزؤه. أما إجابتى الثانية فهى ، أنه يجب أن يعى هذا ، ويجب أن يقتنع بهذا ، وأنه لا مفر من هذا ، وهنا الأمر مرتبط بمدى قدرات القوى السياسية على التأثير ، المرتبطة بقدراتها على الضغط السلمى ، والمهم أيضاً بمدى وعى القوى السياسية ورشادها ، واعتمادها للتوازنات والمواءمات ، فى تعاطيها مع هذا الشأن الهام ، المرتبط بأدوار ذات شأن عظيم للقوات المسلحة ، وبتحديات أمننا القومى. وبالمناسبة ، من المهم أيضاً ، أن تعى القوى السياسية ، أن ليس المجلس العسكرى يمثل المفردة الرئيسة فى الدولة العميقة ، أو ليس بمفرده الرئيس فى ذلك. وبعد ، وقبل أن أجيب على السؤال الأول ومنطوقه ماذا نريد؟ ، أود أن أوضح أننى أقصد به ، أن ماذا نريد نحن جميعاً ، وليس القوى السياسية وحدها ، وليس القوى السياسية التى تمثل الأغلبية وحدها ، بل هذه وتلك ومعهما الحشود ، ليست الثورية وحدها ، بل وأهلنا الطيبين الواجب إستقطابهم بإيصال الرسائل الصحيحة إليهم البسيطة والواضحة ، للحصول على تأييدهم عبر توضيح حصاده لهم ، وباعتبارهم أصحاب الحصاد فى النهاية ، بإذن الله. والآن سأغير منطوق سؤالى الأول ، من ماذا نريد؟ بعد أن وضح فى سياق إجابتى على السؤالين السابقين ، أننا نريد أن تحتضن الدولة المدنية ، المؤسسة العسكرية ، لكى تكون فى نطاقها ، ونحسم هذا الأمر ، حتى ننتقل لبقية الهيئات والدواوين ، ولكى ننهض بما ينتظره الوطن وينتظره الناس ، لذلك سأطور سؤالى إلى : ماذا علينا أن نفعل ، لتحقيق ما نريده؟ 1 أن نعظم تأثيرنا ، وأن يكون هدفنا ألا نخسر معركة سياسية مطلقاً. 2 أن نفحص الأمر بأسلوب علمى ، وأن يكون نهجنا وسلوكنا ، علمى. 3 أن نعى دور وأثر وتغلغلات «الدولة العميقة» ، ومن ثم مفتاحها ، وأن يجب ألا نستخف أو أن نبسط هذا الأمر عند تدبرنا له ، لأنه فى غاية التعقيد والتفريعات والاشتباكات. 4 أن نعتمد التوازنات والمواءمات فى تعاطينا ، ومن ثم نقتحم مباشرة موضوع التحصين ، فى المقايضة القنونية ، مع إيجاد حل مرضٍ لحقوق الشهداء والمصابين. محسن صلاح عبدالرحمن