نشرت مجلة "تايم" الامريكية اليوم الاثنين مقالاً عن مسألة خلافة العهد في المملكة العربية السعودية في اعقاب وفاة ولي عهدها الامير نايف بن عبد العزيز. قالت المجلة "في الوقت الذي تعلن فيه السعودية الحداد على ولي عهدها الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، من المحتمل ان تكوم هناك زفرات من الحزن، فضلا عن تنهدات ارتياح سرية. وغادر الأمير نايف، 78 عاماً، السعودية أواخر الشهر الماضي من أجل فحوص طبية روتينية وإجازة في مكان غير معروف. وتوقع المسؤولون الحكوميون الذين قالوا إن صحته جيدة حتى 3 يونيو الحالي عودته إلى السعودية "قريبا". وجاءت وفاة الامير نايف الذي كان يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية بعد ثمانية شهور فقط من وفاة أخيه ولي العهد السابق، الأمير سلطان بن عبد العزيز، عن 86 عاما. وأثار تعيين نايف وليا للعهد العام الماضي جدلا في بعض الأوساط، خصوصا بين الجيل الاكثر شبابا من القادة المحتملين الذين اعتبروه أكثر محافظة من الناحية الاجتماعية وأقل ميلا للإصلاح من أخيه الملك. وكانت هناك مخاوف من أنه لو تسلم العرش فسيلغي بعض إصلاحات الملك، مثل التعهد بأن تتمكن النساء من التصويت والترشح في الانتخابات المحلية المقررة عام 2015. لكن موت ثاني ولي عهد خلال اقل من 8 شهور يهدد الاستقرار الهش في المملكة. وسيواجه الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي وهو في السابعة والثمانين عاش أطول من وليين للعهد، قرارات صعبة عليه اتخاذها خلال الأيام المقبلة عند إشرافه على تعيين ولي العهد الجديد. ومن المحتمل ان يتم اختيار الاخ الثالث للملك عبد الله، الامير سلمان، 75 عاما، وهو امير الرياض السابق وزير الدفاع الحالي، مع أن الأخ غير الشقيق للملك مدير الاستخبارات الخارجية الأمير مقرن، 68 عاما، مرشح أيضا. ولكون معظم الورثة المباشرين للعرش يتوكأون على العصي ويخضعون لعمليات تركيب بدائل لعظام الحوض، أو يجلسون في كراسي متحركة، فإن من الممكن اعتبار القصور السعودية بيوتا للمسنين. ومن المحتمل أن تشهد العقود المقبلة في السعودية سلسلة من الجنازات واحتفالات التتويج، في الوقت الذي يدور فيه المنصب الاول في اكبر دولة منتجة للنفط في العالم بين افراد جيل كان له دور في تأسيس المملكة أكثر من دوره في مستقبلها. ومع تنقل التاج من رأس إلى رأس، فمن المتوقع أن تتباطأ مسيرة الإصلاح والتقدم في عدة مجالات ما تزال مرتبطة بالقرن الماضي. وقد توفر قبضة العائلة المالكة الاستبدادية القوية استقرارا على المدى القصير، ولكن مع كون نصف السكان تحت سن الثامنة عشرة، ومع كون جميع افراد قيادتها فوق سن ال 70 عاما، فانه يبدو من الحتمي ان تتصاعد التوترات". وهناك بعض التكهنات القائلة ان من الممكن ان يشارك في السباق امير مكة الامير خالد بن الفيصل الذي يحظى بشعبية. ولكونه في ال71 من العمر، فانه يمكن ان يكون في النطاق الاوسط من طيف سن الخلافة، ولكن مركزه كحفيد للعاهل المؤسس للمملكة السعودية الحديثة الملك عبد العزيز، وليس احد ابنائه، يمثل تغييرا ثوريا ستكون له مضاعفات ليس في المناصب العليا لقادة المملكة فحسب، لكنه قد يفتح الباب امام جيل اكثر شبابا وتقدما لتولي مناصب وزارية مهمة. وماذا عن الجيل الاكثر شبابا بين الحكام السعوديين؟ مما لا ريب فيه انه يجب اخذ المواهب في الاعتبار. الا ان وجود عدد يتجاوز 22 ألفا من أحفاد العائلة الملكية الاساسية يتطلعون الى مناصب ومراكز، يعني ان من غير المحتمل ان تسير عملية الخلافة من دون صعوبات. فطالما بقي ابناء عبد العزيز في السلطة، فان عملية الانتقال ستتم بطريقة منظمة نسبيا، حسب قول غريغوري غوز، استاذ العلاقات الدولية في جامعة فيرمونت والمتخصص في عالم الحكومة السعودية الغامض. "ولا بد لها ان تنتقل ذات يوم الى الجيل التالي. وستكون بعض شرائح العائلة افضل حظوظاً، بينما تُهمش شرائح اخرى. وهو ما يضفي تعقيداً على الوضع". اذ يفتح هذا الباب امام امكانية حدوث انقسامات في صفوف العائلة وتعبئة سياسية وسياسات جماعية – وبكلمة اخرى، ذلك النوع من عدم الاستقرار الذي يعمل الملك عبد الله حاليا على منع حدوثه على وجه التحديد. وقد يمر جيل او اثنان، لكن "الربيع العربي" قد يزدهر في الصحراء السعودية.