ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية, اليوم الجمعة, عشية تطيب قليل عشية تطييب جسد القديس البابا كيرلس السادس من داخل مزاره بدير الشهيد مار مينا العجائبي بمريوط في إطار الإحتفال بالعيد ال 48 لنياحته، والعيد السادس للإعتراف به قديساً. ويتضمن طقس تطيب جسد القديس الراحل تلاوة آيات الكتاب المقدس ورفع البخور و تطيب الجسد بالميرون المقدس, بمشارك نيافة الأنبا مقار أسقف عام الشرقية و مدينة العاشر من رمضان, و نيافة الأنبا إرميا أسقف عام و رئيس المركز الثقافي القبطي, و لفيف من الآباء الكهنة و خورس الشمامسة و أحبار الكنائس الأرثوذكسية. تولى القديس الراحل بابوية الكنيسة الارثوذكسية في أبريل عام 1959م, تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ,كما شارك في العديد من المحافل من أجل تحسين الأوضاع الكنسية و ترأس مؤتمر الكنائس الأرثوكسية المشرقية في أديس بابا عاصمة أثيوبيا وهو أول مجمع مسكوني لاقامة حوار بين الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية في العصور الحديثة، وناقش المؤتمر أموراً هامة تتعلق بالخدمة والكرازة في العالم المعاصر وعلاقة الكنائس المجتمعة بالكنائس الأخرى, كما قام بترميم الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة وكما ترأس عمل الميرون المقدس (اى التطيببالزيت المقدس) عام 1967م و كان حدثًا تاريخيًا في الكنيسة الأرثوذكسية ,وفى 25 يونيو عام 1968م استقبل البابا كيرلس جسد "القديس مارمرقس" مؤسس الكرازة المرقسية في مصر الذي عاد بعد غياب عشرة قرون و شيد له مذبحًا مقدسًا بالكاتدرائية المرقسية التى افتتاحها البابا كيرلس السادس بحضور و مشاركة الرئيس جمال عبد الناصر و الامبراطور هيلاسلاسي الأول حاكم أثيوبيا آنذاك و كان أحد أهم الأحداث التاريخية التى شهدها العالم المسيحي في مصر و خارجها, و مُنح لقب(القديس) من قبِل المجمع المقدس للكنائس الأرثوذكسية عام 2013م تكريمًا لدوره و إسهاماتة و بركاتة التي مازالت الكنيسة الأرثوذكسية , و تنيح مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس في 9 مارس عام 1971م و نقل جثمانة في احتفال مهيب بدير مارمينا العجايبي وفقًا لما أوصى بة. و يأتي دير " مار مينا العجائبي" أحد أهم الإنجازات و الاعمال التي قام المتنيح القديس على تأسيسها ويقع في مدينة برج العرب بمنطقة كينج مريوط بمحافظة الأسكندرية و يبعد نحو 50 كم من المدينة. تأسيس الدير بيد القديس البابا كيرلس السادس الذي وضع حجر الاساس 27 نوفمبر عام 1959م, و يعتبر الدير أحد المناطق الآثرية التى تزخر بها الأراضي المصرية وقد سجل في منظمة اليونيسكو كأحد أبزر المناطق السياحية العريقة الذي يعود إلى عدة قرون وقت وصول و استقرار جسد الشهيد " مار مينا" داخل المزار بالدير . ويعتبر القديس مار مينا من الشخصيات التاريخية القبطية التى نالت شهرة واسعة و حفظ دورة في آدب الشهداء أحد فروع الآدب القبطي ولعل السبب وراء شهرة القديس مارمينا التي لم لم ينلها أي شهيد مصري سواء في القطر المصري أو خارجه ,ذلك بسبب العجائب الكثيرة التي يجريها الرب بصلواته إلى يومنا هذا لذا يطلق عليه الشهيد مارمينا العجايبي. يحتوى الدير على العديد من الكنائس و المزارات التى تضم رفات بعض القديسين ,و شيدت أولى الكنائس التي حملت أسم الشهيد بمريوط عام 320م, استمرت اعمال التشيد حتى عام 325م أثناء حكم الملك قسطنطين الكبير و مع انتشار الروح الايمانية في القطر المصري أعيد بناء الكنائس الجديدة حين تولى البابا أثناسيوس الرسولي الذي عمل على تجديد الكنيسة الأولى حتى تسع جميع الوافدين و الباحثين عن الإيمان. و استمر الدير حتى تولى البابا كيرلس السادس البابوية و عمل على ترميم و تجديد مباني و كنائس الدير ووضع حجر الأساس لكاتدرائية مارمينا بمريوط عام 1961م , بالاضافة إلى أنه قام بإعادة أجزاءً من رفات الشهيد مارمينا العجائبي إلى الدير عام 1962م, و حين رحل القديس البابا كيرلس دفن داخل مزار بمنتصف الدير كما أوصى به , و أصبح منذ ذلك الحين أبرز المناطق التى تروى الاحداث و الشخصيات التاريخية , و فى عام 1979م أقرت المنظمة العالمية " اليونسكو" دير الشهيد مار مينا العجائبي بمريوط ضمن 57 منطقة تراثية عالمية .
