[العسكرى قضى على آمال الدولة المدنية] كتب حمدى مبارز: منذ 1 ساعة 36 دقيقة قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية إن المجلس العسكرى الحاكم فى مصر لن يتخلى عن السلطة، بل انه يحكم قبضته عليها، ولن يفى بوعوده السابقة بتسليم السلطة فى الاول من يوليو المقبل للمدنيين . وأوضحت الصحيفة أن الاعلان الدستورى المكمل الذى اعلن عنه المجلس العسكرى عقب انتهاء عمليات التصويت فى انتخابات الاعادة الرئاسية امس غطى على اعلان جماعة الاخوان المسلمين فوز مرشحها "محمد مرسى" فى الانتخابات. واشارت الصحيفة الى ان الاعلان يعطى صلاحيات واسعة للمجلس العسكرى، وينهى كل الآمال بتسليم السلطة للمدنيين فى نهاية الشهر الجارى . العسكرى يؤمن مصالحه اكدت الصحيفة ان المجلس العسكرى أراد أن يؤمن موقفه وسلطته قبل تولى الرئيس الجديد المسئولية، كما ان الاعلان الدستورى المكمل، جاء بعد سلسلة من القرارات المثيرة للجدل، ومنها حل مجلس الشعب، وإعطاء صلاحية الضبطية القضائية لعناصر القوات المسلحة والمخابرات الحربية وكلها امور تحكم قبضة المجلس العسكرى على البلاد . إعلان للحرب قالت الصحيفة إن المجلس العسكرى أعطى لنفسه سلطة التشريع الى حين انتخاب مجلس شعب جديد، كما انه أحكم قبضته على صياغة الدستور الجديد ومنع اى رقاية مدنية على ميزانيته وأدائه. ونقلت الصحيفة عن "حسام بهجت" رئيس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قوله: "بالنسبة لنا .. فعليا ماحدث هو اعلان للحرب، واضاف ان المجلس العسكرى أنهى تماما حالة الشك التى كانت تلازم البعض فى ان هناك تسليم للسلطة كما يدعى العسكرى، وأصبح الامر جليا واضحا بأنه لا تسليم للسلطة وان الرئيس المنتخب بلا صلاحيات . فوز مرسى يعزز موقف الإخوان واشارت الصحيفة الى ان فوز "محمد مرسى" بمنصب الرئيس، من شأنه ان يعزز موقف جماعة الاخوان المسلمين التى اضطهدت كثيرا فى عهد الرئس السابق حسنى مبارك، اما فوز منافسه "احمد شفيق" فيعنى تعرض الجماعة واعضائها لحملة قمعية جديدة . توحد القوى ضد العسكرى واضافت الصحيفة انه بعد حالة الاستقطاب غير المسبوقة التى شهدتها الانتخابات الرئاسيىة، فإن جماعة الاخوان المسلمين فى حاجة ماسة الى التوحد مع كافة القوى السياسية الاخرى، اذا كانت تريد ان تدعم موقفها فى مواجهة المجلس العسكرى، وان ينسى الجميع الخلافات المريرة التى وقعت بين الجماعة والتيارات الليبرالية واليسارية خلال العام الماضى . وقالت إن الدكتور "عصام العريان" احد ابرز قادة الاخوان اكد ان حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين، التقى بعدد من القوى السياسية صباح اليوم لمناقشة اتخاذ موقف موحد من الاعلان الدستورى المكمل . وقال "العريان":" ان المجلس العسكرى ليس مخولا لإصدار مثل هذا الاعلان، ونحن سنواجهه حيث انه يريد ان يقفز على ارادة الشعب ". واضافت الصحيفة ان المجلس العسكرى دافع عن موقفه، مؤكدا أن الرئيس سيتمتع بكافة صلاحياته بما فى ذلك تعيين الحكومة والاعتراض على التشريعات، الا ان دفاع المجلس خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده اثنان من الجنرالات ، لم يلقى قبولا عند المواطنين ، الذين اعتبروا انه لابد من التصدى لمحاولات التعدى على الديمقراطية المدنية . الرئيس ليس عضوا فى المجلس العسكرى رأت الصحيفة أن أغرب وأخطر ما فى الاعلان الدستورى الجديد انه لا يجعل الرئيس الجديد، رئيسا للمجلس العسكرى، ولا حتى عضوا فيه، ويبقى على الجنرالات الحاليين فى مواقعهم دون ان تكون هناك سلطة للرئيس المنتخب بتغيير احدهم، كما انه يجعل صلاحية إعلان للحرب بالنسبة للرئيس مشروطة بموافقة المجلس العسكرى . الدستور الجديد على مزاج العسكرى أبدت الصحيفة اندهاشها من إعطاء المجلس العسكرى لنفسه الحق فى التدخل فى عمل اللجنة التأسيسية التى ستقوم بكتابة الدستور الجديد، بل انه قد يقوم بتشكيلها بنفسه، ومرة أخرى حشر المجلس العسكرى المحكمة الدستورية فى الامر، عندما قال فى الاعلان الدستورى انه فى حالة الخلاف على بند فى الدستور الجديد تحسمه المحكمة المذكورة، التى يرأسها ويعمل بها قضاة عينهم "مبارك". وختمت الصحيفة بالقول إن المجلس العسكرى بدلا من ان يسلم السلطة كاملة للمدنيين ، استولى على مزيد من الصلاحيات بما فى ذلك التشريع وكتابة الدستور وكل امور البلاد.