حث د.علي جمعة مفتي الديار المصرية المواطنين على الوفاء بدم الشهداء، من خلال العمل والإصلاح واستعادة مكانة مصر بين العالمين. وأكد على ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا نهدر دم شهدائنا من القوات المسلحة ومن المصريين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل رفعة هذه البلاد هدرا. وناشد المفتي خلال خطبة الجمعة في القوات المسلحة، المصريين إنهاء هذه الحالة من السيولة السياسية والاجتماعية، معربا عن أمله في أن يستعيد المصريون تقدمهم بإحداث ثورة في التعليم، حتى نأخذ مكاننا الذي ينبغي لنا بين الأمم في بناء الحضارة الإسلامية والمصرية، لنكون شهداء حضاريين على العالم، مؤكدا أن المصريين لا ينقصهم شيئا إذا خلصت النية لله. وشدد د.علي جمعة على الوحدة الوطنية بيننا وبين إخواننا في الوطن من الأقباط، مؤكدا أن الإسلام حث على محبتهم واحترامهم والعمل معهم يدا واحدة لرفعة هذه البلاد، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إلا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه ما لا يطيق أو أخذ منه شيئا بغير رضا فأنا حجيجه يوم القيمة". وأشار إلى أن من تعرض لإخواننا الأقباط بأي أذى فهو ليس شهيد حضارة على العالمين، ناصحا الصحف ووسائل الإعلام بالانتهاء من الكلام في إشعال فتيل الفتن وأن يعملوا على وعي الأمة حتى تقود العالم إلى رفعة الأخلاق والتقدم. وقدم المفتي تحية كبيرة للقوات المسلحة التي وصفها بأنها قائد مسيرة الوطن في الماضي والحاضر والمستقبل، داعيا الله لهم بأن يهديهم إلى أقوم طريق لتحقيق مصالح البلاد والعباد، كما حيا أمهات الشهداء، كما حيا الأقباط الذين وصفهم بإخواننا في الوطن، محذرا من تهميشهم أو انتقاص حقوقهم أو تكليفهم ما لا يطيقون. ودعا المفتي الله بأن يثبت قلوب المسلمين والمصريين للعمل على طاعته، وأن يكونوا شهداء على التعمير والبناء لا الهدم والتخريب، وأن يكون المصريون كعادتهم نموذجا للعمل والحضارة والأخلاق، متضرعا إلى الله ببكائه حتى أبكى كثيرا من رجال القوات المسلحة الشرفاء، وقاموا بتحيته بعد الخطبة بالتصفيق له.