أصبحنا على بعد خطوتين من إعلان «الجمهورية الثانية».. رغم أن حكم المحكمة الدستورية العليا الخاص بقانون العزل سيصدر بعد ساعات من قراءتك هذا المقال.. ولكنى على يقين من أن القانون غير دستورى وستتم الانتخابات بعد يوم واحد!! ثم يتم إعلان مولد «الجمهورية الثانية» فى تاريخ مصر المجيد. لذا لابد أن يشعر الناس بأن البلد سيتغير تماماً عما كان عليه خلال أسوأ ستين عاماً مرت عليه. - كيف يحدث هذا؟ - أقول لك.. أولاً.. لابد من تغيير (المظهر العام) للدولة.. كيف؟.. تغيير العلم والنشيد القومي.. وهذا ما فعلته (الجمهورية الأولى) التى نريد أن نصحح كل أخطائها وخطاياها.. ويكفى أنهم حطموا الإنسان المصرى الذى كان متمسكاً ببلده وأرضه كنا أقل دولة فى العالم لها مهاجرون فى الخارج فأصبحنا أكبر دولة لها جاليات فى كل دول العالم غير الغرقى فى البحر لفشلهم فى الهجرة على مركب شراعى!!.. نريد أن يشعر الإنسان المصرى بأن الدنيا تغيرت وأن بلده سيعود إلى سابق عهده من الحرية والرخاء والعدالة.. و... و.... الريادة والسيادة والمكانة المرموقة بين كل دول العالم. بعد نكسة 15 مايو 1948 واحتلال إسرائيل لفلسطين.. أعطى الملك فاروق طائرته الخاصة لسكرتيره كريم ثابت وقال له ما معناه أن يلف الدول العربية ليحضر كل ملوكها ورؤسائها للاجتماع فى أنشاص.. الملك الوحيد الذى جاء بالباخرة وهى إحدى بواخر أحمد عبود باشا كان الملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية لأن ساقه خشبية ولا يستطيع أن يصعد أو ينزل من السلالم العادية للطائرات. كتب فكرى باشا أباظة فى مجلة (المصور) عن منظر رآه وسمعه بنفسه فى هذا الاجتماع.. الملك فيصل ملك العراق وكان قصير القامة تقدم من الملك فاروق ونظر إلى أعلى وهو يقول له: - شعب العراق له رجاء عند جلالتكم!! - ما هو؟ الرجاء مستجاب!! - شعب العراق يريد أن تزور جلالتكم العراق عن قرب فنظر الملك فاروق لكريم ثابت وقال له: «رتب هذه الزيارة فى أقرب فرصة». هذه هى مصر.. هذه هى مصر التى جمعت نفس هؤلاء الملوك والرؤساء فى يونيو 1950 ليعلن مصطفى النحاس رئيس الوزراء مولد جامعة الدول العربية!! هذه هى مصر التى نريدها أن تعود من جديد بعد أسوأ ستين عاماً فى تاريخها.. نريد أن ننسى مآسى هذا التاريخ الأسود بأن نغير العلم الذى تحت ظله ذقنا الأمرين.. تحت ظله ضاع البلد.. كذلك النشيد القومى.. والأخ الموسيقار الكبير حلمى بكر حل المشكلة.. نشيد محمد عبدالوهاب (صوت بلادي) خير من النشيد الحالى (بلادى بلادى).. ثم إن العلم الحالى تشاركنا فيه دولتان جارتان هما سوريا والعراق.. فهل هذا معقول؟!