طوفان عارم اجتاح الكرة المصرية في السنوات العشر الأخيرة عن طريق رجال الأعمال بعد أن أصبح المجال الكروي خصباً لاستثمارات عريضة وضخ الملايين من الجنيهات لإنشاء الأندية فضلاً عن دعم أندية كبري لها قواعد جماهيرية ضخمة، وبدأ رجال الأعمال يظهرون في الكادر الكروي بقوة وسمعنا عن مصطلح "البيه رئيس النادي" ونتداول أخباراً عن دعم ممدوح بيه وياسين بيه وكامل بيه للأندية لإنقاذها من الإفلاس... وجاءت ثورة يناير لتفضح لنا جميعاً أن هذه الأندية والمساهمات من رجال الأعمال ما كانت إلا لمجرد غسل الأموال وتحسين الصورة أمام الجمهور الذي يعشق كرة القدم فهي الساحرة المستديرة للعالم كله وليس للمصريين فقط. بعد نجاح ثورة يناير وظهور الوجه القبيح لبعض رجال الأعمال الذين تورطوا في أعمال مخالفة للقانون.. بدت الأندية التي يملكها رجال الأعمال مهددة بالاختفاء تماماً وهو ما يعرض العاملين والمدربين واللاعبون بها إلي أخطار ومصائب وهو ما ينتقل أيضا إلي رجال الأعمال الشرفاء الذين بدأوا التفكير في سحب استثماراتهم الكروية في ظل احتمالات تجميد النشاط. أبرز الأندية المهددة بالاختفاء.. سيراميكا كليوباترا الذي يلعب في دوري القسم الثالث ويملكه رجل الأعمال محمد أبو العينين الذي يواجه حالياً اتهامات بالجملة، وتم تجميد النشاط بالنادي رغم منافسته للصعود لدوري المظاليم تحت قيادة مديره الفني ماهر همام، ومن رجال الأعمال الذين دخلوا مجال الرياضة مبكراً أحمد بهجت رئيس قنوات دريم وصاحب شركات المتحدة للالكترونيات وجولدي والذي قام بشراء نادي المعادن لدي صعوده للدوري الممتاز موسم 1999- 2000 وقام بتمويل النادي بالعديد من النجوم مثل نادر السيد ومحمود أبو الدهب وصامويل كيرا ثم انسحب فجأة من المجال تاركاً النادي ليهبط للقسم الثاني ومنه إلي الثالث والرابع حيث استقر حالياً وتوافد عليه رجال الأعمال مثل الشيخ السعودي عبد المعطي كعكي ويموله حاليا المستشار ياسر حجازي رئيس مجلس إدارة شركة "ويفز" وتأخرت رواتب العاملين والمدربين منذ فترة خاصة مع توقف عمل البنوك في الأيام الأولي للثورة. ومن الأندية التي ظهرت بقوة بدعم رجال الأعمال وادي دجلة وهي شركة للمقاولات دخلت مجال الاستثمار الرياضي عام 2006 عبر مالكها المهندس ماجد سامي وأنشأت شركة للتسويق والاستثمار الرياضي باسم "جي أم جي" وتم عمل أكاديمية لناشئي نادي آرسنال الانجليزي تتبع الشركة وشراء نادي ليرس البلجيكي والصعود بنادي وادي دجلة نحو الدوري الممتاز في غضون سنوات قليلة ورعاية فريق مركز شباب ابشواي وفي بلجيكا ترنهاوت، ولم يحط ماجد سامي أي علامات اشتباه ولكن الأحداث الحالية قد تفرض عليه تقليل مصاريف الاستثمار الرياضي التي يضخها في مصر نظراً لأن النشاط الرياضي متوقف مما جمد مفاوضات تجديد أكثر من لاعب بالفريق وشراء مصطفي شبيطة واحمد شمامة نهائيا ولكن سامي قدم أكثر من لفتة وطنية خلال الأيام الماضية مثل ارتداء فريقي ليرس ودجلة قمصان تروج لعودة السياحة لمصر إلي جانب إيقاف عقد حسن محمود لاعتدائه علي شرطي وتدرس الشركة في حالة استمرار حالة الجمود الاقتصادي تسريح بعض العاملين أو تخفيض الرواتب. في الوقت الذي يعاني نادي الجونة الذي يملكه آل ساويرس من انقطاع أغلب اللاعبين عن تدريبات الفريق وطلب النادي عدم استكمال الدوري هذا الموسم، ويتبع نادي الجونة لشركة "اوراسكوم" التي تعمل في مجالات المقاولات والاتصالات ويتسم بالإنفاق الضخم علي الفريق وجاء دخول آل ساويرس للمجال الكروي ليصنع الفارق مع الجونة للصعود للدوري في غضون سنوات قلائل وكان دائما يتردد أن نجيب ساويرس ينوي شراء نادي روما الإيطالي ولكن هذا ما لم يحدث واكتفي الأخير بناديه الجونة، وفي حالة استمرار الأوضاع الاقتصادية سيضطر ساويرس إلي بيع بعض نجوم الفريق وتخفيض رواتبهم في ظل تقاضيهم مبالغ ضخمة جذبت نجوم الكرة المصرية مثل محمد عبد المنصف وجمال حمزة. ومن الأندية التي تهددها تاريخ وعلاقات مالكيها نادي نجوم المستقبل الذي يضم العديد من المواهب الصاعدة ويملكه محمد الطويلة الذي يتردد أنه كان ضمن الفريق الإعلامي الذي أشرف علي ملف مصر لتنظيم كأس العالم 2010 والذي حصلنا خلاله علي صفر تاريخي، ولم يعلن نادي كسكادا عن مصيره في المرحلة القادمة خاصة أن رئيسه عادل ناصر مؤسس شركة المقاولات المالكة للنادي أحد أبرز قيادات الحزب الوطني وفاز في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة بمقعد برلماني عن دائرة مزغونة بالسادس من أكتوبر ولديه مشاكل مع البعض واتهامات غير مؤكدة له بالحصول علي أراض مملوكة للدولة ولكن مصدر مسئول داخل النادي أكد أن رحيل ناصر عن الشركة لايعني سقوط النادي لوجود مساهمين آخرين ولكن ستتأثر الميزانية بشكل رهيب خاصة أن أهداف الشركة تتمثل في الصعود للدوري الممتاز في سنوات قليلة وبناء صروح رياضية تفيد الكرة المصرية كما أعلن النادي إنشاء ستاد عالمي في مقره بطريق مصر اسكندرية الصحراوي بمحافظة السادس من أكتوبر ،ويأتي اسم نادي عامر جروب كأحد الفرق التي صعد نجمها هذا الموسم بشدة ويملكه رجل الأعمال منصور عامر ولكن النادي لم يتأثر لهذه اللحظة بعلاقات مالكه برجال الحزب الوطني. بينما تطارد الاتهامات سعد الجندي رئيس نادي الجندي الذي يخوض غمار منافسات القسم الثاني وهو مايهدد في حالة ثبوت الاتهامات بتجميد النشاط وتسريح اللاعبين ، في الوقت الذي نفي مسئولو نادي الأسيوطي بمحافظة بني سويف تجميد نشاط فريقهم الكروي الذي يلعب في دوري القسم الثالث ويقوده شديد قناوي نجم المنيا الأسبق وأكد مصدر مسئول داخل النادي أنه لا نية لإلغاء النشاط وربما يتم تقليل رواتب بعض العاملين خاصة أن النادي يتبع قرية سياحية وتأثرت بشدة جراء الأحداث والجمود الاقتصادي الراهن، أما نادي جراند بالغردقة الذي يملكه المستثمر سمير عبد الفتاح ويتبع مجموعة "جراند" للفنادق فنفي عمرو سمير نجل مالك الشركة والمشرف علي فريق الكرة تجميد النشاط مؤكداً أن النادي يرصد ميزانية محدودة للانفاق علي الكرة ويسعي لتفريخ قطاع ناشئين قوي يمثل النادي فيما بعد، وقال سمير الابن إنه يري الأجواء لا تساعد علي الاستثمار في مجال الكرة حالياً وحرام دفع الملايين علي عقود اللاعبين في مجال لن يفيد الشركة خاصة أن هناك مجموعة كبيرة من العاملين بالمجموعة.
